الديار – فادي عيد
علم أن الأجواء الإقليمية والدولية التي تعتبر الأخطر في تاريخ العالم والمنطقة، بدأت تنعكس على لبنان من خلال الحرب الروسية ـ الأوكرانية، إضافة إلى ما يجري في المنطقة من حرب اليمن إلى العراق، وصولاً إلى فلسطين، وربطاً بهذه التطورات، ينقل أن مساعي عربية تجري على أعلى المستويات بالتشاور مع واشنطن وباريس من أجل تحييد لبنان عن أي منزلقات قد تحصل، إن من خلال الحرب الحاصلة في أوكرانيا، أو الصراع المستعر في الإقليم، على اعتبار أن المعلومات التي يحملها معه أحد المقرّبين من العاصمة الفرنسية، تشير إلى محطات صعبة وبالغة الخطورة، لأن من يزور أوروبا، وبحسب المعلومات، يظهر له جلياً مدى التحوّلات والتغيّرات التي تحصل على المستويات الإقتصادية والسياسية والإعلامية، في ظل انقسامات داخل المجتمعات والحكومات، ربطاً بالحرب المندلعة بين كييف وموسكو.
وتضيف المعلومات، أن المشاورات الجارية اليوم بين العواصم العربية والغربية التي تعنى بالملف اللبناني، تعمل على خطين متوازيين، وهذا ما كشفه أحد المسؤولين اللبنانيين الذي تربطه علاقات وثيقة مع أحد السفراء الفرنسيين السابقين في لبنان، حيث أكد له أن ما يحصل اليوم، يرتبط أولاً بالدعم الإنساني والاجتماعي للبنان، وهذا ما جرى التركيز عليه في اللقاءات الأخيرة بين الفرنسيين والخليجيين، ولكن في ما خص الشقّ الثاني، فإن هناك معطيات بدأت تظهر عبر تقاطع له صلة بلقاءات ومشاورات وتطوّرات مقبلة، إذ في العراق لم تنقطع الاجتماعات الديبلوماسية التي ترعاها بغداد بين الإيرانيين والسعوديين، وإن كانت حتى الآن لم تحقّق أي خرق كبير، إنما قد تتفاعل ربطاً بمعطيين أساسيين، أولهما ما أشار إليه وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، حول التقدم الكبير الذي حصل في ملف المفاوضات في فيينا، وثانيهما، توقف الأعمال العسكرية في اليمن، ولذلك دلالة وأكثر من إشارة لما يُحضّر على صعيد التسوية في المنطقة، قد تليها تسوية للملف اللبناني الذي قد يكون من أكثر المستفيدين من هذه الأجواء الإيجابية، بفعل ارتباط أكثر من طرف سياسي في لبنان بسياسة المحاور في الإقليم، والصراع الحاصل منذ سنوات طويلة.
أما على خط المخاوف والقلق الذي يحيط بلبنان، بمعنى أن الساحة اللبنانية ما زالت موضع مخاوف للكثيرين في الداخل والخارج جراء هشاشة أوضاعه، والانقسامات القائمة فيه، والخشية من أن يكون هذا الوقت الضائع قبل أن تتوضّح المسارات التفاوضية في ما خص الحروب الحاصلة في المنطقة، بما في ذلك ما يجري في فيينا من مفاوضات نووية، في حين أن التطورات في الداخل الفلسطيني كانت مدار اتصالات بعيدة عن الأضواء بين المعنيين بأمن المخيّمات الفلسطينية ومسؤولين أمنيين لبنانيين، وصولاً إلى تحصين الحدود مع فلسطين، وذلك مردّه إلى المخاوف من أي اعتداءات إسرائيلية، أو أن تقدم بعض الجهات الفلسطينية أو المقرّبة منها، من استغلال ما يجري والعبث بالأمن الداخلي، وإعادة تحريك المخيمات، ومن هنا، فإن ما ينقل عن المواكبين لهذه الأجواء، أن اتصالات جرت على أعلى المستويات بين السلطة الفلسطينية وقيادة حركة «فتح» للإمساك بزمام الأمور، والتشدّد في الإجراءات، والتواصل والتنسيق مع مخابرات الجيش اللبناني، وقطع الطريق على أي جهة قد تدخل على خط ما يحصل لأكثر من هدف سياسي وأمني.