نضال العضايلة
يخرج الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله لينتقد بشدة المسؤولين اللبنانيين و”خضوعهم للإملاءات الأمريكية”، في خطاب وجهه مساء الثلاثاء، خلال احتفال لحزب الله بمناسبة “يوم الجريح”.
ولعل نصرالله وهو يخاطب اللبنانيين، قد نسي لوهلة ما المعنى الحقيقي لكلمة إملاءات، أو أنه تناسى هذا المعنى لبضع دقائق كان بحاجة خلالها لإتهام المسؤولين اللبنانيين بأنهم عدائي يهرولون باتجاه الحضن الأمريكي، فهل يرى أن الحضن الإيراني ادفى من الحضن الأمريكي.
يقول المتنبي : لا تنهى عن فعل وتأتي بمثله عار عليك اذا فعلت عظيمُ،
ويسأل نصرالله “فليقولوا لنا ماذا قدمت لهم أمريكا”؟، ليرد عليه اصغر طفل لبناني فقد بوصلة الحياة، قل لنا انت ” ماذا فعلت لنا إيران”؟ يا سيد.
وإذا كان نصرالله لم يحدّد هوية المسؤولين الذين عناهم في خطابه، إلا أنه قصد بداية وزير الخارجية ومن خلفه رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة من دون أن يوفّر البطريرك الماروني بسؤاله “أين دعاة الحياد؟”.
ويلفت نصرالله إلى أن “المطلوب من لبنان أن يقول للأمريكي إن اللبنانيين ليسوا عبيدا عنده فهذا ما تمليه السيادة”، متسائلًا: “أين النأي بالنفس الذي تنادي به الحكومة؟ ولماذا صمت الذين يدعون الحياد أمام البيان اللبناني؟”.
حسناً، وبالرغم مما يؤكده قادة الحزب بأنه لبناني ونشأ لبنانياً وجاء الدور السوري والإيراني لاحقاً، إلا أن المعطيات تؤكد أن إيران لعبت دوراً أساسياً في ولادته ونشأته ونموه، وتصريحات قادة الحزب وميثاق الحزب تؤكد دوماً التبعية للثورة الإيرانية ومرشدها، وصور قادة إيران وعلمها تسيطر على مرافق وفعاليات الحزب.
يقول السيد نفسه : إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام، والدولة التي تناصر المسلمين والعرب وعلاقتنا بالنظام علاقة تعاون، ولنا صداقات مع أركانه ونتواصل معه، كما أن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا، فماذا تسمي هذا سيد حسن، الا تسميه أذعان، الا تسميه تبعية، الا تسميه فرسنة لبنان لصالح إيران؟.
الم تعلنوا للعالم أجمع أن إيران هي أُمُّكم ودينكم وكعبتكم وشرايينكم، الم تعلنوا التزامكم بأوامر قيادة إيران التي تتجسد في ولاية الفقيه، وتتجسد في روح الله آية الله الموسوي الخميني مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة”.
الدعم المادي والعسكري والسياسي والإعلامي الإيراني لحزب الله واضح لا لبس فيه، وإن كان يصعب تحديد حجمه، وهناك جهات إيرانية عديدة تعمل في حزب الله: حراس الثورة، وزارة الخارجية، مؤسسة الشهيد، وزارة الإرشاد الإسلامي، وزارة الداخلية، الأجهزة الأمنية الاستخباراتية، فأين الدعم الإيراني للشعب اللبناني؟، هل دعم حزب الله يعني دعم الشرعية اللبنانية؟، اين انتم مما يجري ويحدث على الأرض اللبنانية؟.
كفى يا رجل لم يعد هناك لأمل في نجاة لبنان، طالما كنت دولة بداخل دولة، ولطالما كانت اسلحتك سيفاً مسلطاً على رقاب اللبنانيين.