الانباء الكويتية – ناجي شربل وأحمد عز الدين
كل الطرق والمساعي الدولية والعربية تؤدي إلى ساحة النجمة لفتح أبواب البرلمان وصعود الدخان الأبيض إيذانا بانتخاب رئيس للبلاد، وإنهاء فترة الشغور في هذا الموقع منذ 31 أكتوبر 2022، تاريخ نهاية ولاية الرئيس السابق العماد ميشال عون.
في المعلومات التي توافرت لـ«الأنباء»، ان الأيام التالية لنهاية العطلة الرسمية الخاصة بعيد الفطر السعيد ستشهد عودة قوية لحركة اللجنة الخماسية، باجتماع أول لأركانها من السفراء. وتليها جولة تبدأ من عند رئيس المجلس النيابي نبيه بري ثم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وكتلة «الاعتدال الوطني» التي ستتحرك في العلن، فيما أوكل إلى نائب فرض حضوره بقوة لدى الأفرقاء التحرك المكوكي توازيا مع مساعي الخماسية.
وسيلتقي النائب سفراء الخماسية، كلا على حدة، بعدما آثر التحرك في الظل بعيدا عن الأضواء، مع التزامه القيام بالمهمة التي أوكلت اليه من أقطاب سياسيين فاعلين لتذليل العقد الصغيرة لدى أطراف آخرين.
وتوازيا مع الحركة الداخلية في لبنان بدفع إقليمي ودولي، «يطير» المبعوث الفرنسي جان أيف لو دريان إلى واشنطن، قبل التوجه لاحقا إلى بيروت، للمساعدة في تظهير المشهد الختامي بالنهاية السعيدة.
وفي المعلومات أيضا ان السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون ستغادر إلى بلادها أواخر الأسبوع المقبل، على ان تعود بداية مايو المقبل، مع توقع سلوك النواب اللبنانيين الطريق إلى مبنى البرلمان في ساحة النجمة ما بعد منتصف مايو.
وكشف مصدر ان أحد النواب يتواصل بشكل مستمر مع «كتلة الوفاء للمقاومة» الممثلة لـ«حزب الله»، ونقل عن النائب قوله ان الحزب أبدى استعدادا لتسهيل الاستحقاق الرئاسي، وقد عهد بالامر إلى الرئيس بري. كما أشار إلى «قناعة أميركية بفصل الملف الرئاسي اللبناني عن حل إقليمي شامل، لأن الحل الإقليمي قد لا يتحقق قبل سنة». كما نقل النائب رسالة أميركية إلى جهة لبنانية نافذة بضرورة نزع الذرائع الإسرائيلية لتوسيع الحرب على لبنان، وفحوى الرسالة «ان الإدارة الأميركية غير قادرة على ضبط سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تجاه لبنان، وهو يحظى بدعم الرأي العام الإسرائيلي في اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان الأمن في شمال إسرائيل».
وفي هذا الاطار، ومع ارتفاع نبرة التهديد الإسرائيلي بتوسيع الحرب، ثمة جهود لقطع الطريق على النيات المبيتة لحكومة نتنياهو التي تحاول الخروج من سجال «حرب المحاور» بالهروب إلى الامام.
وكشف مصدر لـ «الأنباء»، عن مسعى لإعادة تحريك المبادرة الفرنسية دون انتظار التوصل إلى اتفاق لوقف النار في غزة، وهذه الخطة التي طرحت قبل نحو شهرين تقضي بتراجع «حزب الله» بين 7 و10 كيلومترات عن الحدود مقابل تثبيت النقاط الـ 13 على الحدود المختلف عليها بين لبنان واسرائيل منذ التحرير عام 2000. اما فيما يتعلق بمزارع شبعا، فثمة خيارات عدة بشأنها، أحدها أن توضع تحت رقابة الامم المتحدة إلى ان يتم البت في خضوعها للقرار 242 الصادر عام 1967 او لا.
وفي وقت لايزال الرد الايراني المنتظر على قصف القنصلية في دمشق، فإن الموضوع لايزال بين اخذ ورد. وترجح المصادر أن تسعى طهران للحصول على مكسب سياسي، بدلا من الخيارات العسكرية، يجنبها تداعيات اي عمل عسكري. ومن هذه الخيارات وقف اطلاق النار في غزة. وفي هذا الاطار برز الضغط الاخير من الإدارة الاميركية على حكومة نتنياهو لتقديم تنازلات في المفاوضات وادخال المواد الغذائية إلى القطاع.
وفي حال لم تنجح الخيارات السياسية يرى المصدر انه قد يكون الرد في الجولان كأرض سورية محتلة، طالما ان الغارة استهدفت ما تعتبر ارضا إيرانية في سوريا.
في الشق الداخلي، يستمر الاستيعاب من أصحاب الشأن لتداعيات مقتل مسنق قضاء جبيل في حزب «القوات اللبنانية» باسكال سليمان، الذي يصلى على جثمانه اليوم في كنيسة مار جرجس بجبيل، ثم ينقل إلى مسقط رأسه في بلدة ميفوق الجبلية الجبيلية حيث يوارى الثرى.
كما تستمر التحقيقات في مقتل الصراف محمد ابراهيم سرور الذي عثر عليه في شقة ببلدة بيت مري المتنية، وان كانت اصابع الاتهام وجهت إلى جهاز «الموساد» الإسرائيلي نقلا عن معلومات بثتها وسائل إعلام إسرائيلية في هذا الخصوص، من دون اتضاح الصورة بشكل كامل.
وفي الأمن المضطرب الذي تعيشه البلاد منذ فترة وجيزة، وبعد حادثة الاعتداء التي تعرض لها مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي في بلدة جديتا البقاعية، أقدم مجهولون على إحراق سيارة إسعاف تابعة ل«الحزب القومي» في بلدة بيصور (قضاء عاليه) فجر الخميس.
ولاقى الحادث استنكارات، وأصدرت وكالة داخلية الغرب في «الحزب التقدمي الاشتراكي» بيان إدانة للحادثة وأهابت «بالأجهزة الأمنية القيام بالإجراءات اللازمة والفورية لكشف الملابسات وتقديم المرتكبين إلى العدالة».