قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم السبت إن إيران تكذب بشأن إرسالها عدداً محدوداً من الطائرات المسيرة إلى روسيا.
وأضاف زيلينسكي أن القوات الأوكرانية تسقط عشرا على الأقل من هذه الطائرات يوميا.
وبدوره أكد مبعوث الولايات المتحدة الخاص بإيران روبرت مالي اليوم السبت أن طهران أرسلت عشرات الطائرات المسيرة لروسيا هذا الصيف فقط، مشيرا إلى أن ما قاله وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان عن إرسال عدد محدود منها قبل الحرب “ليس صحيحا”.
وقال مالي على تويتر إن إيران لديها أيضا عسكريون بالمناطق الخاضعة لسيطرة روسيا في أوكرانيا، موضحا أنهم يساعدون موسكو على استخدام هذه الطائرات في استهداف المدنيين الأوكرانيين.
وتابع مالي أن إيران في مواجهة هذه الأدلة تحتاج إلى “سياسة جديدة وليس قصة جديدة”.
إيران تعترف
وأقرت إيران وللمرة الأولى السبت بأنها أرسلت طائرات مسيرة إلى روسيا، لكنها شددت على أنها زودت حليفتها بها قبل العملية الروسية في أوكرانيا.
في فبراير، مؤكدة بذلك اتهامات كييف لموسكو باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع لشن هجمات ضد المدنيين والبنى التحتية.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قوله “زودنا روسيا بعدد محدود من المسيّرات قبل أشهر من الحرب في أوكرانيا”.
وهذه هي المرة الأولى التي تتحدث فيها طهران عن تسليم موسكو طائرات مسيرة في حين كانت تنفي باستمرار هذه الاتهامات التي وجهتها أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون في الأسابيع الأخيرة.
وردت الخارجية الأوكرانية محذرة من عواقب “التواطؤ” الإيراني مع موسكو.
وكتب الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نكولينكو على فيسبوك “على طهران أن تدرك بأن عواقب التواطؤ في جرائم عدوان روسيا الاتحادية على أوكرانيا ستتجاوز المنفعة (التي ستجنيها إيران) من دعمها لروسيا”.
وأكد عبد اللهيان استعداده لدراسة أي “دليل” تقدمه كييف على استخدام روسيا مسيرات إيرانية في النزاع.
وقالت كييف إن حوالي 400 طائرة مسيّرة إيرانية استُخدمت بالفعل ضد المدنيين في أوكرانيا، وأن موسكو طلبت حوالي 2000 طائرة إضافية.
وتشير اعترافات طهران بشأن تسليم موسكو طائرات مسيرة إلى التقارب بين روسيا وإيران الذي بدأ في الأشهر الأخيرة، في مواجهة أوكرانيا المدعومة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفي حين ترفض الصين الانحياز بشكل مباشر إلى أي طرف في الحرب.
ونفت طهران مجددا أن تكون قد زودت روسيا بصواريخ معتبرة الاتهامات “باطلة تماما”.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست في 16 أكتوبر أن إيران تستعد لإرسال صواريخ إلى روسيا.
وردا على ذلك فرض الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عقوبات على ثلاثة جنرالات إيرانيين وشركة أسلحة متهمة بتزويد روسيا بطائرات مسيرة.
وفي سبتمبر قررت كييف خفض العلاقات الدبلوماسية بشكل كبير مع طهران بسبب هذه القضية.
تقنين إضافي في الكهرباء
على الأرض وأمام ارتفاع الطلب على الكهرباء السبت، أعلنت الشركة المشغلة أنها فرضت “تقنينًا إضافيًا … في شكل انقطاعات طارئة”.
وطالت القيود عدة مناطق، بينها العاصمة كييف، وانقطع التيار الكهربائي بالفعل لأيام للحد من استهلاك المدنيين للكهرباء.
وتضررت منشآت الطاقة بشدة جراء ضربات روسية عدة في الأسابيع الأخيرة، مما أثار مخاوف السكان من قضاء فصل الشتاء بدون كهرباء وماء.
ميدانياً، في شمال شرق البلاد، قال القائد العسكري الأوكراني رومان غريتشينكو لوكالة فرانس برس إن “الوضع مستقر” مشيراً إلى “هجمات متقطعة بطائرات مسيرة وبالمدفعية وعمليات كوماندوز روسية” في المنطقة التي استعادها الأوكرانيون في سبتمبر.
قال “نحن نتقدم بأقصى سرعتنا في جميع الاتجاهات” انطلاقا من قرية ستاريتسيا التي تمت استعادتها والبعيدة ثلاثة كيلومترات عن الحدود الروسية.
وفي الجنوب، اعتبرت الرئاسة الأوكرانية أن “المحتلين الروس يحاولون التعرف على هوية السكان الذين يرفضون إجلاءهم” إلى الأراضي التي تحتلها قوات موسكو بعيداً عن خط المواجهة وحتى إلى روسيا نفسها.
وللمرة الأولى، برر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة عمليات الإجلاء هذه، بالقول إن “أولئك الذين يعيشون حاليًا في خيرسون يجب إبعادهم عن مناطق القتال الأكثر خطورةً”. ونددت أوكرانيا مجدداً بما اعتبرته سياسة “ترحيل”.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، من جانبها، السبت “تدمير محطة رادار (مستخدمة) لصواريخ إس -300 المضادة للطائرات” و اعتراض عدة صواريخ من طراز هيَمارس الأميركية في منطقة خيرسون.
استهداف قاض
وشرقاً، أعلنت سلطات الاحتلال الروسي السبت إصابة قاض بالمحكمة العليا لجمهورية دونيتسك بعيار ناري الجمعة وهو “في حالة خطيرة”.
ولم تكشف وزارة الداخلية في هذه المنطقة التي ضمتها موسكو في شرق أوكرانيا في نهاية سبتمبر الماضي، عن مزيد من التفاصيل حول كيفية أو أسباب هذا الهجوم.
وقال زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك (شرق) دينيس بوشلين أن القاضي “أدان مجرمي حرب نازيين”، وهو مصطلح استخدمه الكرملين للإشارة إلى نظام كييف.
في شمال أوكرانيا، يستعد حرس الحدود “لمنع عملية روسية (جديدة)” من بيلاروس، حليفة روسيا، رغم انسحاب الروس من المنطقة في نهاية مارس ومطلع أبريل.
وقال اندريه بوغدان، رئيس بلدية غورودنيا، وهي قرية قرب الحدود البيلاروسية إن “الوضع مختلف تمامًا” الآن لأننا “نعتمد على حرس الحدود وعلى جيشنا وعلى جميع قوات الدفاع”.