نضال العضايلة
اطلع “لبنان بالمباشر” على كرّاسة تداولها قادة ميدانيون في المقاومة الفلسطينية حول التعامل مع العملية البرية التي تلوّح إسرائيل بتنفيذها في قطاع غزة، وجاء فيها أنها “تمثل السيناريو الأكثر قسوة للمقاومة والاحتلال معاً، لأنها ستحصد أرواحاً بشرية كبيرة”.
وجاء في المراسلة نفسها أن “المقاتلين الفلسطينيين وصلوا لمستوى من الاحتراف القتالي جعلهم لا يذهبون مباشرة لمواجهة الجنود، بل إجراء قراءة سليمة لاتجاه عمليات الاحتلال، وبالتوازي إرسال خلاياهم المسلحة للأمام”.
وحسب ما اطلع عليه “لبنان بالمباشر” فإن “نقطة قوة المقاتلين في العملية البرية تتمثل في تحويل الجنود الإسرائيليين في شوارع غزة من صيادين إلى مصطادين، من خلال التخطيط المميز والإعداد والرصد المسبق”.
و”أصبح لدى المقاتلين في صفوف المقاومة الفلسطينية تحديد نقاط الضعف في صفوف عناصر جيش الاحتلال واستغلال عنصر المفاجأة الذي يربكهم ويجعلهم يسقطون برصاص المهاجمين في معارك يثبتون فيها أن لديهم قدرات عسكرية متفوقة”، حسب المصدر نفسه.وختمت بالقول إنه “مع اختلال موازين القوى العسكريّة لصالح الاحتلال، فإن المقاومة ستستخدم الصواريخ الموجهة المضادة للدروع بكثافة، وبقدرات نوعيّة، لأن هاجس الجنود سيكون شبكات الأنفاق التي توفّر حركة للمقاتلين وإعداد كمائن”.القوة الميدانية في غزة تكمن على مشارف أحياء الشجاعيّة والتّفاح وخزاعة وبيت حانون الواقعة كلها شرق قطاع غزة.
ويعلم الإسرائيليون أن تنفيذ عملية برية كلفته البشرية الباهظة على الإسرائيليين، لكنهم هذه المرة أعلنوا أنهم بصدد اتخاذ هذه الخطوة، دون إعطاء مزيد من التفاصيل عن حجمها وعمقها.لم يتردد قادة حماس في اعتبار العملية البرية فرصة لمزيد من الإثخان في الجنود الإسرائيليين، لأن كتائب القسام أعدت نفسها لمعركة طويلة جداً، ليس لأسبوع أو عشرة أيام، بل لأسابيع طويلة جداً، مع وجود مزيد من المفاجآت.
إن أكثر ما يخيف القوات الإسرائيلية المتوغلة هي قذائف الهاون التي ستنهمر على رؤوسهم كالمطر، مما سيدفع الجيش لاتخاذ مزيد من الوسائل لتقليل الإصابات في صفوفه على حساب المزيد من الدمار في غزة، لأن مخاوفه كثيرة، والهاجس الذي يتملكه هو عمليات القنص، والقذائف المضادة للدروع، والعبوات الناسفة، والمنازل المفخخة، وأكثر ما يخشاه وقوع جنوده في الأسر.خيارات الاجتياح البري * الاجتياح البري الشامل الذي يشمل معظم مدن ومناطق قطاع غزة، وهو ما يستبعد. * التوغل البري المحدود في مناطق مختارة، وقطع الطرق الرئيسة الفاصلة بين مدن القطاع الرئيسية، ويتضمن عزل محافظات القطاع عن بعضها.ووفقاً لتقييم دائم للوضع تجريه هيئة أركان الجيش، ولذلك سيمنح الكابينيت رئيس الوزراء ووزير جيشه تحديد تاريخ تنفيذها، ومدى نطاقها، وعمقها الجغرافي، وسقفها الزمني، رغم القناعة الإسرائيلية السائدة بأنه لا يوجد ضمان بنجاحها بنسبة 100%.