بين احد معراب ، وثلاثاء ميرنا الشالوحي، وبينهما وعظة بديمان، مشهد جديد ينتظر ان تكتمل صورته، التي يرسمها الوكلاء بدلا من الاصلاء، وسط اقرار الجميع ان الكلمة الفصل في الاستحقاق الرئاسي لن تكون للمسيحيين، بل سنية – شيعية بامتياز، نتيجة استحالة تحقيق اي وحدة هذه المرة بعدما لدغ الاطراف من نظرية «المسيحي القوي»، وهو بطبيعة الحال ما حاول البطريرك الماروني التحذير منه على طريقته.
وفيما تستكمل الاطراف الداخلية والخارجية اتصالاتها ومشاوراتها لاستكمال رسم صورة الرئيس العتيد، مقوماتا وصفاتا، وغربلة للاسماء المطروحة في سوق «الاسترئاس»، يبدو ان المعسكر المسيحي قد شارف مع اطلالة رئيس التيار الوطني الحر اليوم على رسم خطوط التماس بين محوريه الرئيسيين بعدما انجز رئيس القوات اللبنانية من جهته المطلوب منه الاحد، بعدما كان سبقهما منذ قرابة الشهر امين عام حزب الله باعلانه استراتيجية الحزب المبدئية في معركة رئاسة الجمهورية ،التي خلافا لباقي الاطراف لا تراها حارة حريك بالمفصلية او المحورية، بعكس ما بين البطريرك الماروني في عظته الاحد.
فبعيدا عن التنظيم الذي يشهد للقوات اللبنانية حسن تدبيره، صح في كلام «الحكيم» المثل «ضربة عالحافر ضربة عالمسمار»، فبكلام عالي النبرة ، ولهجة تحدي، مدت معراب يدها للحوار، مقدمة عرضها المبطن لحارة حريك، لانقاذ ما تبقى، عارضا في المقابل على القوى المناوئة للثامن من آذار بكل اطيافها التعاون في معركة رئاسة الجمهورية لايصال الافضل والاقدر.
تنازل القوات مبدئيا عن خوض الحكيم لمعركة الرئاسة شخصيا او بمرشح حزبي، يقابله قناعة لدى رئيس التيار الوطني بعدم رغبته في خوض «معركة بعبدا» شخصيا كما يردد زواره والمقربون منه، لعدة اسباب، رغم ان المشكلة الاكبر بالنسبة للبرتقالي تبقى في حلفائه الذين يخوضون المعركة وفقا لحسابات واولويات لا تتقاطع مع ميرنا الشالوحي في اكثر من محور اساسي اولها مسالة الاصلاح والفساد، حيث ترى مصادر البياضة ان الوقت ما زال باكرا لحسم الخيارات الرئاسية، ذلك ان المطلوب سلة رئاسية متكاملة ، تنزع فتائل التعطيل كما حصل خلال السنوات الست الماضية، وعليه فان «الصهر» ليس في وارد تقديم اي تعهدات حاليا لاي كان اذ ان كل الاحتمالات تبقى مفتوحة .
بين هذين الخطين ،كسرت مبادرة «تحديد مواصفات الرئيس» لنواب «قوى التغيير» بما تضمنته رتابة المشهد السياسي الجامد رئاسيا وحكوميا، خصوصا انها جاءت من خارج الاصطفاف السياسي الحاد لتشكل نافذة للتوافق إن رغبت القوى السياسية التقليدية في الانقاذ وتجنب شبح الفراغ في بعبدا، وان بدت في خطوطها العريضة اقرب الى القوى التي سبق وانضوت تحت لواء الرابع عشر من آذار.
مبادرة بدا واضحا من كلام الحكيم في معراب ،عن امكان تجاوب القوات اللبنانية معها ، وان كان سقف الاخيرة اعلى، قد يكون من باب التجييش الشعبي عشية الخروج العوني من رئاسة الجمهورية، حيث تؤكد مصادر القوات ان «المواصفات التي وضعها التغييريون تصلح منطلقا للحوار والنقاش والاتفاق حولها ،خصوصا في جانبها السيادي والاصلاحي، الذي ركز رئيس الحزب عليه.
اوساط متابعة قرات في كلام الدكتور جعجع دعوة صريحة الى قيام جبهة عريضة، هدفها واضح ومحدد يتمثل بايصال رئيس جمهورية مستعد للمواجهة من خارج قوى الثامن من آذار، دون ان يعني ذلك خلق اصطفاف سياسي جديد بمعناه العريض، استنادا الى الاستفادة من تجربة الرابع عشر من اذار الفاشلة، اذ المطلوب اليوم التحالف على القطعة ضمن ثوابت عريضة يتفق عليها.
يبقى السؤال الاهم، بعدما «عملت القوات يلي عليها» كيف ستتلقف الاطراف السياسية كافة، المعارضة قبل الموالية، دعوة معراب؟ وهل سيكون بالامكان ترجمة طروحات الحكيم عمليا؟ ومن الانتحاري المستعد لوضع العصي في دواليب الفراغ؟