خلطت معطيات الساعات الماضية الرئاسية، حابل الضغط الخارجي بنابل التقاربات الداخلية، التي لم يستطع كثيرون هضمها حتى الساعة، خصوصا ان ساعات قليلة كانت كفيلة بقلب الطاولة، رغم اصرار الكثيرين على ان ما يجري حفلة «بلف» وخداع، منسقة ومتفق عليها.
فغداة لقاء الاليزيه الذي جمع البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من جهة، واجتماع تكتل «لبنان القوي» الذي انتهى الى ما انتهى اليه من جهة ثانية، تزامنا مع مواقف محور الممانعين، حافظ المشهد الرئاسي على رتابته السلبية، حيث كثر الكلام عن تصلب اكبر، خصوصا بعد الحديث عن انتخابات تحت عصا الاكراه الاميركي بفرض عقوبات على المعطلين.
وباستثناء التسريبات والتلميحات، لا موقف واضح من ترشيح جهاد ازعور، الا ذاك الذي اطلقه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحاج محمد رعد، وهي ملاحظة برأي بعض المراقبين تحمل الكثير من المعاني، اذ ان ترشيح ازعور، الذي يجيب كل من يراجعه بـ «انشالله خير»، رافضا الجزم باي موقف، يمكن ان يسلك طريقه الى جلسة انتخاب اذا كان جديا، خلافا لكل ما يجري تداوله والكلام عنه من سيناريوهات.
ورأت مصادر متابعة ان خطوات رئيس تكتل «التيار الوطني الحر» ، اتت في اطار المخارج التي حددها للخروج من المأزق القائم، والذي كان من ضمن خطواتها تخريج الاتفاقات بتغطية مباشرة من رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، الذي قام بدور اساسي في عملية اختيار الوزير السابق جهاد ازعور ، كما ان حضوره اجتماع تكتل «لبنان القوي» كان ضربة معلم فوتت على الكثير من المشاغبين والمعترضين فرصة الانقضاض على النائب البتروني، وهو ما بينته التسريبات والمعلومات المتداولة.
واشارت المصادر الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيحدد موعدا لجلسة انتخاب الرئيس في غضون ايام قليلة لاسباب كثيرة، قد يكون من بينها التصعيد الاميركي والتهديد بفرض عقوبات، تزامنا مع اتفاق المعارضة على اسم واحد للذهاب الى المعركة، بعدما سقط خيار ترشيح شخصيتين.
وكشفت المصادر ان تاريخ الجلسة سيكون بين الخامس والعاشر من حزيران، مع ترجيح تاريخ الثامن منه، وفقا لما نقل مقربون من سفير دولة خليجية معنية مباشرة بالملف، متابعة بان الجلسات ستنتج رئيسا للجمهورية، فما يجري هو الخطة باء التي اعدها اكثر من طرف.
وحول تاريخ ترشيح ازعور، اكدت المصادر ان الامر سيكون في غضون الساعات ال48 المقبلة، بعد انجاز اللمسات الاخيرة حول بعض تفاصيل البرنامج، وآلية الاعلان من قبل افرقاء المعارضة، رغم ان بعض القريبين من ازعور يغمزون من قناة عدم حماسته لخوض تلك التجربة.
واعتبرت المصادر ان اجتماع ازعور بـ «التغييريين» حمل الكثير من الايجابيات، وكذلك الاجواء المسربة من اوساط كتلة «اللقاء الديموقراطي» التي باتت قاب قوسين او ادنى من الانضمام الى الحلف الداعم لترشيح ازعور.