رأى نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أنّه “في الفترة الأخيرة أعلن الملك السعودي موقفا جائرا ظالمًا ضد حزب الله ونعتهُ بالإرهاب حيث كانت السعودية منذ سنوات وهي تصنّف حزب الله في دائرة الإرهاب ولكن هذا التوصيف في هذا الوقت بالذات ومن ملك السعودية يحمل دلالات سيئة خاصة ان الوصف هو لمقاومين مجاهدين أبطال قدّموا دمائهم وضحّوا رجالًا ونساءً من أجل تحرير الأرض ومن أجل فلسطين ومن أجل كرامة الأمة”.
واضاف قاسم خلال إحتفال نظّمه حزب الله في منطقة الجنوب الثانية في حسينية مدينة النبطية : “من هنا هذا الإتهام لشريحة واسعة من المجتمع اللبناني لمقاومة فاعلة ومؤثرة في المنطقة ومانعة من المخططات المشبوهة، وتحريض اللبنانيين على بعضهم حتى تكون هناك مشاكل بينهم هذا كلّه عملٌ مُدان لا يمكن أن يكون مقبولًا، فكان الأجدر بالمسؤولين اللبنانيين الذين استمعوا إلى هذا الكلام أن يردّوا عليه على الأقل دفاعًا عن المواطنين وهذه الشريحة المحترمة والفاعلة والمؤثرة والتي لها دور كبير في نهضة لبنان وفي تحريره، بدل أن يتزلّفوا وأن يُعطوا دروسًا في كيفية النّصرة لبلدٍ يُدار بطريقة عسكرية سيئة حتّى مع مواطنيه”.
وتابع: “يقولون يجب أن يكون لبنان عربيًا، نقول لهم نحن نؤمن بعروبة لبنان، اليمن عربية والسعودية عربية وإذا ناصرنا اليمن يعني نناصر دولة عربية وإذا أردنا أن نناصر السعودية كيف يمكن أن نناصرها وهي التي تعتدي على الدولة العربية الأخرى، يجب أن نناصر من يُعتدى عليه ومن يحمل حقًا ومن يقدّم الشّهداء ومن تُدمّر بلده بيدٍ عربية وأداةٍ دولية تحاول أن تغيّر المعادلة في المنطقة”.
وشدد قاسم على أنّ “حزب الله مقاومة كالشّمس ولو وصفوها ليل نهار بغير وصفها فإنّهم لن يغيّروا من الواقع شيئًا”.
ورأى أنّ “الإرهابي هو من يقتل الرأي المخالف في بلده ويعتدي على جيرانه في اليمن ويطبّع مواربةً مع إسرائيل بأساليب مختلفة ، نحن في بلد إسمه لبنان، وهوية لبنان أنه بلد الحريات وبالحد الأدنى يحق لكل شخصٍ في لبنان أن يُبدي رأيه إن كان موافقًا أو مخالفًا لأي بلد أو جهة في العالم، وكلّ عمره لبنان يحصل فيه مؤتمرات وتظاهرات دعمًا لفنزويلا وكوبا والثورة الفلسطينية، كلّ هذه التحرّكات التي كانت تحصل في المنطقة بعنوان مواقف نبيل وشريفة ومقاومة على امتداد العالم كانت تحصل في لبنان ويُبدى فيه الرأي وكان المسؤولون يقولون لكل العالم أن لبنان بلد الحريّات لا نستطيع أن نقول لأحد لا تتكلّم”.
كما اشار الى انّ “حرية الرأي والتعبير واضحة في الدستور من المادة ١٣ وكلّها مكفولة ضمن دائرة القانون اذن لماذا هذا الإستنكار وتقولون بأننا سنخرّب الوضع مع دول الخلج هم من يعتدون علينا ويحمّلونا شيئًا لا نتحمّله ويصفوننا وصف لا يليق ولا يصح ، من هنا سأقول بشكل واضح كلّ العراضات الداخلية التي وقفت مع المعتدي علينا لن تقدّم ولن تأخّر بل قررنا بأن لا نرد عليها ونعلم بأن قسمًا منها هو لاستدراج العروض المالية قبل الإنتخابات النيابية من أجل تمويل الحملات وبعضهم جماعة طامحين لمواقع ومراكز مستقبلية يعتقدون بأن السعودية بالتفاهم مع أميركا والآخرين يمكن أن يُعطوهم مراكز في لبنان”.
ولفت قاسم الى انّ “ردّنا على السّعودية سيكون حاسمًا أنتم الإرهاب ونحن المقاومة ولن نقبل بأنّ تسيؤوا إلينا دون أن نرد عليكم بالحقائق والمنطق وردّنا اليوم ليس لمرة واحدة بل كلّما كرّرتم سنكرّر الرّد مهما كانت النتائج وإن عدتم عدنا وسنكشف أعمالكم العدوانية أمام الناس من دون أن نستخدم ألفاظ ولا تعابير غير واقعية وغير حقيقية ، نحن نتحدّث بصدق ، سواء كان من الملك أو من المسؤولين في الدولة السعودية ، نحن لا نقبل أن “يستوطا حيطنا” أو أن يتكلّموا تحت عنوان أنّ من حقّهم أن يقولوا ما يشاؤون وعلينا أن نسكت، لا لن نسكت”.
الى ذلك، أردف: “لنا حلفاء في لبنان وعقدنا تفاهمًا مع التيار الوطني الحر والسبب في هذا التفاهم أنّ هناك قضايا استراتيجية ومحليّة وجدنا أنّه يوجد تقاطع في القناعات والآراء فكان هذا التفاهم ومن الطبيعي أن تشوب علاقات التفاهم بعض الثغرات والإشكالات في اعتقادنا أنّها قابلة للحل والنقاش ، لكن التفاهم مستمر ان شاء الله”.
واعلن أن “الحزب سيكون مع التيار الوطني الحر في الإنتخابات النيابيّة وسنتعاون في الدوائر وبدأنا منذ فترة بعقد لقاءات على كلّ المستويات من أجل التهيئة للإنتخابات النيابية أيّ أننا في حالة تعاون بصرف النّظر عن بعض التصريحات ، هذا لأننا نؤمن بأن التحالف والتفاهم مع حلفائنا يجب أن يبقى حاضرًا في كل سلوكنا وكل أعمالنا مهما كانت الصعوبات والتحديات”.
ورأى نائب الأمين العام لـ”حزب الله” أن “المشهد الإنتخابي المستقبلي سيكون كمشهد التحالفات التي عقدناها مع الجميع ، كلّ حلفاء حزب الله سيتعاون معهم الحزب في الإنتخابات النيابية بشكل طبيعي ، وما رح يعمل حسابات أنّ في هذه الدائرة بيطلعلوا نائب زيادة أو ناقص ، نحن لسنا من هذا النموذج ، نحن نحسب بأن يكون حلفاؤنا أقوياء ويشعرون بأنهم أخدوا حقهم حتى ولو تخلّينا في بعض الدوائر عن بعض الحصص بحسب التقسيمات اللبنانية ، وما منروح نتحالف مع الخصوم طمعًا بمقعد لأننا جماعة مبدئيين وفي قناعة نعمل على أساسها”.
وشدّد على أنّ “علاقة حزب الله بحركة أمل علاقة إستراتيجيّة ثابتة ومتينة و “لِما عجبو يدق راسو بالحيط”، نحن التقينا معًا على المقاومة ونصرتها، جمهورنا وجمهور حركة أمل جمهور مساند للمشروع المقاوم، ومساند للوحدة الداخلية، ومساند لنعمل معًا كي يكون لبنان سيّدًا مستقلّا غير تابع للأجانب، ولنعمل على منع التوطين ومنع التطبيع ومنع كل أشكال التنازل أمام الإستكبار العالمي، هذه القضايا تستحق أن نكون معًا ونعمل معًا”.
وختم قاسم: “البعض يقول بأن الثنائي الشيعي الوطني يختصر الطّائفة، قولوا لنا ما تريدون، تريدون الناس تتقاتل مع بعضها أو تتوحّد، بدكن يكون إلكن حصة بين الناس لتتآمروا على البلد أو بدكن حصة من الناس لتخدموا البلد، جربوا قدموا لبتقدروا تقدموا قدّي بتقدروا تاخدوا من الناس صحتين على قلبكن لكن لا تضعون قواعد، نحن نتمنّى بأن نموذج الوحدة الكبير بين حزب الله وحركة أمل يصبح في كل لبنان لكي يتوحّد اللبنانيين أكثر فأكثر مع بعضهم لأن في هذه الطريقة سيسهّل العمل داخل البلد”.