يعتبر الشمندر من النباتات العشبية ذات الحولين، وينتمي البنجر الأحمر الى الفصيلة السرمقية وهو يمتلك أوراقا خضراء متوسطة الحجم تميل الى الأحمر تشبه شكل قلب الانسان الى حد ما، ويتضاعف جذر هذا النبات فيكوّن طبقات من النسيج بدرجات داكنة وفاتحة. اما لونه الأحمر الجذاب فيجعله محبوبا ومرغوب الاستهلاك وهناك طرقا عديدة لإدماجه في النظام الغذائي ليس فقط في اليخنة والسلطات او في المخللات ولكن أيضا بإضافته الى اطباق الحساء او تناوله عصيرا او مسلوقا وحتى نيئاً.
وفي الإطار، رأت خبيرة التغذية والحمية الغذائية من مايو كلينيك في روتشيستر بولاية مينيسوتا الأميركية، “ان الشمندر ليس فقط خضرا قليل الوحدات الحرارية بل يساعد أيضا على الهضم ويحد من خطر الإصابة بأمراض القلب ويحسن من مستوى أداء الرياضيين. ويحتوي على 90% من الماء وكل 100 غرام من هذه الخضراوات الجذرية لديها 41 سعرة حرارية فقط”.
منافع كثيرة وآمنة
بالموازاة، قال اختصاصي التغذية وبطل كما الاجسام طه مريود لـ “الديار”، “يوفر الشمندر العديد من العناصر الغذائية المهمة والاساسية بسعرات منخفضة وخاصة الالياف، وحمض الفوليك، النحاس، البوتاسيوم والمنغنيز الى جانب زمرة واسعة أخرى من المعادن والفيتامينات الضرورية التي يحتاجها جسم الانسان يوميا”.
وتابع، “اشارت مجلة فرويندين الألمانية الى ان الشمندر او ما يعرف بالبنجر الأحمر يمتلك العديد من العناصر المفيدة للجسم مثل فيتامين “ب” والحديد والكاروتين، الفولات وفيتامين “ج” والسيلينيوم والفوسفور. لذلك ينفرد بتركيبته المميزة لغناه بالعناصر الغذائية التي لا تتوافر الا في عدد محصور من الأطعمة”.
ضغط الدم
وأردف، “الشمندر غني بالنترات التي يتم تحويلها في الجسم الى أكسيد النيتريك الذي يوسّع الاوعية الدموية مما يساهم في خفض ضغط الدم لان مستوى النترات في الدم يبقى عاليا مدة 6 ساعات بعد تناول الأطعمة الغنية به بحيث يمكن نقل الاوكسجين والمواد الغذائية على نحو أفضل لذلك فإن تعزيز الدورة الدموية يخفف من ضغط الدم وفق ما جاء في مجلة Hypertension، وNutrition عام 2013”.
رفع مستوى أداء الرياضيين
وأوضح مريود، “ان الدراسات اكدت ان مكملات عصير الشمندر ممكن ان تحسن من عملية امتصاص العضلات للأوكسجين اثناء وقت التمارين. وفي هذا المجال، أظهرت دراسة نشرت في مجلة “نيتريك أوكسيد” عام 2019 ان ارتشاف جرعات مرتفعة من عصير الشمندر الذي يشتمل على النترات ينشّط من أداء راكبي الدراجات؛ كما ان شربه عدة مرات خلال اليوم يعمل على تخفيف الام العضلات”.
صحة الكبد
واستكمل مبيّناً، “أن دراسة مخبرية نُشرت في مجلة Annals of Tropical Pathology عام 2018 اشارت الى ان استهلاك الفئران التي تعاني من مرض الكبد لمستخلص الشمندر خفف من تضرر الكبد لديهم مقارنة بالفئران الأخرى. فضلا عن ان هذا العصير يحتوي على مضادات الاكسدة وفيتامين (أ)، وفيتامين (ب)، والحديد الذي يقلل من خطر اصابة الكبد بالالتهاب والاجهاد التأكسدي وهذا يقوي من قدرة الكبد على التخلص من السموم”.
تقليص عوامل الإصابة بأسقام القلب
تحدث مريود عن أهمية هذا النبات الذي “يكتنز الكثير من “البيتين” و “حمض الفوليك” وهو نوع من أنواع فيتامين “ب” اللذين يخفضان الكوليسترول في الدم وهو ما يمنع الامراض الشريانية ويحد من الإصابة بالأدواء القلبية”.
علاج للأوباء المستعصية
وأشار، “الى ان مادة “البيتالين” الموجودة في الشمندر وبمعدلات كبيرة هي مواد لونية تعطي بعض أنواع الخضر والفاكهة والازهار لونها، وهي المجموعة الثالثة من المواد العضوية اللونية وتعتبر من اهم فئات مضادات الاكسدة وتقلل الالتهابات وتكافح الجذور الحرّة وتكبح الاصابة بالوعكات والعاهات”.
التهاب الكلى
وتطرق الى “دراسة مخبرية نشرت في مجلة “Mediators of Inflammation” عام 2014، اكدت ان تناول مستخلص الشمندر قلل من التهاب الكلى لدى الفئران من خلال تخفيض الاجهاد التأكسدي المبرمج للخلايا في الكلى، نظرا لاحتوائه على صبغة البيتالين التي تمتلك العديد من الصفات المضادة للالتهاب”.
وختم قائلا: “الى جانب كل ما تقدم يساعد الشمندر على تخفيف الام الركبة وتعزيز القدرات العقلية والمعرفية وتقليل الطفرات السرطانية والحفاظ على مستويات الكوليسترول في الدم والحد من خطر الإصابة بفقر الدم، وتحسين الجهاز الهضمي وزيادة القدرة على التحمل والحد من السكتات القلبية المفاجئة؛ ومهم جدا للحوامل ويقلل من مستوى الدهون الثلاثية”.
وقال: “اكدت الدراسات الحديثة ان الشمندر يدعم الجسم ببعض المركبات النباتية مثل احادي أكسيد النيتروجين وهي من الايونات الكيميائية التي تحسن وظائف الرئتين والجهاز التنفسي”.