وان التهجم على المملكة ما هو الا أسلوب ضعيف للسيد جعله يفقد هدوءه وصوابه… فكان عدائياً!!
لم يعي السيد نصر الله ان سياسة الهجوم على المملكة لن تستمر كثيراً، ولربما لم يعي السيد نصر الله ان الألاف من الشيعة يخسرون لقمة عيشهم في الدول العربية التي لجأوا اليها هربا من الازمة الاقتصادية في وطنهم الام، وبحسب مفهوم “التكليف” عند الشيعة والذي يطبقه حزب الله على كل شيعي ان ينفّذ كل ما يُطلب منه بحسب التقليد الذي ينتهجه، وعليه فإن كل شيعي يعمل في الخارج سواء في الدول العربية او الغربية عليه ان ينصاع لما يطلبه منه الحزب ومن هنا يصبح الشيعي مهدداً في لقمة عيشه واستقراره! فإما ينخرط في “خليات” تعمل لحساب “حزب الله” من خلال تصدير المخدرات والكبتاغون او في استغلال أموال تُرسل لعائلات فقيرة او محتاجة او لليتامى كما حدث في الكويت.
فشل السيد…
لعلّ فشل السيّد في السياسة التي يتبعها الحزب في المنطقة جعلته يخسر كل أرصدته وهذا ما جعل السيد نصر الله يزيد في جرعة الهجوم على السعودية، ليظهر نصر الله في خطاباته لا سيما الأخير، يحاول ان يلمّع صورة إيران التي تكاد تكون “وجه الله على الأرض” بعدما أصبحت إيران ترمز للشيطنة! فحاول السيد ان يزيد من أرصدة إيران والتي تعتبر الخاسر الأكبر وعلى أكثر من جبهة، ولعلكم لاحظتم ان خطاب السيد نصر الله ليس له علاقة بما يحدث في الداخل اللبناني ولا حتى بذكرى قاسم سليماني هذا القائد الإيراني الذي قتل على يد القوات الأميركية. ولطالما كان الحلم الإيراني الفارسي في السيطرة على منطقة الشرق الأوسط لتقليص الدور السعودي في المنطقة وحزب الله يسعى في كل فرصة لمهاجمة المملكة التي تتصدّى وتقيّد النفوذ الإيراني الفارسي في المنطقة.
ولم يقتصر الامر على “حزب الله” في توجيه سهامه باتجاه السعودية بل فعلها كل من يتحالف مع المحور الإيراني وما يعرف بدول الممانعة ليحذوا حذو السيد في توجيه سهامهم الى السعودية بشكل خاص ومباشر كما فعل محمود الزهار ممثل “حركة حماس” موجها سهامه الى السعودية من خلال كلمة القاها، والسعودية التي لا طالما ضمّدت جراح الفلسطينيين وحتى كل العرب ولكن كما يقال “دود الخل منّو وفيه” يعني لو لم تكن الفصائل الفلسطينية متواطئة ربما كانت فلسطين محررة من العدو الإسرائيلي الا انه للأسف تواطؤ الفصائل من الداخل الفلسطيني جعلها كقطعة زجاج هشة وسريعة العطب.
إيران التي تغفل عن حل مشاكلها في الداخل الإيراني كيف لها ان تكون المنقذ للبنان!!
شهدت إيران مؤخرا احتجاجات شعبية واسعة من قبل محتجين اتهموا الدولة بسوء إدارة البلد، كما شهدت احتجاجات من المدرّسين الذين يصل راتبهم الشهري الى الـ 200$! يعني طبيب يداوي الناس وهو عليل! اذ كيف للسيد ان يثق بإيران وهي العاجزة في إيجاد الحلول لمواطنيها! هذا يفسّر امرا واحداً هو ان الحلم في إقامة امارة إسلامية فارسية تبدأ من الجنوب اللبناني، الا ان هذا الحلم وعد “ابليس بالجنة” لان بطبيعة الحال ستكون الخسائر على رأس الحزب جداً وخيمة ومعه إيران التي قد تُكسر شوكتها الى غير عودة وقد تكون تلعب بالنار التي ستحرقها وتحولها الى رماد لا رجوع فيه. فإيران و”حزب الله” الاثنان يلعبان بالنار! من خلال تدخلاتهم في دول عربية وغربية ودعمهم الواضح للحوثيين في اليمن بإرسال أسلحة وقذائف صاروخية ورشاشات عبر ممرات سرية كشف عنها تقرير اممي وكذلك الامر في العراق وسوريا واللائحة في تدخلات إيران وحزب الله في دول المنطقة تطول.
تخلّي السعودية عن لبنان جعل السيد حسن نصر الله يدخل في هستيريا…
قرار السعودية بترك لبنان لم يكن عبثي، وايضاً تصريحات الوزير المستقيل جورج قرداحي بالمس القريب لم تكن السبب! بل شرارة كانت تنتظرها السعودية لإشعالها في الوقت المناسب، فالسعودية ترى ان حزب الله يشكل خطراً إقليميا فهو دولة داخل الدولة ولديه ال 100 ألف مقاتل واسلحة ومسيرات يرسلها الى اليمن تارة لتهديد امن السعودية وطوراً الى الجنوب للحركشة بإسرائيل وقد تقع الواقعة التي باعتقاد حزب الله قد تخفف من الضغط على إيران ولربما ترفع العقوبات عنها!!
ماذا لو وقعت الحرب؟
هذه المرة ليست كسابقاتها، فلا أسلحة او مقاتلي الحزب سينقذون لبنان، ولا حتى المازوت الإيراني “كذبة الكذبات” ولا الكبتاغون او الخليات التي تعتبر إرهابية، وعليه لن يكون هناك دعم عربي او إعادة اعمار لما سيهدم فوق رؤوس اللبنانيين وعندها لن يكون هناك “شكراً قطر” او “شكراً للمملكة او للكويت” وسيعي اللبنانيون ولا سيما الشيعة والحلفاء للحزب ان التهجم على المملكة ما هو الا أسلوب ضعيف للسيد جعله يفقد هدوءه وصوابه… فكان عدائياً!!