انعكاسات المؤتمر الصحافي لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل على التأليف الحكومي، ومرحلة ما بعد الشغور الرئاسي وكيفية معالجة تداعياتها، تطرقت اليها اوساط واسعة الإطلاع على جو حزب الله و»الثنائي الشيعي»، حيث اشارت الى ان باسيل رفع «متاريسه» في وجه الجميع بدءاً من الرئيس نجيب ميقاتي، وفتح معه «صفحة الحساب الحكومي والتأليفي». كما نبش مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كل الصفحات منذ عدم انتخابه الرئيس ميشال عون رئيساً في العام 2016 وحتى الآن وقبل شهر و3 اسابيع على انتهاء ولايته. كما «حرق» باسيل المراكب مع رئيس حزب «القوات» سمير جعجع الذي لا يوفر باسيل والعهد والرئيس ميشال عون، في اي من إطلالاته الاخيرة، من الانتقاد وتحميلهما مسؤولية الانهيار.
وتشير الاوساط الى ان التصعيد الذي خرج به باسيل مرتبط بالحملات والمواقف السلبية التي «تطوقه» خصوصاً من جانب بري وجعجع، حيث يرى باسيل ان هناك تفاهماً بين بري وميقاتي وجنبلاط «ضده» لتطويقه مع نهاية العهد، وحشره في الزاوية. وتلفت الاوساط الى ان الهجوم هو افضل وسيلة للدفاع، و»التكتيك» الذي يعتمده باسيل هو التصعيد المتدرج وصولاً الى فتح ابواب الحوار والحلول على مصراعيها.
وتكشف الاوساط ان ما يجري اخيراً من «حفلة جنون دستوري»، لا يمكن ان يعالج بالتصعيد المقابل، ويبدو ان «حركة امل» ليست في وارد توتير الاجواء مع باسيل ولن ترد على الرد، وتشير الاوساط الى ان حزب الله يدعم التأليف وينصح مجدداً بالحوار والتفاهم بين عون وميقاتي، وان يتواصل ميقاتي مع باسيل لحل مشكلة التأليف.
ويرى حزب الله وفق الاوساط، ان تشكيل الحكومة اكانت جديدة او حصلت الحكومة المستقيلة على ثقة جديدة بعد مثولها امام مجلس النواب، من شأنه ان «يفك المشكل» وتزول كل الالتباسات والشكوك والاتهامات، وحتى الاجتهادات المتعلقة بأهلية او عدم أهلية حكومة تصريف الاعمال استلام صلاحيات رئيس الجمهورية مجتمعة بعد الشغور الرئاسي.
في المقابل، تؤكد اوساط «التيار الوطني الحر» ان باسيل لم يغلق ابواب الحوار مع اي مكون سياسي، كما لم يقفل باب التفاوض الحكومي، ولكن من ضمن التفاهم بين الرئيسين عون وميقاتي، وليس فرض الاخير تشكيلة جامدة، ومن دون اي مرونة في التفاوض على التفاصيل الاسماء والحقائب، والتي انتزعها ميقاتي من حصة الرئيس ووضعها في مكان آخر.
وبين نصيحة حزب الله بدفع التأليف قدماً، واستعداد باسيل للحوار مع خصومه، تكشف معلومات عن وجود توجه جدي من حزب الله وبري وميقاتي وبـ»تشجيع» فرنسي لإنجاز ملف التأليف في اقرب وقت ممكن، خصوصاً بعد المؤتمر الصحافي الاخير لباسيل، والذي قرأت فيه الجهات السياسية والدستورية المعنية «تلويح مبطن» بإفتعال مشكل كبير في البلد قد يبدأ دستورياً ومؤسساتياً وقد ينتهي مذهبياً وطائفياً وفي الشارع.