في وقت يبدو أن التصعيد العسكري المتبادل على جبهة “اسرائيل” – حزب الله لا يزال مضبوطا، على رغم توسيع رقعة المواجهة جغرافيا مع وصولها الى بعلبك، والتهديد ببيروت “المرة الجاية”، يشهد ملف الشغور الرئاسي تحريكا لمياهه الراكدة مع دفق المبادرات الرئاسية، في وقت يحكى فيه عن قرب تحقيق هدنة في غزة بمفعول رئاسي لبناني، ما زالت الكثير من تفاصيله غير واضحة المعالم، رغم اعتبار الكثيرين ان ما يحصل من حركة سيبقى دون بركة.
مصادر مطلعة اشارت الى وجود ثلاث مبادرات رئاسية حاليا:
– الاولى: الخماسية باريس، التي عاد المشروع الاميركي ليتقدم بين اعضائها، في مقابل انهيار المبادرة القطرية بالكامل، وسقوط اسماء ما حملته الدوحة من مرشحين.
– الثانية: على محور عين التينة – البياضة، والتي ما زالت في طور “الاعداد”، والتي ترتكز على التقاطع عند اسم مشترك، مقابل تغطية مسيحية من لبنان القوي للحوار، واللافت فيها توقيتها ، اذ تأتي في ظل الازمة المتزايدة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وكل ما ينقل من مواقف عن رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون والنائب جبران باسيل، لجهة الخلاف الجدي حول ما يحصل جنوبا.- الثالثة: فهي لكتلة “الاعتدال”، التي تربط الكثير من اعضائها بعلاقات مع جهات خارجية، حيث يتردد ان جميع المبادرات ستتقاطع عند مسعى الكتلة التي ستشكل المخرج الرئاسي، سواء لجهة تظهير الاسم او الآلية، بعدما باشرت مسعاها بوعد من “ابو مصطفى” بجلسة انتخاب بدورات مفتوحة، يواكبها تشاور رئاسي على الهامش.
المصادر المطلعة على اجواء لقاءات كتلة “الاعتدال” قالت ان اهمية الطرح تأتي من انه داخلي، بالتزامن مع مساعي “اللجنة الخماسية”، على أن هذه المبادرة ترتكز على ملاقاة اللجنة ، وهي بالتنسيق والتعاون معها لتذليل العقبات أمام انتخاب رئيس اولا، وثانيا يحاول كسر الجمود من جانب كتلة متموضعة خارج الاصطفاف السياسي الحاد، وثالثا اقتراحها القائم على نزول الكتل النيابية الى البرلمان بمبادرة منها، اي دون دعوة من جهة معينة، مطالبين بجلسة رئاسية مفتوحة بدورات متتالية الى حين انتخاب رئيس، حيث يلتزم كل من يحضرها المشاركة في الجلسة الرئاسية المفتوحة ،ومن يقاطع يكشف مسؤوليته في تعطيل الانتخاب.
ورأت المصادر، ان ما يجري خلال هذه الفترة من حراك المطلوب منه اعداد الارضية والتمهيد للمرحلة المقبلة، حيث ثمة اتفاق دولي، على ان يتبع اقرار الهدنة في غزة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، ليواكب التسوية التي يعمل عليها لبنانيا في ما خص الحدود وباتت في مراحلها الاخيرة، حيث التعويل على التفاوض السعودي – الايراني، الذي انتج حتى اللحظة اقرار طهران بدور اساسي للرياض وحصة وازنة في الرئيس الجديد، حيث ابلغ الجميع بان الرئيس القادم لن يكون من حصة “الثنائي الشيعي”.
وختمت المصادر بان بكركي وبدعم من الفاتيكان تؤدي بدورها دورا اساسيا، يتقاطع مع خماسية باريس، حيث ثمة اقتناع غربي بضرورة الاخذ بوجهة نظر الصرح، وهو ما دفع بواشنطن الى ابلاغ الفرنسيين رسالة واضحة بضرورة تعديل الموفد الرئاسي لباريس جان لوي لودريان لمبادرته، وهو ما قاده الى القاهرة لبحث التعديلات مع الجانب المصري، المكلف سعوديا بالتواصل مع الاطراف اللبنانية.