معبر العبودية ام شريان الحياة لعشرات الآلاف من اللبنانيين والسوريين…

معبر العبودية

Share to:

هو ليس مجرد معبر هو أكثر بكثير لجهة كونه معبرا استراتيجيا على كافة الأصعدة.

الكاتب والصحافي غسان ريفي

موقعه، واهميته ولماذا يعتبر شريان الحياة لعشرات الآلاف من اللبنانيين والسوريين، ولماذا خلقت المعابر الغير شرعية وكيف ساهم قانون قيصر بازدهار هذه المعابر الغير شرعية، وما إذا كان هناك قرارا سياسيا ليتحول معبر العبودية من معبر الحياة والازدهار الى معبر صحراوي! هذه التساؤلات طرحها لبنان بالمباشر على الكاتب والصحافي غسان ريفي.

موقع معبر العبودية…

العبودية هي احدى قرى السهل العكاري القائمة على النهر الكبير الذي يفصل بين لبنان وسوريا، وهذا النهر يخترق بلدات عكاريه حدودية عدة.

أهمية العبودية من اهمية المعبر…

ان أهمية العبودية هو هذا المعبر الأساسي الرسمي “الشرعي” الذي يربط طرابلس وشمال لبنان بالعمق السوري وليس بالساحل، حيث يوجد على الطريق الساحلية البحرية معبر “العريضة “وهو أيضا معبر رسمي يربط شمال لبنان بالساحل السوري ” اللاذقية-طرطوس-بانياس….” وغيرهم من المناطق السورية. وبحسب الصحافي غسان ريفي، هذه المنطقة تحديدا يوجد فيها بنى تحتية برية “وسكة قطار” لا تزال معطلة، هذا القطار انطلق قبل نحو 100 عام تحت عنوان ” قطار الشرق السريع” الذي يربط طرابلس بسوريا وتركيا والدول الأوروبية. هذه السكة لا تزال قائمة وهذا القطار استمر حتى أواخر الستينيات او السبعينيات من القرن الماضي وهو لا يزال قائما، ويقول ريفي هناك عدة مشاريع في لبنان من اجل إعادة احياء سكة الحديد.

معبر العبودية… معبر للدول العربية وأكثر

يربط معبر العبودية أكثر من ثلثي لبنان بالعالم العربي، خصوصا ان المنتوجات الزراعية في عكار والضنية وبشري والكورة والبترون كلها تصب في هذا المعبر وتصل منه عبر أوتوستراد يسمى “أوتوستراد زراعي” الى حمص ومنها الى الدول العربية ودول الخليج العربي. لذلك هذه البلدة تكتسب الأهمية لوجود هذا المعبر فيها، يضيف ريفي طبعا المناطق التي تكون على المعابر الحدودية تنتعش وتزدهر فتقوم المؤسسات التجارية ومكاتب الصيرفة التي كانت تعمل حتى الامس القريب يصفها ريفي بالفعالة والنشيطة جدا، وكان الكثير من اقتصاد المناطق العكارية والسورية الحدودية تقوم أيضا على هذه التجارة والصيرفة وبيع المنتوجات اللبنانية والسورية.

ثورة 17 تشرين وجائحة كورونا…

بعد ثورة 17 تشرين، وجائحة كورونا ومن ثم ارتفاع سعر صرف الدولار والبطالة التي حصلت، وكيف تأثرت المنطقة بهذه العوامل؟

يقول ريفي طبعا هذه النقطة تأثرت قبل جائحة كورونا، فمنذ العام 2011 عندما بدأت الثورة السورية واتخذت الطابع العنفي وادت الى قطع الطرقات الى حمص، بشكل تلقائي تعطّل معبر العبودية خصوصا انه كان هناك خطورة كبرى في الدخول الى سوريا بسبب الفصائل المسلحة ومن ثم جبهة النصرة، ليصبح هناك تواصل ما بين مجموعات في قلعة الحصن قرب وادي النصارة في سوريا، وبين مجموعات لبنانية، فكثر التهريب خصوصا تهريب الأشخاص وتهريب المقاتلين وتهريب السلاح. كل ذلك ادّى الى تعطيل هذا المعبر الذي لم يعد يشهد حركة الا قليلا، وبالتالي جاءت جائحة كورونا لتزيد الطين بلّة، حيث أصدر لبنان قرارا بالتعبئة العامة وكذلك في سوريا حيث كانت التدابير أصعب بكثير من تدابير الدولة اللبنانية فلم يسمح لأي من لبنان او حتى السوريين بالمغادرة الى سوريا، فكانت الضوابط على اللبنانيين كبيرة جدا.

فجأة تحول هذا المعبر الى صحراء…

كان يشهد هذا المعبر في السابق دخول وخروج عشرات الآلاف من اللبنانيين والسوريين ليتحول فجأة الى ما يشبه الصحراء، وبالتالي من الطبيعي ان تنعكس سلبا على الحركة التجارية القائمة، وخصوصا ان هذه المناطق الحدودية تعيش ضمن اطار مبرمج من حيث ان اعمالها مرتبطة بمقومات المنطقة والتي هي عبارة عن معبر العبودية فتنتعش الحركة الاقتصادية، وبتوقف المعبر أقفلت محلات الصيرفة والطرقات والمؤسسات التجارية ومحلات البيع وتعطلت كل الحركة التجارية، يضيف ريفي انه خلال عدة سنوات أي من 2013 الى 2019 كانت الشاحنات اللبنانية التي تنقل الخضار تجد صعوبة بالغة في الدخول لا بل اكثر كانت قد منعت نهائيا من الدخول الى سوريا. أولا: بسبب اقفال معبر “نصيب” الى الأردن. وثانيا: بسبب الحوادث الأمنية وبالتالي انتشار الحواجز المسلحة وعمليات القتل التي كانت تحصل، فاضطر لبنان الى ارسال الشاحنات الزراعية التي تحمل المنتوجات الزراعية بحرا عبر السفن لتصل الى تركيا والأردن ولكي تكمل طريقها باتجاه الخليج العربي او تصل الى جدة بشكل كامل. وكان هناك دعم من الدولة اللبنانية لهذه الشاحنات لان النقل البحري كان أكثر كلفة من النقل البري.

قرار سياسي… قانون قيصر

القرار السياسي لإهمال هذه المعابر شأنه شأن كل المصالح في لبنان لجهة الاستيراد والتصدير، وما إذا كان يوجد قرارا سياسيا لكي تصبح هذه النقاط الاستراتيجية مجرد نقاط أشباح! بحيث لا يوجد عمال او مكاتب تخليص او شاحنات؟

يقول ريفي المشهد يتحدث عن نفسه بحيث يوجد اليوم كما قلت تعطيل في الحياة التجارية في هذا المعبر وطبعا الدولة اللبنانية تعمل ضمن الأطر الشرعية الدولية، وبما ان المجتمع الدولي قد فرض “قانون قيصر” برعاية أميركية على سوريا فبالتالي لم يعد لبنان على المستوى الرسمي يستطيع ان يتعامل تجاريا مع سوريا او ان يتبادل البضائع مع سوريا خوفا من العقوبات، كما ان الجانب السوري لا يزال حتى الآن يفرض شروطا قاسية على السوريين واللبنانيين من اجل جائحة كورونا ويضيف ريفي ان قانون قيصر أثّر على عمليات الاستيراد والتصدير ما بين البلدين.

الانقسام دمر الحياة في هذه المنطقة…

هناك انقسام سياسي عمودي في لبنان في تلك المناطق الحدودية وعلى حد تعبير الأستاذ غسان ريفي أيضا في لبنان ما زال البعض مؤيدا للنظام السوري والبعض الآخر يعارضه من منطلق قوى 14 آذار وتيار المستقبل، علما ان هذا الانقسام أدى الى حرمان كامل لهذه المنطقة فلم يستطع أحد تنميتها بسبب هذا الانقسام السياسي والخلاف حول التعاطي مع سوريا وبالتالي فقد أصبح في تلك المناطق بناء مستوصف يعتبر إنجازا لهذه القوى السياسية وذلك بالرغم من وجود أراض شاسعة يمكن ان تستخدم في انتاجيات زراعية وصناعية وتجارية واقتصادية ضخمة.

السياسة ساهمت في تنمية التهريب…

طبعا كل هذه الأمور مجتمعة ساهمت في تنمية امر وحيد هو التهريب الذي هو تاريخيا موجود بين لبنان وسوريا فعندما تكون البضائع مرتفعة أسعارها في سوريا وأرخص في لبنان يتم تهريبها الى سوريا لتحقيق الأرباح وكذلك العكس. فنمت مافيات وشبكات سورية ولبنانية، طبعا اليوم التجارة الوحيدة الرائجة والتي لم تكترث لا لكورونا او للخلاف السياسي ولا لقانون قيصر ولا حتى للخلافات القائمة هو “التهريب”…

تهريب المحروقات وكل السلع التي عليها دعم

ليس فقط اليوم يتم تهريب البنزين والمازوت والغاز الى سوريا وانما كل المنتوجات التي عليها دعم او حتى لا تزال ارخص في لبنان من سوريا وطبعا يقول ريفي من المستحيل اليوم إيجاد صيغة لمكافحة هذا التهريب التاريخي الذي يحصل خصوصا ان هناك معبر العبودية الشرعي الذي يربط لبنان بالعمق السوري ومعبر العريضة وهو الذي يربط شمال لبنان بالساحل السوري بينما هناك اكثر من 40 الى 60 معبر غير شرعي يتم التهريب من خلالهم.

Exit mobile version