الأنباء الكويتية-عمر حبنجر
«فالج لا تعالج» هو واقع الحال مع المساعي والمحاولات الجارية، لمعالجة مسلسل الأزمات اللبنانية الداخلية والخارجية، مع الذات المنقسمة، بين دعاة السيادة الوطنية، وبين رواد التبعية الإقليمية، ورئيس الجمهورية ميشال عون يحاذر اغضاب حزب الله، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لم يعد يجد من زوايا يستطيع تدويرها.
آخر محاولات ميقاتي، كانت باستقباله رئيس تيار المردة، ومرشح فريق الممانعة، السوري – الإيراني لرئاسة الجمهورية العتيدة سليمان فرنجية، الذي خرج من اللقاء مع ميقاتي، أقل ارتياحا مما يجب، حيث يقال ان ميقاتي طالبه بدفع وزير الاعلام جورج قرداحي، المحسوب عليه بالاستقالة، كمدخل لمعالجة الأوضاع مع الأشقاء في الخليج، إلا ان فرنجية تمسك بموقفه الآيل الى ترك الأمر على عهدة قرداحي، ودون أي ضغوط من جانبه.
ميقاتي استبعد مجددا المقايضة بين ملفي قرداحي والقاضي العدلي في جريمة تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار، وفي هذا الإطار جدد الدعوة للجميع الى إبعاد هذا الملف عن السياسة وحصره بإطاره القضائي الصرف.
وعلى صعيد العلاقات اللبنانية الخليجية، لاحظت المصادر المتابعة ان حكومة ميقاتي لا تدرك أن استياء الاشقاء في الخليج ليس مرتبطا بوزير أساء الكلام ولم يعتذر، بل بمنظومة سياسية سلمت مقدرات البلد للجيش الإيراني السادس، وفق توصيف ايلي محفوض، رئيس حركة التغيير، لحزب الله.
وفي تغريدة له، يقول عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار: «كثيرون من الديكتاتوريين والحكام الفاشلين استعملوا نظرية المؤامرة للتحكم بالناس وتبرير فشلهم. الحزب الحاكم عندنا لا يشذ عن هذه القاعدة، بيحط جماعته راسهم بالرمل وبيخترعو نظريات تبرر تخريب بيوت اللبنانيين». وختم بالقول: خافو الله.
رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع في حديث لـ «النهار» البيروتية، أكد انه لا تنظيم عسكريا لدى القوات، لكنه لفت إلى انه منذ بدأ حزب الله يلاحظ أن كل الأحزاب ضعفت وتخلت عن مواجهته، وبقي هناك «القوات» فحسب، بات يعتبر أنه في حال أزيحت «القوات»، فلن يبقى هناك أحد. أما إذا بقيت فسيتكوكبون حولها مع تشكيل نواة مقاومة في مكان ما. من هنا، يرسم جعجع خطوط تماس المعركة السياسية مع «حزب الله» الذي حاول، وفق مقاربته، تحميل مسؤولية أحداث عين الرمانة إلى «القوات» محاولا عزلها لضرب آخر موقع مقاوم فعلي في لبنان. لكن «النتيجة أتت عكسية».
ويراهن جعجع على استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة كسلاح ثقيل يضعه في وجه الأكثرية الحاكمة الحالية. ويعتبر أن «الأوضاع وصلت إلى حدود لم يعد باستطاعة أحد الهروب من المواجهة السياسية، كل الناس تريد الذهاب إلى حلول، أتى الرئيس نجيب ميقاتي ولا أحد يشك في نواياه الحسنة أو بمعرفته بالأشياء، لكنه لم يستطع التقدم خطوة واحدة إلى الأمام، كان ميقاتي ليجمع مجلس الوزراء لو أن باستطاعته ذلك، لكن «حزب الله» يعطل الأكثرية الحكومية. صحيح أن الأزمة فيها سيئات، لكن ايجابيتها تكمن في سقوط الأقنعة».
وفي السياق الانتخابي أيضا، تقدم نواب «تكتل لبنان القوي» من المجلس الدستوري بمراجعة لإبطال القانون النافذ حكما الصادر بتاريخ 3 الشهر الجاري، الرامي إلى تعديل بعض مواد قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب، والمنشور في الجريدة الرسمية، مع طلب تعليق مفعوله، واصفين اياه بغير الدستوري.
بدوره، المكتب السياسي الكتائبي، وبعد اجتماع برئاسة رئيس الحزب سامي الجميل، اعتبر ان امعان حزب الله في محاولة ترهيب اللبنانيين بكل الوسائل وتدجين السلطات، يحاول وضع اليد على القضاء بعد تعطيله، ودان الاستعراضات المسلحة والمستفزة التي قام بها حزب الله في مناطق مختلفة، لترويع أهلها وارسال رسائل مفادها: انه لا مفر من الرضوخ لإرادته حتى لو بقوة السلاح، مؤكدا ان حزب الله وسلاحه عامل تقسيمي فرز اللبنانيين ووضعهم في مواجهة بعضهم بعضا، وما من قدرة بعد اليوم على تحمله او العيش مع سلاحه وتجاوزاته، التي تجوف الهوية اللبنانية من مضمونها الحضاري الفريد.
الى ذلك في بلاد الناس، يسطو اللصوص على المصارف، وفي لبنان تسطو المصارف على أموال زبائنها بلا محاسبة ولا حرج.
وهنا تقبض شهريا من وديعتك بالليرة اللبنانية على دولار 3900، لكنك تشتري حاجاتك على دولار 23000 الف ليرة! يرفع الدعم عن الدواء والمحروقات في شهر واحد، في حين لا جلسة لمجلس الوزراء تقر البطاقة التمويلية لذوي الدخل المحدود، بحيث ستحل الكارثة بأصحاب الأمراض المزمنة، الذين باتوا يعيشون لشراء الدواء، لا ان يشتروا الدواء ليعيشوا.