لماذا اعتبر رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد ان جهاد ازعور ، الذي يقال انه اتفق على ترشيحه من المعارضة و”التيار الوطني الحر” ، هو ” مرشح المناورة ، مهمته مواجهة ترشيح سليمان فرنجية واسقاطه ” ؟
حتى الآن لم تعلن المعارضة والتيار” رسميا” الاتفاق على ترشيح ازعور ، ولم تتمكن من تظهيره للتأكيد انه مرشح جدي في وجه فرنجية المدعوم من “الثنائي الشيعي” وقوى اخرى .
ويبدو واضحا من الاجواء المحيطة بهذه الخطوة، ان هناك اسبابا عديدة تفرض التريث، منها ما هو مرتبط بازمة الثقة القائمة بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” ، ومنها ما يتعلق بالاجواء الداخلية للتيار ، ومنها ايضا ما يتصل بحسابات رصيد هذا المرشح غير المشجعة حتى الآن .
ومن المقرر ان يناقش تكتل “لبنان القوي” هذا الموضوع في اجتماعه اليوم ، مع العلم ان بعض اعضائه انتقدوا الطريقة التي اتبعها رئيس التيار جبران باسيل، بابلاغ موافقته على ترشيح ازعور قبل مناقشة هذا الامر داخل التكتل . وتسرب ايضا ان هناك ٤ او ٥ نواب من التيار يتحفظون ولا يؤيدون ترشيحه، ويعتبرونه احد المشاركين في هندسة السياسة المالية التي ادت الى ما ادت اليه .
ويبدو واضحا ان المسارعة الى الحديث عن الاتفاق المذكور، استبق معالجة وحسم هذه الاسباب ، بدليل ان رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ابدى شكوكا صريحة في نيات باسيل وموقفه . كما ان الاوساط المقربة من رئيس التيار لم تتكلم عن اتفاق ناجز .
وحتى الامس، بقيت اوساط “القوات” تتعامل بحذر تجاه موافقة باسيل على خيار ازعور ، متحدثة بكل صراحة عن ازمة الثقة القائمة والمستمرة بين “القوات” والتيار .
ويقول النائب في “القوات” فادي كرم ردا على سؤال حول اسباب تأخر اعلان الاتفاق ” ما زالت الاجتماعات والاتصالات مستمرة لتحسين وتعزيز دعم ترشيح ازعور . وهناك لقاءات واتصالات تجري في هذا الاطار مع نواب مستقلين ، كما ان هناك اجتماعا غدا (اليوم) لتكتل لبنان القوي لبحث الموضوع “.
ويوضح ” ان ازعور ليس مرشحنا ، وانما التقينا عليه في المعارضة ، وتلقينا عبر القنوات موافقة رئيس التيار الوطني الحر عليه ايضا “.
ووفقا للمعلومات، فان اطراف المعارضة تنشط لزيادة رصيد ازعور، وكسب اكبر عدد ممكن من اصوات “التغييريين” والمستقلين، بينما يواجه باسيل في تكتل “لبنان القوي” صعوبات في اقناع عدد ملحوظ من اعضائه ” بهضم” ترشيح ازعور . ولعل ابرز الاسباب التي تجعله في وضع حرج، هو ان اعلان الاتفاق رسميا في ظل معارضة قاطعة له من “الثنائي الشيعي”، يعني تخليه عن الشعار الذي رفعه من البداية، وهو رفض الذهاب الى مرشح تحد بوجه الثنائي.
ووفقا للاجواء، فان نواب الطاشناق الثلاثة في التكتل ونائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب لن يؤيدوا او يقترعوا لازعور انطلاقا من هذا المبدأ ، عدا انهم يميلون في مثل هذا الحال الى الاقتراع لمصلحة فرنجية .
وهناك ٥ نواب من اعضاء التيار ومؤسسيه يعارضون بشدة ترشيح ازعور ودعمه، لانهم لا يحبذون اولا ان يدعم التيار مرشح تحد بوجه “الثنائي الشيعي” ، ولانهم ثانيا يعترضون عليه شخصيا لانخراطه في السياسة المالية الخاطئة . وتبرز ايضا مسألة ترشيح ابراهيم كنعان الذي كان احد ابرز الاسماء التي وردت في لائحة بكركي ، وهناك تعاطف ملحوظ معه داخل التيار وتكتله ، ورفض لاستبدال ورقته بورقة ازعور .
وفي حسابات وتعداد الاصوات، تواجه المعارضة والتيار صعوبات كبيرة في تأمين رصيد عال لازعور . وقد ادركت في ضوء الاتصالات حتى الآن انه لن يتمكن من بلوغ ال٦٥ صوتا في كل الاحوال ، ولا يتجاوز رصيده الخمسين صوتا .
وفي المقابل، لا يملك فرنجية حتى الآن اكثرية ال٦٥ صوتا ، لكنه يعول على تحسين وضعه وكسب اصوات لا بأس بها من المستقلين او الكتل التي تقف الآن في الوسط .
ووفقا لجردة حساب اولية حتى الآن، فان هناك اكثر من ٢٧ نائبًا على الاقل ما زالو في نقطة وسطية ، ويرفض معظمهم فكرة ترشيح ازعور كمرشح تحد بوجه “الثنائي الشيعي” ، كما ان عددا منهم لم يحسموا امرهم تجاه فرنجية والعدد الآخر يفضل مرشحا ثالثا .
وتضم هذه الفئة كتلة “اللقاء الديموقراطي” (٨ نواب ) ، كتلة “الاعتدال الوطني” ونوابا سنة آخرين ( بين ٧ و١٠ ) ، النواب المستقلين و”التغييريون” : اسامة سعد ، عبد الرحمن البزري، شربل مسعد ، الياس جرادي ، ابراهيم منيمنة ، سنتيا زرازيري ، فراس حمدان ، بولا يعقوبيان، حليمة قعقور ، ملحم خلف وميشال ضاهر الذي اعلن انه سيقترع بورقة بيضاء، ونعمة فرام المرشح الذي ورد اسمه في لائحة بكركي .