نضال العضايلة
تعشق البساطة، مهتمة بالتفاصيل من صلب الترائب، من رائحة الأردن، تحب كونها إبنة ابيها، فقد كانت نبراس حياته.
في كل صباح تتأمل فنجان قهوتها، تشم فيه رائحة عمان، ورائحة الأردن، وكانها تتأمل المستقبل بين حناياها.فاطمة جرادات، إمرأة، قفزت فوق المستحيل، وتعمدت بماء الورد حتى أصبحت قطعة سرمدية وطنية، ولعلها من اللواتي يمكن وصفهن بالعصاميات.
جرادات، امرأة طموحة، تعودت إرتياد القمة، ناجحة بكل المقاييس، تتمتع بصفة الإقدام، تصنع حياتها وتمهد دربها، دون أن تنتظر ما قد يمن به عليها شخصا ما.ثقتها بنفسها كبيرة، فنجاحها، دائما يدفعها إلى العمل والتميز، تمتلك ذكاءاً، اجتماعياً لا مثيل له، إمرأة ذات قلب ساحر يستحوذ على نواصي القلوب والعقول.
نعم فاطمة، امرأة من طراز خاص، إمرأة من زمن آخر، إمرأة من كوكب آخر، إمرأة لا تجعل الأشياء التي لا تستطيع عمل شيء حيالها تؤثر على الأشياء التي تستطيع عمل الكثير حيالها.
وهي من اللواتي لمعت جهودهن في الأفق تتقبل ذاتها ونفسها وتبني وجهة نظرها على إعتبارات عامة وليست شخصية، شعلة جميلة تشع بريقاً، وسماء مشرقة للجميع، شخصية راقية رزينة، لا تعرف في الحياة قيود، لامعة شامخة حكيمة، تركيبة من مؤثرات الزمان وصاحبة رحلة كفاح في كل مكان.
تبرز قيمة جرادات في المجتمع مقترنة بقيمة الرجل، فهي تمتلك قيمة وتحضر وأخلاقيات انعكست على واقع المرأة، فأصبحت حقيقة لا تحتاج منا إلى جهد يذكر في تدبرها، ويكفي فقط أن نعرف أن لهذه السيدة بصمات واضحة في سبيل ان يهتم المجتمع بالمرأة ويقدرها لتجني ثمار ذلك حاضرا ومستقبلاً.
ارتبطت الباحثة والكاتبة جرادات بالقوه، بالجمال، بالخجل ، بالجرأه، بالتمرد، بالدهاء، بالذكاء، بالحلم فهي خليط منوع من تفاصيل الحياة، وهي ارتقاء الانسان نحو الإبداع، رائدة حقیقیة في أكثر من مجال، وهي فھم عمیق لواقع المرأة، فتحركت ونجحت فيما اجتهدت، بعد جھود مضنیة على أكثر من صعید.
لن اكتب عن سيرتها الذاتية، ولن اتحدث عن انجازاتها، يكفي فقط ان أقول اننا أمام سيدة الوفاء والحلم الجميل، أمام إنسانة تعشق الرقي، فيعشقها، إنسانة تقدس الوطن، فيأتي لها الوطن بصولجان الحب الحقيقي والتقدير والاحترام.كل عام وانت بالف خير وصحة وعافية بمناسبة يوم ميلادك، وهذه أيضاً تحية ومباركة من رشا الخوالدة الصديقة والزميلة للياقوتة الأردنية فاطمة جرادات إبنة الأردن الغالية.