النهار
وسط تفاقم تصاعدي لتداعيات ملف النازحين السوريين في لبنان منذ مقتل المسؤول القواتي باسكال سليمان قبل أسابيع قليلة بحيث صار الملف الأشد سخونة في أولويته الأمنية والاجتماعية ، ستشهد بيروت اليوم محادثات على مستوى بارز من الأهمية عبر الزيارة المشتركة التي سيقوم بها الرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الأوروبية للعاصمة اللبنانية لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين الرسميين حول محتلف جوانب الأوجه المشتركة لملف النازحين السوريين .
وتتسم هذه المحادثات بدلالات مهمة وسط الاستعدادات لعقد المؤتمر الدولي حول النازحين السوريين في بروكسيل في نهاية أيار علما ان لبنان يعد الضحية الأولى والأكثر تأثرا بضغوط مصيرية تثقل عليه جراء إيوائه نحو مليونين ونصف المليون نازح سوري بات عددهم يقترب من نصف نسبة المقيمين في لبنان .
وأفاد المكتب الإعلامي في رئاسة الحكومة امس ان رئيس جمهورية قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لاين سيقومان بزيارة الى لبنان اليوم الخميس. ومن المقرر ان يستقبلهما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في باحة السرايا عند الساعة العاشرة الا ربعا صباحا حيث تقام لهما مراسم الاستقبال الرسمية. يلي ذلك عند الساعة العاشرة خلوة ثلاثية تستمر لمدة نصف ساعة يعقبها عند العاشرة والنصف اجتماع موسع بحضور الوفود الرسمية المشاركة.
ad
وعند الساعة الحادية عشرة والربع سوف يعقد رئيس الحكومة والرئيس القبرصي ورئيسة المفوضية الاوروبية لقاء اعلاميا(من دون اسئلة واجوبة) ثم يغادر الضيفان الى عين التينة للاجتماع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري عند الساعة الثانية عشرة الا ربعا.
وكان مسؤول قبرصي أوضح الثلثاء إن الاتحاد الأوروبي سيقدم حزمة مساعدات اقتصادية للبنان خلال زيارة مشتركة تقوم بها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لبيروت اليوم الخميس، حسبما أفادت وكالة “رويترز”. وتشعر قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، بقلق كبير إزاء الزيادة الكبيرة في عدد اللاجئين السوريين الذين يبحرون إلى الجزيرة الواقعة بالبحر المتوسط . وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية كونستانتينوس ليتيمبيوتيس في بيان: «رئيسة المفوضية الأوروبية ستقدم حزمة مساعدات اقتصادية للبنان». وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية إن المناقشات ستركز على التحديات التي يواجهها لبنان حاليا والإصلاحات التي يحتاجها كي ينعم بالاستقرار. وتضغط نيقوسيا على الاتحاد الأوروبي منذ أشهر لتقديم مساعدات للبنان على غرار الاتفاقات التي أبرمها التكتل مع تركيا وتونس وفي الآونة الأخيرة مع مصر. وأضاف المتحدث باسم الحكومة القبرصية: «تنفيذ هذه (الحزمة) تم بمبادرة من الرئيس خريستودوليدس وجمهورية قبرص، وهو دليل عملي على الدور النشط الذي يمكن أن يلعبه الاتحاد الأوروبي في منطقتنا».
وتقدم هذا الملف المواقف التي اطلقها امس مجلس المطارنة الموارنة في بيانه بعد اجتماعه الشهري في بكركي . وجاء في البيان “يُثمِّن الآباء جهود الدول الشقيقة والصديقة من أجل تحييد لبنان عن الحرب القائمة في قطاع غزَّة، وما استتبعها من حرب في جنوب لبنان أتت على معظم قرانا المتاخمة للحدود اللبنانيَّة: ضحايا بشريَّة وجرحى ومباني وزرعًا وأحراجًا، ما أدَّى إلى تهجير أهاليها وتعطيل دورة حياتهم الطبيعيَّة ورمي مصيرهم في المجهول…
ويرفض الآباء رغبة بعض المراجع الدوليَّة في إبقاء النازحين السوريِّين على أرض لبنان، من دون الاهتمام لما يجرُّه ذلك على لبنان مِن أخطار مصيريَّة تُهدِّد كيانه ودولته، وتحوِّله مرتعًا للفوضى وأصناف الانحرافات الأمنيَّة والفساد المادِّيّ والمعنويّ…
ويدعو الآباء حكومة تصريف الأعمال إلى تحمُّل مسؤولياتها على صعيد تنفيذ ما توافقت عليه من إلزامٍ للبلديات بضبط النزوح السوري كلٌّ في نطاقها، وعدم ترك الأمر عرضة للتجاذبات السياسية والزعاماتية”.
بدوره رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اكد ان ما من مؤشرات توحي بحدوث مشاكل داخلية في لبنان، اذ لا مصلحة لأي طرف بإشعال الساحة الداخلية سوى “حزب الله” المنشغل حاليا بالحرب في الجنوب، مشددا على ان “الحزب” ضرب الديمقراطية في لبنان وشعبه و”فتح حرب ع حسابو”، فهو ليس الحكومة ولا يحق له التحكم بمصير البلد من دون توكيل شعبي له.
جعجع، وفي حديث لوكالة “اسوشيتد برس” اشار الى ان “حزب الله يربط وضع لبنان بأوضاع المنطقة بشكل غير مقبول ومضر للبنان”، ورأى ان “الحل واضح وصريح لجهة القرار 1701 الذي نطالب بتطبيقه اليوم، ليس لأن الولايات المتحدة والدول الاوروبية تريده بل لأنه يناسب بلدنا”. وجدد التأكيد على “وجوب توقف العمليات العسكرية في الجنوب، بأسرع وقت، وخصوصا ان الوضع قد يتفاقم، من هنا ضرورة انتشار الجيش اللبناني تطبيقا للقرار 1701 في مقابل انسحاب “حزب الله” من الحدود”.
في ملف النازحين السوريين قال جعجع: “ما من دولة في العالم بلغت نسبة اللاجئين فيها نحو 50% من نسبة مواطنيها، اذ انه يجب تصحيح هذا الوضع الشاذ من خلال اعادة المؤيدين للنظام الى المناطق التي يحكمها من جهة، واعادة المعارضين الى مناطق المعارضة من جهة اخرى، من دون ان ننسى ان 16 مليون سوريا يقطنون في سوريا في الوقت الراهن”. واعتبر ان “كل دولة تعمل من أجل مصلحتها، فقبرص مهتمة فقط بعدم دخول النازحين اليها من لبنان، اما الاوروبيون فهمُّهم مماثل وهم مستعدون لدفع مئات ملايين الدولارات كي نقبل ببقاء السوريين لدينا”، موضحا ان “المشكلة ان بلدَنا يغرق باللاجئين غير الشرعيين ما لا يمكن لأي شعب تحمله، وخصوصا ان نسبتهم تخطت الـ50% فيما نسبة اللجوء في دول العالم كافة تبلغ أقل من 1%”.