نضال العضايلة
لا يألوا العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه جهداً لاقتحام المسجد الأقصى، أو إلحاق الضرر المادي أو المعنوي بأي من الأماكن المقدسة ومرافق العبادة سواء كانت إسلامية أو مسيحية في القدس المحتلة.هذه الاستفزازات لم تكن يوماً تعبيرًا عن خلاف ديني، أو تجاذب بين أتباع ديانتين بشأن قدسية هذه البقعة أو تلك، بل هي من طباع العدوان الصهيوني المستمر على الإنسان الفلسطيني وكل ما يربطه بأرضه.
تهدف محاولات عصابات المستوطنين والغزاة اقتحام المسجد الأقصى، إلى تحقيق قهر معنوي للفلسطينيين باستباحة أبرز أماكنهم المقدسة، وما ذلك إلا امتداد لمخططات وممارسات العدو لتهويد القدس وتطهيرها من سكانها الفلسطينيين، ومحو تاريخها، وما هذه المخططات إلا تعبير عن طبيعة المشروع الصهيوني الغازي الذي يستهدف الفلسطينيين منذ يومه الأول بحملات ممنهجة للتطهير العرقي والتهجير.
حجم الوحشية الذي تظهره العصابات الصهيونية بإصرارها على مهاجمة مقدسات الفلسطينيين مرة تلو أخرى، بقدر ما يفضح ما يضمره ويعلنه هذا العدو من نوايا للفلسطينيين، فإنه يعكس أيضًا حجم الضربة التي تلقاها هذا العدو في أيار المنصرم، حين ردعه صمود المقدسيين وبطولة المقاومة الفلسطينية عن إنفاذ هجماته على المدينة وأهلها ومقدساتها.
علاقة الفلسطينيين بأرضهم وعاصمتهم، لا يمكن اختزالها في حقوق دينية تتعلق بتيسير أداء العبادات، أو حتى السيطرة على الأماكن المقدسة وإدارتها، ولكن بتلك السيادة الفلسطينية على المدينة، التي يمارسها أهلها في تصديهم اليومي للاحتلال ومخططاته وجرائمه وعصابات مستوطنيه، كما في ذلك الصمود الشعبي والمقاومة التي يظهرها شعب فلسطين على امتداد أرضه.
وعلى أرضية الدفاع عن وحدة فلسطين، وحق شعبها في كل شبر من أرضه، وسيادته على هذه الأرض، تواجه العصابات الصهيونية دائمًا مقاومة فلسطينية، في كل خطوة لها على أرض فلسطين، أينما كان مكانها أو زمانها، وسيجد شعب فلسطين دائمًا السبل لمعاقبة وردع المعتدين وتدفيعهم ثمن غزوهم لفلسطين، وثمناً إضافياً عن كل جريمة ارتكبوها على هذه الأرض، ففلسطين لن تكون إلا لشعبها المقاوم والذي سيقهر عدوه الصهيوني ويدحره عن أرضها.
إن هذه الاعتداءات على المقدسات وأماكن العبادة ليس الأول من نوعه، بل إنه يضاف إلى سلسلة من الاعتداءات غير الأخلاقية ولا الدينية والتي يقودها المستوطنون بحملات موجهة تستهدف النيل من المساجد في الضفة الغربية والقدس وحتى في الأراضي المحتلة عام 1948.
تصاعدت الأمور منذ بدء شهر رمضان، حيث تقع صدامات يومية بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين، وشهد الشهر الفضيل أكثر من عملية نوعية وفي العمق الإسرائيلي، أدت إلى إثارة جنون الصهاينة، تلك التي كان آخرها العملية البطولية التي قام بها الشهيد رعد حازم والتي ضربت اسرائيل في العمق، وادمت قلوب مسؤوليه.