بالتزامن مع التطورات الراهنة وسخونتها،بات التخوف من توسع الحرب أمراً واقعاً لدى اللبنانيين الذين يعايشون خطورة الحرب القائمة على الجبهة الجنوبية بين حزب الله وإسرائيل وتداعياتها في ظل التطورات الأخيرة التي شهدها لبنان عقب إغتيال كل من القيادي في حزب الله فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران، وعلى الرغم من احتمالية وقوع الحرب الشاملة أو رد حزب الله من عدمه انتقاماً لشكر برزت مخاوف جدية حول الواقع الإستشفائي في حال توسُّع الضربات العسكرية نتيجة هذه الحرب أو من توسُّع هذه الحرب لتصبح حرباً شاملة وتتفلت الأمور من الجميع، ففي ظل هذه التطورات هل المستشفيات جاهزة لما هو أعظم؟
رئيس دائرة المستشفيات والمستوصفات في وزارة الصحة هشام فواز يلفت في هذا السياق إلى أنه يوجد في وزارة الصحة غرفة عمليات طوارئ الصحة العامة،وكانت الوزارة جارية في تحضيره قبل الحرب،ولكن حصلت الحرب وتم اطلاقه في تشرين الأول من العام الماضي ومنذ ذلك التاريخ بدأت الوزارة في العمل من خلاله وتم تفعيله.
ويكشف فواز في حديث لـ«اللواء» عن تشكيل وزارة الصحة فريقاً تقنياً بالتعاون والتنسيق مع منظمة الصحة العالمية، وقام هذا الفريق بزيارة جميع المستشفيات الموجودة على الأراضي اللبنانية سواءٌ الخاصة والحكومية، وتم تقييم جهوزيتها من خلال تقييم نقاط القوة والضعف لديها فضلاً عن وجود خطط طوارئ لديها من عدمه ونقاط الضعف في هذه الخطط،أما المرحلة الثانية وهي التدريبات، وقام الفريق بمراحل كثيرة من التدريبات أبرز هذه المراحل تتعلق بمدى جهوزية المستشفيات لإستقبال لجرحى في الطوارئ وكيفية معالجتهم وتم تدريب 118 مستشفى وأكثر من 3072 عامل صحي على هذا الأمر،أما المرحلة الثانية فتتعلق بكيفية استقبال الإصابات الجماعية التي تصل إلى المستشفيات وكيفية معالجتهم والفصل بين الحالات الخطرة والعادية وتم تدريب 118 مستشفى وحوالي 750 عاملاً صحياً على هذا الأمر، أما التدريب الثالث فوهو يتعلق بالصحة النفسية حيث تم تدريب أكثر من 110 مستشفيات وحوالي 1500 عامل صحي.
ويردف قائلاً:«إنه في المجمل قمنا بتدريب حوالي 6000 عامل صحي على عدة مراحل تدريبية بالإضافة إلى أن ختم هذه التدريبات كانت من خلال المناورات التي أجريناها على الأرض،بحيث قمنا بـ112 مناورة في 112 مستشفى كمناورة حقيقية على الأرض في حال توسعت الضربات،وقمنا بالتنسيق إن كان مع النقابات المحلية،أو مع الجهات المانحة ومنظمات الأمم المتحدة.»
ويؤكد أن كل هذه التدريبات أثبتت نجاحها،من خلال الضربة الأخيرة التي حدثت في الضاحية الجنوبية من خلال استقبال مستشفى «بهمن» و«الساحل» و«الرسول الأعظم» الجرحى،وكيفية فرزهم، وهذا هو ما يحدث في الجنوب هذا في مرحلة تدريب الموارد البشرية،أما المرحلة الثانية وهي مرحلة المستلزمات الطبية وفي أول إندلاع الحرب طالبت وزارة الصحة المستشفيات بأن يتوفر لديها مخزون كافٍ من المستلزمات الطبية والأدوية ويكفيها لمدة أشهر،وقامت وزارة الصحة بتوزيع أكثر من 130 طناً سواءٌ من مستودعات الوزارة الخاصة التي وزعت حوالي الـ50 طناً أو من الهبات التي أتت إلى الوزارة من قبل اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية حيث وزعت الوزارة على أكثر من 60 مستشفى حكومياً وخاصاً عدداً كبيراً من هذه المستلزمات والأدوية للإبقاء على الجهوزية اللازمة للحرب،وخطة الوزارة مبنية على القطاع الخاص والحكومة وليس فقط المستشفيات أي بالتنسيق بين الحكومة والقطاع الخاص.
ويختم فواز قائلاً:«أنه على صعيد المحور الأخير حيث أسسنا مركز عمليات الطوارئ ،وهو مركز تابع لغرفة عمليات الطوارئ في وزارة الصحة العامة وهو يضم جمعيات الإسعاف الرئيسية في البلاد كجمعية كشافة الرسالة الإسلامية،والهيئة الصحية الإسلامية والدفاع المدني والصليب الأحمر اللبناني كجمعيات أساسية لديهم عدد من الإسعافات بشكل كبير ويعملون تحت اشراف ورعاية وزارة الصحة ضمن غرفة عمليات واحدة على مدار الساعة من خلال متابعة كل إصابة و المستشفى التي يتم اللجوء إليها للمعالجة،وكيفية تحويل المرضى من وإلى المستشفيات وهذا ما تترجمه البيانات التي تصدرها وزارة الصحة العامة مع كل ضربة تحدث،أما في ما يتعلق بالنازحين وهو موضوع أساسي ففي الجنوب هناك لدينا أكثر من 25 عيادة «نقالة» ممولين من قبل اليونيسيف ومدعومين من وزارة الصحة يجولون على مراكز الإيواء ويقدمون معونات طبية والأدوية المزمنة مجاناً،بالإضافة إلى نقلنا لملفات المواطنين الساكنين في مناطق الشريط الحدودي إلى المناطق التي نزحت نحوها وتستفيد من الخدمات التي تقدمها مراكز الرعاية،وفي حال توسُّع الحرب فنحن آخذين في الحسبان بأن يكون لدينا أكثر من مليون نازح داخلي ووزارة الصحة تقوم بتحضير خطة كامة ومتكاملة لخدمة النازحين على المستوى الصحي».