ان تركيز «اسرائيل» على شن حرب وعدوان على المستشارين الايرانيين الموجودين في سوريا، ما اسفر عن استشهاد عناصر من الحرس الثوري الايراني جعل ايران ترد على مركز «الموساد» في اربيل عاصمة كردستان.
هذا الامر قد يؤدي، اذا استمرت «اسرائيل» باستهدافها العناصر الايرانية في سوريا الى رد ايراني اوسع بالصواريخ على مراكز «اسرائيلية» في الخليج، وعندئذ لا يمكن استبعاد ان يشارك حزب الله في الحرب الصاروخية على «اسرائيل» في حال توسع القصف، وعندئذ تنشب حرب بين حزب الله والعدو الاسرائيلي.
وهذا قد يحصل في المستقبل، لان «اسرائيل» في تصريحاتها قالت ان «سلاح الجو الاسرائيلي سيستمر في قصف الوجود الايراني في سوريا والعناصر التابعة له تحديدا الحرس الثوري». وعليه، يمتلك حزب الله قوة صاروخية قوية جدا ودقيقة الاصابة، ونظرا لقربها من فلسطين المحتلة، فانها ستكبد العدو الاسرائيلي خسائر جمة وايلامها بصواريخه الكثيرة. والحال ان حزب الله لديه ما يقارب عشرة آلاف صاروخ، وتستطيع ان تستهدف كامل «اسرائيل» اي فلسطين المحتلة.
من هنا، يبدو ان الساحة اللبنانية مقبلة على تصعيد جراء الاوضاع المتوترة اقليميا ودوليا، والتي غالبا تنعكس على لبنان، ويكون له «حصة» مما يجري من حوله. ذلك ان حزب الله لن يسكت على اي تعد عليه من «اسرائيل» في سوريا اذا ضربت مراكزه، وسيرد مباشرة من جنوب لبنان، وهذا الامر قد يفجر حربا بين العدو الاسرائيلي وحزب الله.
نقول ان هذا الاحتمال قد يحصل، لان ايران غيّرت نهجها في الآونة الاخيرة، وتبنت علنا استهدافها لمراكز تجسس «اسرائيلية» في اربيل انتقاما لقتل جنديين لها في سوريا. وهذا يشكل نقطة تحوّل في المواجهة الايرانية-الاسرائيلية التي اصبحت شبه مباشرة في هذا الاطار.
اضف الى ذلك، المطالب الروسية في مفاوضات فيينا التي اتت في سياق الرد على عقوبات واشنطن الاقتصادية لموسكو، وبالتالي هذه الشروط حتما ستعرقل وستؤخر اعادة احياء الاتفاق النووي الايراني.
من هنا يبدو ان الرياح الاقليمية والدولية ستحرّك الجمر الخامد تحت الرماد، وستكون الساحة اللبنانية من ضمن ساحات الصراعات وتصفية الحسابات.
والحال ان حزب الله تعرض لضربات عسكرية من قبل العدو الصهيوني في مناطق عديدة في سوريا واستهدفت قياديين له، ولكن حزب الله تجرع كأس السم في تلك الآونة، بما ان الحرب السورية والانتصار على المعارضة السورية الممولة خارجيا كانا من الاولويات لدى الحزب. اما الآن، فقد حسمت في سوريا لمصلحة نظام الاسد والمعارضة السورية انهزمت وتفككت، ولذلك حزب الله سيرد هذه المرة الصاع صاعين على اي ضربة «اسرائيلية» يتعرض لها في سوريا او في لبنان.
طبعا حزب الله حزب ذكي يدرس خطواته بدقة ، وقد تحدى واشنطن وكسر حصارها على لبنان عبر استجرار المحروقات الايرانية. على هذا الاساس اليوم حزب الله في موقع قوة بعد انتصاره في سوريا وتحديه واشنطن بجلب بواخر ايرانية للبنان بعد تفاقم ازمة المحروقات، وبالتالي لن يتأخر في الرد على العدو الاسرائيلي متى تأججت المواجهة بين ايران والكيان الصهيوني.
وفي حال اندلعت الحرب بين حزب الله والعدو الاسرائيلي، فالساحة اللبنانية ستشهد تغييرات جوهرية، منها تأجيل الانتخابات النيابية ودخول لبنان في مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني.