ينقل المقرّبون من رئيس الجمهورية ميشال عون، حنينه الدائم الى حقبة قصر الشعب، حين كان رئيساً للحكومة الانتقالية، وقيامه بحرب التحرير واستقباله الالاف من اللبنانيين المؤيدين لسياسته في تلك الفترة، كما ينقلون تفضيله البقاء في الرابية بدلاً من قصر بعبدا، بعد كل الذي مرّ به من عداء وسياسة تناحر وخلافات مع الخصوم، الذين تكاثروا بعد وصوله الى المركز الاول، وندمه على عدم تلقيه النصائح بضرورة بقائه في الرابية، كزعيم ماروني يساهم مساهمة كبيرة في صنع الرؤساء، لكن ما جرى وفق ما يقول المقرّبون قلب الاوضاع رأساً على عقب، وأعاق تحقيق العديد من الإنجازات بسبب عرقلة الخصوم بحسب ما قالوا، مشيرين الى انّ ما بعد 31 تشرين الاول لن يكون كما قبله، لانّ استنفاراً كبيراً يسجّل ضمن تكتل” لبنان القوي” ومسؤولي “التيار الوطني الحر” الذين اكدوا متابعة مشوار عون السياسي، ضمن شعار “معك مكملين”، على ان يكون هذا الاحد يوماً إستثنائياً من ناحية مواكبة رئيس الجمهورية من قبل المحازبين والمناصرين، لحظة مغادرته القصر الجمهوري من خلال المواكب الشعبية التي سترافقه الى الرابية، بعد ست سنوات من مغادرتها، على ان يطلق عليها تسمية ” قلعة المعارضة العونية”، لانها ستحوي معارضة فريدة في نوعها، أي ستكون معارضة ضد المعارضة الحالية، مع الإشارة الى الى انّ فريقاً سياسياً واعلامياً اصبح جاهزاً ومستنفراً في الرابية، لإدارة المعارك السياسية التي سيقوم بها الرئيس عون تجاه خصومه، مع تحميلهم كل الفشل الذي رافق عهده، معتبرين انّ “التيار” سيسترّد نفوذه السابق بقوة، بعد الحروب التي شنها عليه الخصوم، على ان يرّد الصاع صاعين لهم.
الى ذلك تتطلب هذه التحضيرات إزالة فورية للخلافات والانشقاقات التي تشهدها صفوف “التيار الوطني الحر” التي ولدّت أجنحة منذ سنوات عديدة ، وتحديداً منذ تأسيس ” لجنة حكماء التيار” المعارضة، اي الحرس القديم وسببه الاول عدم مشاركتهم في القرارات، حبث بدأت الخلافات بالاعتراض التنظيمي الذي كان يحددّه باسيل حتى قبل ان يصبح رئيساً للتيار، الامر الذي يعتبره المعارضون نوعاً من فرض الاوامر على الكوادر والمحازبين ، الذين لم يتفقوا في أي مرة معه على عكس ما يضمرون لرئيس “التيار” السابق أي العماد عون الذي اصبح اليوم رئيساً فخرياً له، ويعتبرون انهم بحاجة اليوم الى شخصية مثله تتولى قيادة “التيار” لإعادته الى نفوذه الذي كان سائداً في الفترات السابقة، ويعرب هؤلاء عن آسفهم لسياسة تيارهم المتبعة اليوم، وللواقع الذي وصلت اليه في السنوات الاخيرة. ويشيرون الى حرمان الكوادر من المشاركة في القرار، واصفين سلطة باسيل بالقيادة المتفردة، وينقلون بأن عدداً كبيراً من المسؤولين العونيين السابقين، يعرب عن امتعاضه مما يحصل، ويرون بأن عودة الرئيس عون الى الرابية لا بدّ ان تبلور الامور، وتحقق لمّ الشمل، لانّ وجوده هناك يعني عودة ” الوطني الحر” الى سابق عهده، آملين ان تنظم الصفوف وتتواصل القيادة مع القواعد، تحت عنوان واحد هو “الاصلاح الداخلي”، مهما استغرق ذلك من وقت.
ويختم المعارضون بأنّ الرئاسة الفخرية التي تولاها العماد عون، ستعيد ” التيار” من جديد قوياً كما كان، والمطلوب السماح للجميع بالتعبير عن حرية الرأي، لافتين الى طموحهم بمؤسسة حزبية ديموقراطية، تؤمن بالحوار بين محازبيها، ورأوا بأن الكيل قد طفح بعد الجنوح وسيطرة الدخلاء الذين تناسوا نضالاتنا، في حين كنا وما زلنا وسوف نتصّدى لكل ما هو بعيد عن مبادئ تيارنا الذي لطالما تحلى بها، وهي الارتقاء الى مستوى المؤسسات، لاننا نرفض الاوضاع الشاذة السائدة فيه منذ سنوات، بسبب وجود الاحادية في القرار وهي ازدادت مع توّلي باسيل رئاسة ” التيار”، خصوصاً ان فريقه هو الحاكم اليوم. معتبرين أن الوضع بات اليوم على المحك، في ظل العاصفة التي تجري في داخله وارتداداتها على المحازبين، معتبرين بأنّ العماد عون سيعيد كل شيء الى طبيعته.