معضلتان أساسيتان تواجهان الأحزاب في دائرة المتن الشمالي ، الأولى تتمثل بحالة الارباك وفوضى توزيع الأصوات التفضيلية بين المرشحين، والثانية تتعلق بخوضها إنتخابات ٢٠٢٢ من دون حلفاء أقوياء بعد انضمام مكونات اساسية في الساحة المتنية الانتخابية كحزب الطاشناق والحزب القومي السوري للائحة ميشال الياس المر.
بلغة الأرقام وكما يقول خبراء الإنتخابات شكل انضمام القومي والطاشناق الى لائحة عمارة شلهوب عاملا عزز من حظوظها الى جانب الرصيد الشعبي والسياسي الكبير لعائلة المر الممتد من الإرث الذي تركه «دولة الرئيس» الراحل ميشال المر مرورا بنجله الوزير السابق ورئيس مؤسسة الإنتربول الدولي الياس المر.
مقعد «المر» المتني ارتبط لحقبات طويلة باسم «دولة الرئيس المر» الذي حافظ عليه منذ العام ١٩٩٢(فاز بانتخابات ١٩٩٢- ١٩٩٦- ٢٠٠٠- ٢٠٠٦-٢٠١٨) ولعل المفارقة الكبرى تمثلت في انتخابات ٢٠١٨ حين خاض أبو الياس معركة «كونية» قاسية ضده إستطاع «وحيدا» ان يفرض نفسه فيها محققا إختراقا موجعا لدى الخصوم فحصل على ١٢ ألف صوت تفضيلي وحل ثانيا في ترتيب المرشحين المتنيين بعد النائب المستقيل سامي الجميل بفارق ألف صوت.
بين الـ ٢٠١٨ والـ ٢٠٢٢ متغيرات متنية كثيرة، هي الانتخابات الأولى في غياب دولة الرئيس المر وسط حالة واسعة من ضمور وتراجع كبير أصاب الأحزاب والقوى المتنية خصوصا تلك التي أخطات في انتخابات ٢٠١٨ احتساب أرقام ومفاجأت «ابو الياس».
المتغير في معركة اليوم ان ميشال المر الحفيد يخوض لائحة مكتملة في ظروف انتخابية وأحداث تركت بصماتها متنيا فالأحزاب لم تعد بالقوة نفسها والمعركة محتدمة بين التيار والقوات، وكل القوى تراجع حضورها على الساحة المتنية بعد ثورة ١٧ تشرين والانهيار.
نقاط ايجابية تحتسب في مسار معركة المتن لمصلحة المرشح ميشال المر فهو أولا يتكل على رصيد سياسي وشعبي كبير ومحبة المتنيين ووفائهم لال المر، الإيجابية الأخرى في الالتفاف السياسي مع عودة التحالف التاريخي مع الطاشناق والحزب القومي.
ويروي المواكبون لمسيرة ميشال المر «الجد» ان الرجل الثمانيني استطاع وحده ان يقارع الأحزاب. فهل تنتقل التجربة من «الجد» الى الحفيد ويعود اسم ميشال المر الى برلمان ٢٠٢٢؟
لطالما تفاخر «أبو الياس» انه أرثوذكسي المتن الذي يأتي بنواب الموارنة»، المعادلة المتنية قد لا تكون نفسها الا ان مسؤوليات تنتظر ميشال «جونيور» الذي قرر ان يكمل المسيرة.
قد يكون ميشال المر اختار العمل السياسي باكرا لكن مدرسة عائلة المر صقلته باكرا مواكبا لسياسيين من اهل البيت فقرر الإستقرار في لبنان والمتن طامعا ان يعيش في وطن معافى يعود اليه شبابه بعد ان أضحى وضع لبنان مؤسفا ومبكيا.
يوم ١٥ أيار بما يشكله من أهمية لكل اللبنانيين الطامعين لمواكبة المرحلة التغييرية واعادة بناء الوطن يشكل استفتاء للقوى والأحزاب المتنية ومنهم عمارة شلهوب التي جددت رونقها السياسي وعاد إليها وهج الإنتخابات.