ما هو الفرق بين جهنم والعصفورية في بلد مثل لبنان يعاني الانهيار المالي والاقتصادي ؟
جهنم كلمة قالها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والعصفورية كلمة قالها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والكلمتان تعني وضعاً ًاقتصادياً ومالياً شديد السوء وتؤديان الى المصير المجهول .
صحيح نحن في جهنم والعصفورية اللتين اوصلنا اليهما السياسيون وما زالوا يمعنون في هدم ما تبقى من هذا الوطن.
تقول مصادر اقتصادية مطلعة كيف يمكن ان نخرج من جهنم والعصفورية وبلد كان انتاجه المحلي حوالى ٤٠مليار دولار تراجع الى ١٨مليار دولار وبلغت نسبة الفقر فيه اكثر من ٦٠في المئة والبطالة تعدت الـ ٤٠في المئة خصوصا في فئة الشباب الذي لا يجد عملا بعد ان اقفلت مؤسسات عريقة واقفلت بعض مصانع كانت تكافح في سبيل البقاء رغم انها كانت تعمل باللحم الحي ووضع اجتماعي وصل الى نقطة بات المواطن يقف في صفوف طويلة اليوم امام الافران مذلولا طلبا للرغيف لاطعام اولاده وبالامس عند محطات المحروقات والصيدليات وابواب المستشفيات ، وادَّى انتقال آثار تغيرات أسعار الصرف على الأسعار إلى قفزة كبيرة للتضخم الذي يُقدَّر أن معدله بلغ في المتوسط ٢٠٠%ليسجل ثالث أعلى معدل على مستوى العالم بعد فنزويلا والسودان.
وتُمثِّل التأثيرات التضخمية عوامل تنازلية شديدة تُؤثّر على الفقراء والطبقة المتوسطة أكثر من غيرهم، وبوجه أعم على من يعيشون على دخل ثابت مثل أصحاب معاشات التقاعد. وما زال تضخم أسعار المواد الغذائية مبعث قلق كبير لأنها تشكل نسبة أكبر من النفقات التي تتكبدها الأسر الأفقر التي تواجه مصاعب جمة في تلبية احتياجاتها الأساسية في ظل تدهور قدرتها الشرائية. وكساد يكاد ان يقضي الى تفكك ركائز نموذج الاقتصاد الليبرالي الحر الذي كنا نتغنى به بينما اليوم هناك البعض من يرمي سهامه عليه بعد ان سدد الضربة القاضية على القطاع الذي كان يمد القطاعات الاقتصادية الاخرى بأوكسجين الحياة في ظل اهمال الدولة المتمادي التي تعتقد ان القطاع الخاص هو كالبقرة الحلوب للسياسيين وغيرهم وانهيار الخدمات فيه اضافة الى ذلك ما ذكره احد كبار الاقتصاديين عن وجود 60 في المئة من الاقتصاد غير الشرعي والتهرب الضريبي وفي حال طبق الدولار الجمركي فان الاقتصاد غير الشرعي سيصبح 100 في المئة لانه لا يجوز ان «يذهب المنيح بظهر القبيح «وان الضرائب تبقى في حوزة هؤلاء الذين يدفعونها بينما الذي لا يدفع لا تلاحقه الدولة اللبنانية.
وتستغرب هذه المصادر التشبيهات التي يطلقها السياسيون وهم مستمرون في تجاذباتهم دون ان يعطوا بريق امل لامكانية الخروج من هذين التعبيرين اللذين اوصلانا اليهما هؤلاء السياسيين .
وتتابع هذه المصادر الاقتصادية بالقول ان البنك الدولي اعتبر في تقريره السنوي ان ازمة لبنان تعتبر واحدة من اشد عشر ازمات وربما من اشد ثلاث ازمات في العالم منذ الخمسينات من القرن الماضي وباتت تعرض للخطر الاستقرار والسلم الاجتماعي في البلاد.
لكن على الرغم من الصورة السوداوية التي رسمها المسؤولان الرئيسيان الاول «جهنم «والثاني «العصفورية «فأن بصيص امل ما زال يلوح اولا بإمكانية توقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولي والمباشرة بالاصلاحات التي تمهد لعودة لبنان ولكن على اسس سليمة وشفافة والثاني بإستمرار التدفقات المالية المباشرة او عبر التحاويل من اللبنانيين العاملين في الخارج التي تبقي اللبنانيين المقيمين يقفون على ارجلهم في وجه المصاعب وثالثا السياحة التي ساعدت على ثبات نسبة عجز ميزان الحساب الجاري إلى إجمالي الناتج المحلي مع العلم ان عدد الزائرين حتى منتصف تموز الحالي تجاوز المليون زائر في تحد صارخ لكل ما يقوله السياسيون عكس ذلك وحتى كان رئيس اصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي طوني الرامي ما زال يردد :نار الجحيم لن تقوى على الموسم السياحي وان القضاء على الواقع المالي والاجتماعي والاقتصادي واموال المودعين والقطاعات الانتاجية وادارة الشان العام ليس قضاء وقدرا .
يبقى القول ان «جهنم»و»العصفورية «سببهما رجال السياسة الذين اوصلونا الى هذا المأزق الاقتصادي الكبير.