حنين مسلماني
منح الجيش الأوكراني النساء الحق في القتال واعتلاء المناصب القيادية بالجيش عام 2016، وقبل ذلك، كان بإمكانهن العمل طبيبات وممرضات وسكرتيرات وخياطات وطباخات، إذ كان يتم إدراجهن في تلك المهام لأن قواعد الحقبة السوفياتية منعت المرأة من أداء أدوار يمكن أن تعرض صحتها الإنجابية للخطر.
وفى وسط هذا الصراع المحموم الذي بدأ بغزو روسيا لجارتها اوكرانيا، يبرز دور العنصر النسائى فى الجيش الأوكراني، وحرصت الدولة التي أصبحت منطقة حرب على إبراز أهمية دور المرأة فى الخدمة الوطنية من خلال التركيز على دورها في الجيش ومهمة الدفاع عن أرض الوطن. بعد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم عام 2014، زاد إقبال النساء هناك على التطوع والالتحاق بالجيش الأوكراني، ورغم أن الحضور النسوي في الجيش الأوكراني يعود لعام 1993، بعد استقلال البلاد عن الاتحاد السوفيتي السابق، بما في ذلك في الأدوار القتالية، لكنه تضاعف خلال العامين الأخيرين خصوصا، قياسا بعدد النساء العسكريات في عام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم التي كانت ضمن أوكرانيا.
وتنص القوانين الأوكرانية الحديثة، على أنه يمكن حشد النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 20 و40 عاما كجنود نظاميين، ويمكن لمن أعمارهن بين 20 إلى 50 عاما أن يصبحن ضباطا، مع استثناءات للنساء الأمهات والطالبات المتفرغات.
كان للنساء الأوكرانيات دور محوري في مواجهة القوات الروسية منذ عام 2014، عندما قررت موسكو ضم شبه جزيرة القرم وألقت بدعمها للانفصاليين في منطقة دونباس، وتشكل النساء الآن ما يقرب من 10% من القوات المسلحة الأوكرانية، ويعملن جنبًا إلى جنب الرجال في المناصب القتالية، ومؤخراً استدعت أوكرانيا النساء لمكاتب التجنيد العسكري ممن تتراوح أعمارهن بين 18 و60 عاماً.
وبحسب تقارير عسكرية فإن هناك زيادة ملحوظة في نسبة تجنيد النساء في أوكرانيا، إذ تعمل 109 سيدات كقائد فصيلة في القوات المسلحة الأوكرانية مع 900 ضابطة في مناصب قيادية مع 13 ألف امرأة يقمن بدور المقاتلين. ويعتبر الحرس النسائي الأوكراني هو مجرد مجموعة واحدة من عدة مجموعات عملت في الأسابيع الأخيرة على رفع مهارات الناس، بعد التصعيد الروسي الأخير.
هذا على الجانب العسكري، أما على الصعيد الانساني فإني وللأسف الشديد بت امتعض من تلك المنشورات التي باتت تتهافت على مواقع التواصل الاجتماعي، لتحمل الكثير من كلمات تدل على سفاهة كاتبها، وذلك تعقيباً على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
منشورات لا تَمُتّ للسياسة بصلة، ولا للعلم والتحليل، ولا للاقتصاد أو الزوايا الإنسانية، وإنما فقط غمز ولمز وسخرية من قبل شباب عربي يقول: “اللاجئات الأوكرانيات مرحب بهن في بيوتنا وأحضاننا”، “أهلاً باللاجئات في بيوتنا”، وكأن الشعب العربي لوهلةٍ نسي أهواله، ونسي كيف مرت السنوات الأخيرة على البلاد العربية كلياً، ونسي كيف أن الواحد منا كان يتمنى أن يخلع جلده ليغطي سيدة وبناتها تستنجد على باب خيمة من البرد والخوف.
اعتقد انه ليست من أخلاقنا وضمائرنا تحويل الضحايا إلى نكات، وتحويل صور اللاجئات إلى مادة نشر لجمع اللايكات مع عبارات مفادها جنسي واستغلالي تافه ومزري.