الأخبار
لم يجد رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري ما يدفعه نحو تسريع الحسم، تشكيلاً أو اعتذاراً. لا يزال يراوغ ويهدر الوقت، محملاً كل البلد تبعات خياراته.
ولذلك، بالرغم من أن الأسبوع الماضي كان يفترض أن يحمل معه بعض الأجوبة كما أشيع، لا تزال الحكومة تترنّح بين “أيام حاسمة” و”اعتذار وشيك” و”تشكيلة خلال أيام”.
لكن، طالما أن احتمال التشكيل لم يكن واقعياً طيلة الفترة الماضية، بسبب حسابات خارجية للحريري وحسابات داخلية له ولخصومه، فإن لا شيء يوحي بأن ثمة بديلاً عن الاعتذار. بل على العكس، تشير مصادر مطّلعة إلى أن الرئيس سعد الحريري لا يزال مقتنعاً بضرورة الاعتذار، ولذلك يريد أن يسوق اعتذاره أمام المصريين، الذين يتحفّظون على هذه الخطوة، أسوة بالروس.
أما داخلياً، فلم تتأخر الهدنة الإعلامية بين تيارَي المستقبل والوطني الحر. إذ فتح تصريح النائب جبران باسيل أول من أمس الباب أمام سلسلة من الردود بين التيارين. باسيل قال: “إذا أردنا أن ننتظر هوى الرئيس المكلف نكون نتفرّج على النحر اليومي للبنان أكان في موضوع الأدوية أو المحروقات أو غيرها ونحن نناشده منذ أن كُلّف بأن يؤلّف واليوم عناصر التأليف باتت متوافرة ونحن ذلّلنا كل عقبات التشكيل الداخلية وعلى حسابنا”.
أما “المستقبل”، فاعتبر في ردّه أن “باسيل يتحدّث عن النحر اليومي للبنان وتغيب عن عبقريته السياسية أن المسلخ الوطني مقره الرئيسي في بعبدا، وأن رئيس البلاد هو مؤسس التيار الوطني الحر المعنيّ الأول بمآسي اللبنانيين، وأن ملائكة جبران في الحكومة يصولون ويجولون في كلّ الوزارات، وأن وزارة المحروقات أحرقت سنسفيل البلاد منذ تربّعه هو شخصياً على عرشها…”.