ترك الموفد الأميركي المعنيّ بالمفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين لبنان بين خيارين؛ إما تلقّف مبادرة الخط المتعرّج بموازاة الخط 23 الذي يضمّ حقل قانا، وإما توقّف المفاوضات وعدم العودة إليها قبل سنوات. الفرصة بحسب الخبراء لن تتكرر، وقد اجتمعت لإنجاحها ظروف داخلية وخارجية. فعلى الصعيد الدولي تبرز حاجة أوروبية في السنوات المقبلة إلى استبدال استيراد الغاز من روسيا بدول أخرى.
ومع التزام المصدرين الأساسيين حول العالم من قطر والجزائر وإيران بعقود آجلة، فإن مصلحة الأوروبيين تقتضي البحث عن عشرات، إن لم يكن مئات المكامن الغازية حول العالم وشراء إنتاجها. فروسيا توحي للأوروبيين بأنها لن تكون المصدّر النموذجي للغاز، خصوصاً مع دخولها باتفاق تصدير الغاز إلى الصين، وتعرّضها لضغوط في تشغيل خط الغاز “نورد ستريم 2″، الذي يصلها بأوروبا عبر ألمانيا بحراً، وإمكانية انقطاع الإمدادات إلى أوروبا عبر أوكرانيا.
هذا على الصعيد الأوروبي، أمّا على الصعيد العالمي فإن فورة الغاز لن تستمرّ طويلاً مع التحوّلات المناخية التي تحصل واتجاه دول العالم وفي مقدّمها أميركا وفرنسا إلى تقليل الاعتماد على الوقود الاحفوري والانتقال إلى الطاقة المتجددة والنووية. وعليه، فإن لم تُستخرج الثروة النفطية، فستخسر بعد عدة سنوات قيمتها نتيجة لتراجع الطلب عليها.
أمّا على الصعيد الداخلي، فعلى الرغم من تشابك المواقف فإن من مصلحة الأطراف جميعها المباشرة باستخراج الغاز وتأمين مصادر ماليّة تساعد على التخفيف من حدّة الأزمة والعودة إلى النمو.
هذه العوامل كلّها تصفها المصادر بـ”الذهبية” لاستخراج ثروة لبنان النفطية. وإن لم يضع المسؤولون “عقلهم في رأسهم” فإن الفرصة ستنتزع من بين أيديهم وتتلقاها إسرائيل “على طبق من فضة” للاستمرار في عمليات البحث والتنقيب.