تدحرج الوضع ، وعادت الفوضى من جديد، فكانت الانطلاقة من الفيحاء طرابلس، حيث عم الغضب الشعبي شوارعها ، ترافق ذلك مع اطلاق نار كثيف ، تحت عنوان الإرتفاع الجنوني الذي سجله الدولار أمام الليرة التي تخسر من قيمتها بشكلٍ متزايد يوماً بعد يوم.
ومع بروز هذا المشهد من الفلتان والفوضى والغضب، بات لبنان امام مشهدٍ قديمٍ جديد ، مشهدٌ سياسيٌ متجدد داخل الساحة السنية، بحسب ما أوضحته خريطة التحركات في مدينة طرابلس .
أما حقيقة ما حصل داخل طرابلس أمس الأربعاء، فقد أكد مصدر سياسي أن ” عملية تصفية حسابات سياسية دخلت الى المشهد الطرابلسي لتتبلور على الشكل التالي :
- أولاً: تحركت مجموعات تعود الى المدعو (خ. ح.) في منطقة الاسواق حيث قطعت الطرقات ، كما تم اطلاق اعيرة نارية كثيفة في الهواء وتحديداً في منطقة حارة البرانية ، ما لبثت أن عاودت فتح الطرقات المقفلة . والجدير ذكره أن المدعو (خ.ح.) هو مقرب من نائب حالي.
- ثانياً: اما في منطقة الزاهرية ، وعلى مقربة من المؤسسة التربوية “العزم “، التي يمتلكها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ، فقد قطع المدعو (ح. م.) الطريق بآلية ضخمة “جرافة” تعود له ، وهو المحسوب على “تيار المستقبل” سابقاً.
- ثالثاً: تحركت مجموعات متفرقة بشكل عشوائي وفردي في ساحة النور، لكنها لم تعطِ انطباعاً عن الجهة المركزية التي دفعتهم للنزول الى الطرقات .
وفي قراءة لما حصل في مدينة طرابلس، يقول المصدر السياسي، اننا امام مرحلة سياسية جديدة قد يكون عنوانها تصفية الحسابات داخل الساحة السنية ، وعليه كانت الانطلاقة من مدينة ميقاتي، حيث وصلت الرسائل السياسية، ، مما يشير الى ان المرحلة المقبلة قد تشهد توتراً اكبر على هذا الصعيد، والغضب الشعبي الذي يلف طرابلس طبيعي، بسبب تفاقم الازمة الاقتصادية والاجتماعية .
على المقلب الآخر، كان لافتاً تحرك المجموعات التي تعود للمدعو (ح. م. )، وتحديداً وجوده على رأس هذه التحركات في الشارع . وهنا يشير المصدر الى وجود رابطٍ اساسي بين تحرك هذا النوع من المجموعات بالتزامن مع ذكرى ١٤ شباط، والرسائل السياسية التي وجهها سعد الحريري لميقاتي في كلمته خلال هذه الذكرى ، كما كان ملاحظاً مدى قساوة الرسالة التي تم توجيهها من خلال الإصرار على توتير الأجواء قرابة أهم مؤسسة خاصة تعود لميقاتي، وهي مؤسسة العزم التربوية “الجامعة والمدرسة والمهنية” .
وأمام خصوصية المرحلة التي يعيشها لبنان ، يبدو وبحسب المصدر، أننا سندخل في معارك متنوعة بدأت في طرابلس يوم أمس الاربعاء على شكل صراع (سني- سني) متعدد الأوجه ، قد يمتد الى صراعات اخرى كجزء من تصفية الحسابات، ضمن ملفاتٍ سياسية أو مالية موزعة على كامل الاراضي اللبنانية .