تتصارع القوى السياسية في ما بينها على حمل وزر الدولار الجمركي، ويتخبط المواطنون في نتائج القرار ومفاعيله وما سيحمله من تداعيات وفوضى أسعار تطال الكماليات والأساسيات معاً، وعليه، بدأوا إعداد العدّة وتدبر أمورهم.
كلٌّ على قدر استطاعته في بعلبك الهرمل بدأ يستعد لرفع الدولار الجمركي في وقتٍ تتزاحم على البقاعيين المسؤوليات على أبواب الشتاء والمدارس، وبعدما تعايشوا على مدى سنتين في شراء ما يلزم وفق الامكانات المتاحة، يسابقون اليوم الدولة اللبنانية قبل اقرارها قانون الدولار الجمركي الذي سيلحق مختلف السلع وترتفع أسعارها، فيشترون كل ما يحتاجونه من مواد غذائية وأدوات كهربائية وسيارات، فيما تقف فئةٌ كبيرة من المواطنين وقوف المتفرج على الغلاء الذي سيطال مختلف الجوانب الحياتية من دون أن يكون بمقدورها مواجهته أو استباقه، حيث ستطال شظاياه المعدومين وغير القادرين على مجاراته.
على خط التجار، واستكمالاً لما بدأوه أيام المواد المدعومة وإخفائها لبيعها وفق سعر السوق أو تهريبها الى الداخل السوري نظراً لإرتفاع الأسعار هناك، بدأ العديد منهم تخزين بعض البضائع تحسباً لرفع الدولار الجمركي على الاستيراد والمواد الغذائية، وإن نفت وزارة الاقتصاد أن تتأثر حاجات الناس الأساسية من غذاء وغيره بارتفاع الأسعار، يتحسب التجار للأمر ويتحينون الفرص للانقضاض على جيوب الناس وسرقتها ومراكمة الثروات، ولأن الناس لا مفر لهم من تأمين الأكل والمونة قدر المستطاع، يرضخون للأمر الواقع ويقعون فريسة الجشع والطمع.
إقبال لافت يشهده البقاع على تموين المواد الغذائية والحبوب وغيرها من المواد التي لا تفقد فاعليتها بطول الوقت وعلى شراء الطحين خوفاً من أزمة خبز تعود بالناس إلى الوقوف في الطوابير، وفي حين وصل سعر كيس الطحين الى مليون ونصف ليرة في بعلبك، يصرّ العديد من المواطنين على شرائه وتخزينه تحسباً لشتاءٍ قاسٍ وخصوصاً في القرى الجبلية النائية. ويقول أبو أحمد القادم لـ»نداء الوطن»: «إن القادم أسوأ وما نسمعه في الأخبار وعلى التلفاز يدفعنا للتموين تحسباً»، مضيفاً أنه إشترى الطحين والزيت والحبوب بما يكفيه وعائلته المكونة من خمسة أشخاص «على أمل في أن تكون كل الإشاعات كاذبة وأن لا نتأثر بما يحكى عن زيادة الأسعار وما يسمّى بالجمرك».
وفي وقت ستتأثر الأدوات الكهربائية على اختلافها بارتفاع الأسعار ربطاً بالدولار الجمركي، يعمد بعض الشباب وممن لديهم نية الزواج الى شراء ما أمكنهم قبل إقرار القانون، ويسدون النصح لبعضهم البعض لتأمينها، حيث شهدت بعض المحال اقبالاً على الشراء. ويوضح موسى لـ»نداء الوطن» أنه اشترى براداً وغسالة وفرن غاز وذلك في سبيل توفير نصف ثمنها»، ويضيف: «وإن كان مشروع الزواج غير وارد الآن لكني اسعى الى أن لا آكل الضرب».
وفي ما يخص السيارات فحدث ولا حرج، حيث تشهد بعلبك الهرمل «فورة» شراء سيارات حديثة وكأن لا أزمة إقتصادية ودولار، وإن كان البعض يقتنيها بغرض التجارة والربح. وتطغى موجة الشراء كأحد أبرز التناقضات التي نعيش جراء الأزمة وتبعاتها والفروقات الإقتصادية الشاسعة التي حدثت.