عقدت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مؤتمرا صحافيا في قصر الصنوبر مساء اليوم في حضور عدد من الاعلاميين تحدثت فيه عن زيارتها الى لبنان وقالت: “انها المرة الثانية منذ السابع من تشرين الأول التي أزور فيها لبنان، وهي تأتي لتفادي خطر توسع الحرب الذي لا يزال مرتفعا جدا، وانه من مسؤولية الافرقاء العمل لتفادي اشتعال المنطقة، الذي إن حصل لن يفيد احدا، ولن يؤدي إلا لزيادة المخاطر وابعاد الكل عن الأمن والسلام”.
واشارت الى ان “ارتفاع مستوى التوتر الواضح على جانبي الخط الأزرق خطير جدا، وهذا ما أكده لي قائد اليونيفل الذي التقيته اليوم، كذلك جنود الكتيبة الفرنسية الذين احيي عملهم”.
وقالت: “جئنا نقول للجميع بأن الديبلوماسية تفيد في هذه الأجواء وليس العمل العسكري، وقلت للمسؤولين اللبنانيين إذا غرق لبنان في الحرب فهو لن يتعافى والوضع خطير جدا، وأحمل رسالة لمن هم خارج لبنان وينتظرون الاستفادة من الوضع الكارثي غزة لزيادة التوتر، واعني إيران وكل ادواتها في العراق وسوريا، وأيضا ما يقوم به الحوثيون في البحر الاحمر، فهذا خطأ كبير وأمر خطير جدا، ويجب وقف التصعيد”.
وتابعت: “لبنان بلد صديق وغال على قلب فرنسا وهي لن تألو جهدا من احل الحفاظ على الاستقرار فيه،، وهذا يتم عبر تنفيذ القرار 1701 لما فيه مصلحة الجميع، وهذا يؤثر على تحسن الوضع الميداني”.
وإذ اشارت الى أن “لبنان في وضع ضعيف جدا”، أشادت بالتمديد لقائد الجيش واعتبرت أن “الأمر مفيد جدا وهام للاستقرار في لبنان، ولكن هذا لا يكفي”، وناشدت “كل المسؤولين التحلي بالمسؤولية لانتخاب رئيس للجمهورية”.
واضافت: “كنت في إسرائيل أمس لأقول بأن فرنسا لا تنسى ما حصل في 7 تشرين الأول من احداث مروعة وبربرية، لذلك فرنسا تقف الى جانب الشعب الإسرائيلي في وجه الارهاب، قلناها وكررناها بالامس، ولكن قلت أيضا بأنه يجب على إسرائيل أن تحترم أيضا القانون الدولي الانساني وان تقوم بكل ما بوسعها لحماية المدنيين في غزة، وأكرر باننا ننتظر من اسرائيل اتخاذ اجراءات ملموسة لاحترام القانون الدولي الانساني بشكل أفضل وحياة المدنيين”.
وقالت: “كررت ما تقوله فرنسا منذ أسابيع بأن هناك كثيرا من الموت في غزة، ولا يمكن للأمر أن يستمر بهذا الشكل. وفرنسا تدعو فورا الى هدنة إنسانية مستدامة تمكن من العمل على وقف لاطلاق النار الانساني، مع تحرير كل الأسرى وإدخال المساعدات الى غزة بشكل كبير وتوزيعها هناك”. وحيت “جهود الولايات المتحدة الاميركية في هذا الخصوص”.
واشارت الى ان “فرنسا تتابع حث المجتمع المدني في إطار المؤتمرين الدوليين الانسانيين اللذين عقدا في باريس في 9 تشرين الثاني و6 كانون الأول الحالي، من أجل أن يكون أكثر فعالية الى جانب المدنيين في غزة وللاستجابة لحاجاتهم الكبيرة. وفرنسا قدمت أكثر من مئتي طن من المساعدات الانسانية، كذلك قدمنا نحو 700 طن من المساعدات الإضافية”.
ولفتت الى ان “حل الدولتين هو الحل الأنسب للازمة وفرنسا لم تنس هذا الأمر ابدا، ولن يكون هناك سلام من دون أمن، ولا أمن من دون سلام، ولا أمن ولا سلام من دون حل سياسي، ولن يكون هناك سلام من دون دولة فلسطينية”.
واعلنت انها زارت امس الضفة الغربية واثارت مع “السلطات الفلسطينية الممارسات العنيفة التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة”، وقالت: “لا يمكن القبول ابدا بهذه الممارسات، وفرنسا لن تنتظر طويلا، وقد طلبت من السلطات الإسرائيلية وضع حد لهذه الممارسات، وستتخذ فرنسا اجراءات على المستوى الوطني ضد هؤلاء المستوطنين المتطرفين، وسيكون هناك تفكير بهذا الامر داخل الاتحاد الأوروبي ليتمكن من اتخاذ اجراءات ضد هؤلاء المتطرفين، فهذه الأراضي هي فلسطينية وستشكل جزءا من الدولة الفلسطينية، وفرنسا ترغب في تقدم الحل السلمي، اي حل الدولتين”.