أكد رئيس بلدية طرابلس رياض يمق أن الاحتجاجات الشعبية التي خرجت في الأيام الأخيرة في طرابلس هي نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها أهالي المدينة، والتي فاقمها قرار الإقفال العام الأخير؛ لكنه في الوقت عينه يلفت إلى استغلال جهات لبعض الشباب العاطلين عن العمل لأهداف سياسية، مؤكداً أن الحل المطلوب هو قرار أمني حاسم، في موازاة خطة واضحة وجدية وحلول فورية لمشكلة الأزمة الاجتماعية، وليس الاكتفاء بالمواقف.
وتخوف رئيس بلدية طرابلس في حديث لـ«الشرق الأوسط» من انفلات الوضع بشكل أكبر في الأيام المقبلة، مع هذا الاحتقان والتوتر نتيجة الدم الذي سقط من الطرفين، قائلاً: «الوضع ليس سليماً، وطرابلس تغلي، والمطلوب حلول فورية اليوم قبل غد».
وقال يمق: «الاحتجاجات الشعبية ليست مفاجئة في طرابلس التي يرزح أكثر من نصف سكانها في الفقر، وكنا نتوقع أن ينفجر الوضع في أي لحظة؛ لا سيما مع الإقفال العام الذي فاقم الوضع؛ وعمل معظم الطرابلسيين بشكل يومي لتأمين لقمة عيشهم.
والمشكلة تكمن في غياب القرار الحاسم من قبل الحكومة لطمأنة هؤلاء وتقديم خطة واضحة لمساعدتهم، وكل ذلك أدى إلى مواجهات لم يكن أحد يرغب فيها بين أبناء المدينة والقوى الأمنية».
ويؤكد يمق أن المواجهات الحادة التي شهدتها المدينة مساء الأربعاء تخللها إطلاق نار مباشر من قبل القوى الأمنية باتجاه المحتجين الذين سبق أن أطلقوا بدورهم قنبلتين باتجاه السراي؛ حيث أصيب اثنان من الضباط المسؤولين، ومن ثم الإعلان أمس عن وفاة شاب متأثراً بإصابته. ومع كل ذلك يرى رمق أن هناك أطرافاً تعمل على استغلال الشبان الذين يعانون من الفقر والبطالة والتسرب المدرسي؛ حيث باتت تنتشر المخدرات في أوساطهم، ليتم استخدامهم لأهداف سياسية، رافضاً الدخول في الأسماء، قائلاً: «على القوى الأمنية أن تعرف وتكشف هذه الجهات». وبينما يلفت يمق إلى دفع أموال لبعض الشبان، يقول: «لا يمكننا القول إنهم لا يحصلون على الأموال؛ لأن السؤال البديهي: كيف يحصلون على المفرقعات النارية والقنابل و(المولوتوف) وغيرها؟ هناك طرف ما يدعمهم بشكل مباشر أو غير مباشر»، ويؤكد: «الحل معروف وواضح، وهو قرار أمني حاسم وخطة واضحة ذات حلول سريعة لمساعدة فقراء طرابلس قبل فوات الأوان».