أشارت معلومات “الأخبار” من مصادر أمنيّة أنّ شحنة الكبتاغون المخبّأة في حبوب الرمّان، المضبوطة في السعودية، الأسبوع الفائت، وُضِّبت في سوريا ونُقِلت براً إلى لبنان لتُهرَّب عبر البحر إلى السعودية بعد تزوير شهادة بلد المنشأ.
وأشارت “الأخبار” الى أن شحنة الكبتاغون (2.5 مليون حبة) التي ضُبِطت في السعودية لم تكن أكبر شحنة مضبوطة في المملكة، فقبل أشهر، أُحبِط تهريب شحنة ضخمة عبر ماليزيا بلغت ٩٤ مليوناً و ٨٠٠ ألف حبة كبتاغون، تبيّن أنّها انطلقت من مرفأ اللاذقية في سوريا، وأنّ أحد المسؤولين الرئيسيين عنها هو اللبناني ــــ السوري حسن دقّو.
وبحسب “الأخبار” فإن دِقّو الذي ذاع صيته كرجل أعمالٍ في السنوات الأخيرة، سوريّ الأصل استحصل على جنسية لبنانية بموجب حُكم قضائي. يملك الرجل أموالاً طائلة وفّرت له شبكة من العلاقات السياسية والأمنية والقضائية. وصلت إلى استضافة نائب على عشاء في منزله، أسفر عن قيام النائب بتقديم إخبارٍ ضدّ عدد من تجّار المخدرات قبل أن يتبيّن أنّ جميع هؤلاء منافسون لدِقّو.
من جهة ثانية،توصّلت التحقيقات التي اطلعت عليها “الجمهورية” الى ان الشحنة ضمت 60 الف رمانة ومن بينها 1000 رمانة تم حشوها بالمخدرات، وهي من الحجم الكبير الذي تتميز به الزراعات السورية من هذا الصنف. ويمكن ان يصل وزن كل واحدة منها ما بين 680 غراماً و750 غراما، وقد تم جمع حوالى 2000 حبة في كل رمانة.
وفي سياق متصل، قال رئيس تجمع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم ترشيشي لـ”الجمهورية” انّ هناك 40 شاحنة تصدير للفواكه والخضار معلقة على المعابر بين مرفأ بيروت ومرفأ جدة، وهناك بواخر وشاحنات تعبر المرافق البرية وتقدّر هذه البضائع بحوالى مليوني دولار، وستقع خسائر فادحة على المزارعين في حال تُلفَت ولم تصل الى البلد المستورد لها.
واكد ترشيشي انّ هذه الشركة المصدرة هي المرة الاولى التي تتعاطى بتجارة لفواكه والخضار، وأنّ اوراقها وشهادات منشئها كلها اتضحت انها مزورة، وهي ليست من بين الشركات التي اعتادت الاستيراد والتصدير الى الخليج العربي عبر الخسمين سنة الماضية، وهي شركات متعارف عليها لم تخطئ يوماً ولا تخطئ، بينما هي الآن تتحمل مسؤولية هذه الشركة الوهمية الجديدة التي قامت بعملية التهريب هذه بأوراق مزوّرة.
وفي معلومات “الجمهورية”، انه تم توقيف 4 اشخاص بينهم شخصان على صِلة بتلك الشركة، وهما من آل سليمان.
ولفتت مصادر المعلومات انه تم تكليف مكتب مكافحة المخدرات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بالقضية بإشراف مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات. وهو مَن اعطى عصر امس اشارة قضائية الى القوى الامنية لختم المستودع الذي أفرغت فيه شحنة الرمان في تعنايل من سوريا عبر محطة اولى جرت في 8 نيسان في منطقة الخيارة البقاعية ايضاً، قبل إعادة توضيبها بعد ضَم الدفعة الثانية منها في 14 نيسان على الطريقة اللبنانية بنيّة تزوير مصدرها الحقيقي. فلبنان لا يمتلك إنتاجا كافيا ومستفيضا عن حاجات السوق المحلية لتصديره، وخصوصاً من الصنف الذي وصل الى المملكة.