الجمهورية
يحقق عدّاد كورونا يومياً إصابات مرتفعة، وسط دعوات للتشدّد بالوقاية والإجراءات اللازمة في هذا السياق، من دون توجّه إلى إقفال البلد، خصوصاً أنّ المتحور الجديد قد لا يكون بالخطورة الذي شهدته المتحورات الأخرى.
بدأ الحديث عن انّ المتحور الجديد «أوميكرون»، قد يشكّل نهاية المواجهة مع وباء كورونا، وتحديداً مع نهاية العام 2022.
الرئيس السابق للجمعية اللبنانية للأمراض المعدية الجرثومية الدكتور زاهي الحلو، أوضح لـ»الجمهورية»، أنّ «لا يمكن الجزم بهذا الموضوع، لكن تزايد الإصابات بشكل كبير، خصوصاً في أوروبا وأميركا وعدد آخر من البلدان، يحقق مناعة مجتمعية عالية نسبياً، بين من يُصاب بالفيروس وبين من يتلقّى اللقاح، وقد يكون ذلك مؤشراً لنهاية الفيروس. لكن الخوف، انّ كوفيد- 19 يفاجئنا بمتحورات جديدة، ومن غير الواضح ما إذا سنكون مستقبلاً امام متحور جديد قد ينسف نظرية الانتهاء من الفيروس، لكن هناك احتمالاً كبيراً اذا أكمل «أوميكرون» بهذا الانتشار الكبير مع عوارض خفيفة جداً، أن يتمّ تحقيق مناعة مجتمعية».
وأوضح الحلو، انّ «اللقاحات الفعّالة مثل «فايزر» و»موديرنا» و»استرازينيكا»، تخفف من الإصابات ودخول المستشفى للحالات الحرجة والوفيات، لكن لا تشكّل حماية كاملة من «أوميكرون». إذ انّ هناك أشخاصاً حصلوا على الجرعات الثلاث وأصيبوا بالمتحور «أوميكرون»، إنما بشكل خفيف»، مشيراً إلى انّ «الوفيات أو الحالات الحرجة التي تتطلب دخول العناية الفائقة تحصل مع الأشخاص غير الملقّحين».
وفيما سمحت منظمة الصحة العالمية باستعمال دوائي baracitinib و sotrovimab، لدرء خطر الإصابة بأعراض شديدة والموت بفيروس كورونا، أوضح الحلو أنّ هناك أيضاً بعض الأدوية التي تُستخدم في الحالات الخطرة أي ضدّ ما يُسمّى بـ»العاصفة المناعية» مثل actemra وغيره. وإضافة إلى أدوية تقوية المناعة مثل – d vitamain c، هناك دواء متوفر في لبنان وهو favipiravir وهو يعالج في الوقت نفسه الكوفيد والتهاب الحنجرة، علماً انّ «اوميكرون» يصيب الطبقة العليا من الجسم ولا يؤثر على الرئة».
وفي ما يتعلّق بتلقّي الأطفال اللقاح، أشار الحلو إلى انّ «شركة «فايزر» اجرت دراسات عدة، وتبيّن انّه يمكن للأطفال من عمر 5 سنوات تلقّي اللقاح، وهو أمر بدأوا به في أوروبا وأميركا، ولم تحصل اي مشاكل، إلّا بحالات نادرة جداً».
وعلى مستوى المستشفيات، لفت الحلو إلى أنّ «بخلاف العام الفائت، معظم أقسام كورونا الموجودة، خصوصاً في المستشفيات الخاصة، باتت مقفلة، بسبب الضائقة المالية، وضعف الإمكانيات الطبية والبشرية وعدم توافر التجهيزات. من هنا، يتمّ التحذير من عدم توفر الأماكن لمرضى كورونا وخصوصاً لأصحاب الحالات الحرجة في المستشفيات، واصفاً الوضع بـ»الصعب جداً».
على خط موازٍ، أعلن رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا عبد الرحمن البزري، أنّ «اللجنة العلمية المُختصّة قد أعطت موافقتها المبدئية على الإستخدام الطارئ للقاح فايزر للأطفال ما بين 5 و11 سنة، على أن يوضع بروتوكول إعطاء هذا اللقاح وآليته لاحقاً بالتشاور مع الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية وجمعيتي طب الأطفال في لبنان، داعياً المواطنين لتسجيل أبنائهم على المنصّة، مع أخذ العلم أنّ هذه اللقاحات لن تصل إلى لبنان قبل نهاية شباط ومنتصف آذار».
وأشار البزري إلى بدء إعطاء لقاحات «موديرنا» في لبنان في مراكز محدّدة، معتبراً أنّ هذه اللقاحات التي جاءت عبر هبتين من الولايات المتحدة الأميركية والدنمارك، ستزيد من قدرة البرنامج اللقاحي على إعطاء مزيد من اللقاحات خصوصاً الجرعة الثالثة المعززة.
وأضاف، أنّ مركزاً لإعطاء لقاح «سينوفارم» الصيني (هبة من دولة الصين الشعبية) سينشأ في مستشفى بيروت الحكومي الجامعي (الشهيد رفيق الحريري) وأنّ اللجنة الفنية العلمية قد أعدّت كافة الشروط المناسبة والضرورية لإعطاء هذا اللقاح لمن يرغب.
وختم البزري مُشدّداً على أنّ الردّ المُناسب الذي يملكه المواطنون على إزدياد نسبة الإصابة بكوفيد-19 هو بالإقبال على عمليات التلقيح وأخذ الجرعة الأولى والثانية والثالثة لمن يستحقون.