تتردّد في الكواليس السياسية فكرة تأجيل الانتخابات النيابية ستة اشهر بهدف إنتخاب الرئيس المقبل، فيما ضمنياً يطمح النواب بالتمديد لفترة اكثر بكثير، كي يحافظوا على مقاعدهم التي سيفقدونها، في حال جرت الانتخابات النيابية في موعدها المقرّر، فيما الوقائع تؤكد بأنّ التمديد مرفوض بقوة ومهما كانت الحجج، كما انّ عواصم القرار تترّقب هذا الاستحقاق، الذي يراهن عليه الجميع لإعادة تكوين السلطة، في ظل الاهتمام الدولي بها، لذا يخطط هؤلاء لهذا الانقلاب بدءاً بتأجيل الانتخابات النيابية، لان المجلس النيابي المقبل سيكون مغايراً بالتأكيد، بحسب مصادر سياسية، لكن على اللبنانيين ان يساهموا بكل قواهم لتخليص لبنان من النواب، الذين يجدّدون كل فترة لأنفسهم تحت حجج الاوضاع المتدهورة، لانها اصبحت مرفوضة وبقوة، خصوصاً انّ فرنسا تقوم منذ اشهر بحركة سياسية، لتجييش المجتمع الدولي حول ضرورة إجراء الإنتخابات النيابية في أيار المقبل، لإحداث تغيّير فعليّ في الطبقة الحاكمة، المرفوضة من قبل أكثرية الشعب اللبناني، مع تأكيد باريس المطلق وعدم سماحها بالتمديد للمجلس النيابي الحالي.
الى ذلك تنقل الكواليس بأنّ الامور تتجه نحو التصعيد، وستكون مَفتوحة على خيارات غير مَسبوقة، منها إفتعال توتر امني قابل للتطور، لأنّ المسألة باتت مسألة «حياة أو موت» للعديد من الكتل والشخصيّات السياسيّة، خاصة وأنّ الإنتخابات النيابيّة على الأبواب5
وفي هذا الاطار، يقول نائب معارض: «لا شك بأنّ اكثرية الاحزاب والنواب الحاليين يفكرون بسيناريو جديد للتمديد، مخافة الدخول في معركة إثبات الوجود، وهنالك أحزاب تهدف الى المحافظة على كتلتها النيابية المتعددة الطوائف، لذا تخاف من خوض تلك المعركة، وبعضها الآخر غير قادر على الفوز بمقاعد نيابية اخرى خارج دائرته، ناقلاً انه سمع من البعض عن ضرورة التمديد، تحت حجج الوضع المتأزم النقدي والصحي والاقتصادي، الذي سيطول بالتأكيد، لافتاً الى انّ الخبايا تشتمّ رائحة من هذا النوع قيد البحث، ونقل بأنّ عدداً من الافرقاء السياسيّين والاحزاب، قد تلقى صدمات بسبب تدنيّ نسب الاصوات التي ستقترع لهم، في حين انهم وُعدوا من قبل المؤيدين والمقرّبين، بأنهم سيعودون بنسبة اصوات مرتفعة، لكن النتائج أتت مخيبة للآمال، واظهرت تبدّلاً في آراء الناخبين عموماً، الذين يعيشون الانهيارات اليومية، ولا احد يسأل عنهم إلا قبل فترة وجيزة من موعد الاستحقاق الانتخابي، لذا حان وقت الانتقام منهم في صناديق الاقتراع.
وينقل المصدر عن وزير سابق من محور الممانعة قوله: «بأنّ احزاب السلطة ستعمل على تطيير الانتخابات النيابية المرتقبة، خصوصاً في حال تأكدت انّ حجم مقاعدها النيابية سيتضاءل، على الرغم من انها تبلغت بأنّ عقوبات اميركية واوروبية ستكون بالمرصاد للمعطلين، لكل مَن يعمل على تعطيل هذا الاستحقاق، مع اشارته الى وجود ضياع سنيّ مع ضعف سياسي على جبهة رئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري، الذي لا يزال يلتزم الصمت حيال مسألة ترشحه الى الانتخابات النيابية، الامر الذي جعل الضياع يسيطر على ابناء الطائفة السنيّة ، خصوصاً المؤيدين له، لذا يفضّل نوابه التأجيل والتمديد، وبالطبع هذا الخيار هو الاكثر تأييداً لدى اكثرية النواب، بإستثناء المستقيلين منهم الذي ساروا على خط استقالة « لزوم ما لا يلزم»، لذا يجهدون للعودة الى المجلس النيابي بأي طريقة. كما انّ المخاوف تزداد ايضاً لدى بعبدا و»التيار الوطني الحر» من تضاؤل «كتلة لبنان القوي» في المرحلة المقبلة، لذا نضعهم في خانة هؤلاء، خصوصاً انّ الحجج حاضرة بقوة ، خاتماً بسؤال « مَن يتحمّل كل هذه المسؤولية»؟!