لبنان بالمباشر تحدث الى الى المحلل السياسي والكاتب الصحفي نبيل المقدم عن “غطسة” الدولة اللبنانية في بيانها ضد الحرب الروسية_الاوكرانية، ولماذا لم تطبق سياسة النأي بالنفس؟ وهل من ضغط دولي على لبنان لاصدار هكذا بيان؟
منذ زمن والسياسىة الخارجية للبنان موضوع انقسام بين اللبنانيين، والسبب هو الخلاف على الانتماء والهوية، وتحول الطوائف والمذاهب في هذا البلد الى محميات للخارج، لذلك كان ومازال الخلاف حول دور وموقع لبنان قائماً ومستمراً منذ الاستقلال وحتى اليوم. من هذا المنطلق، فان لبنان ما زال حائراً في سياساته الخارجية، واليوم جاءت الاحداث في اوكرانيا، والعملية العسكرية للجيش الروسي فيها، لمنع تحولها قاعدة للحلف الاطلسي (الناتو)، على حدوده وتطويق الاتحاد الروسي لتؤكد هذا التباين وهذا الانقسام.
وعليه جاء بيان وزارة الخارجية اللبنانية، الذي دان الاجتياح الروسي لاوكرانيا، والذي أفتقد للتأييد داخل الحكومة التي لم يعرض عليها البيان، وفاجأ عددا من المسؤولين، اذ جرى اتهام اطراف في السلطة، بانهم خضعوا لضغوطات اميركية ـ فرنسية، لاصدار مثل هكذا بيان الذي. الامر الذي اوقع الحكومة اللبنانية في ازمة مع روسيا، تضاف الى ازماته مع سوريا والسعودية، خاصة بعد ان استنكرت السفارة الروسية في لبنان موقف وزارة الخارجية اللبنانية وانحياز لبنان الى جانب محور غربي ـ اميركي، يعمل لمحاصرة روسيا، ومس امنها القومي. وبعد بيان السفارة الروسية بدأت مساعي داخلية، لتوضيح وتصحيح ما صدر في بيان الخارجية اللبنانية، التي لم تمارس النأي بالنفس، الامر الذي سيترتب على لبنان تداعيات داخلية واخرى خارجية، في صراع بين الاتجاه غربا نحو اميركا وحلفائها، او شرقاً نحو روسيا والصين اللذين يتكون منهما حلف جديد يعيد العالم الى الحرب الباردة ولعبة الامم.