نضال العضايلة
الأوضاع على الحدود الشمالية الأردنية، اخذت منحى مختلف وبدأت تتصاعد في ظل اشتداد الأمر مع ميليشيات إيران وخصوصاً حزب الله.
اليوم نجد ان الأردن لم يعد بإمكانه السكوت على الاختراقات التي تقوم بها ميليشيات إيران المسلحة على الحدود الشمالية، خصوصاً وان التواجد العسكري الإيراني الذي بات يشكل قلقا مشروعاً للأردن فيما الجانب السوري وكأنه لا يعنيه الأمر. وفي مواجهة التغلغل الواضح لهذه المليشيات يواجه الأردن حالياً “حربَ مخدّرات” على الحدود الشمالية الشرقية المشتركة مع سوريا، تزايدت جدتها في السنوات الأخيرة فأصبح هناك زيادةٌ مضاعفةٌ لعمليات التهريب والتسلّل، وبشكلٍ رئيسي تهريب المخدّرات.
عملياتِ التهريب القادمة من سوريا تتمُّ بشكلٍ ممنهج، وبقيادة تنظيمات مدعومةٍ من إيران، وتلقى دعماً من مجموعاتٍ غيرِ منضبطة من حرس الحدود التابع لنظام الأسد ومن مجموعات أخرى.
أنَّ أخطرَ التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الدول المجاورة للأردن هي الميليشياتُ الإيرانية، لأنَّها تأتمر بأجندات خارجية، وتستهدفُ الأمن الوطني الأردني.
مطالب الأردن كانت دوما، أن تؤدي قوات نظام الأسد واجباتها، لكن الأردن لم يلمس حتى الآن، أن له شريكا حقيقيا في حماية الحدود.
لقد أصبحت عمليات تهريب المخدرات منظمة وتلقى الرعاية والدعم من أشخاص في القوات السورية وأجهزتها الأمنية، إلى جانب مليشيات حزب الله وإيران الموجودة في الجنوب السوري.
القوات المسلحة الأردنية لديها تكنولوجيا متطورة جدا، ولديها القدرة الكاملة في المحافظة على الحدود من أي خطر، وقواعد الاشتباك هي منظومة ضبط تستعملها كل دولة حسب ما تراه مناسبا، مبينا أن بناء على تغير استراتيجية المهربين عبر الحدود قررت القيادة العامة للقوات المسلحة تغيير قواعد الاشتباك لوقف أي تهديدات قد تتشكل على الحدود.
أن تجاوزات المليشيات الإيرانية عبر الحدود تتعلق بتهريب الأسلحة أو المخدرات، وليس أفراد عزل أو طالبين للحاجة.
ذات يوم أطلق قادة كبار في حزب الله اللبناني تهديداً حول إستهداف محتمل من جانبهم للأمن والإستقرار في الأردن، في حال أقدم الأردن على تقديم أي تسهيلات عسكرية، وها هو اليوم ينفذ تهديده ولكن عبر تهريب الأسلحة والكبتاجون.
ولا يرى الأردنيون أي أخيار في سوريا اليوم، فالنظام السوري، وأنصاره الخارجيون، وعدوه الرئيسي الداخلي كلها أطراف تلقى تصنيفات سيئة جداً.
91 في المائة من الأردنيين الحكومة السورية على أنها سلبية جداً، أما بالنسبة إلى حلفاء الحكومة السورية، أي روسيا وإيران وحزب الله، فقد حصلوا على تقييم سيئ جداً، فالطرفان مرتبطان، وحصل كل منهما على تصنيف سلبي بنسبة 86 في المائة.
عمليات تهريب المخدرات وقطع السلاح وتهريب البشر باتجاه الأردن بدأت تتصاعد وتيرتها بعد أن سيطرت قوات النظام والميليشيات الموالية لها على الحدود الأردنية – السورية، قبل سنوات، ولاسيما بادية السويداء ذات الطبيعة الجبلية الوعرة.
والشحنات تنطلق من منطقة بعلبك في لبنان، إلى جرود القلمون ثم إلى محافظة السويداء في الجنوب السوري، وكل ذلك يتم بحماية مجموعات مسلحة موالية للنظام وتابعة لحزب الله.
عناصر من حزب الله وضباط من النظام السوري مهمتهم الوحيدة توريد المخدرات والسلاح وتهريب البشر إلى الأردن، حيث تنشط بعضها في مكان يسمى الصفا والجاه، وهي ذات طبيعة جبلية – صخرية شرقي السويداء”.
الواجهة العسكرية الشمالية يتواجد فيها نحو 1200 عسكري، على مدار الساعة، بالإضافة إلى 130 آلية مسلحة لخدمة الواجب.