ارتياحٌ حذر يسود بعلبك الهرمل بعد تشكيل الحكومة وأمل بانفراج الازمة التي أرخت بظلالها على حياة المواطنين وغيّرت مجريات حياتهم، وحدها صهاريج المازوت الإيراني تتنقّل على الطرقات الرئيسية من الهرمل حتى بعلبك ومنها الى مختلف المحافظات وتعود أدراجها بعد إفراغ حمولتها.
تعداد أيام، وكل يوم يشبه الذي سبقه، هو واقع حال البقاعيين الذين اعتادوا على نمط الحياة المفروضة عليهم بفعل الأزمة التي يعيشون، تخلوا عن الكثير من العادات واليوميات التي كانوا قد رتبوا حياتهم على أساسها، العديد منهم لم يستطع هذا العام اعداد المونة الشتوية كالمكدوس والكشك وغيرها من الأصناف الأساسية التي كانت تملأ المنازل وجرار الفخار وتُعدّ أحد أساليب مواجهة الشتاء، تخلّوا عن إعدادها نتيجة ارتفاع أسعار المواد الأولية بشكل جنوني بالتزامن مع انخفاض القدرة الشرائية وبقاء الأجور على حالها وتوقف أعمال الكثيرين.
وعلى خط سعر صرف الدولار في السوق السوداء وتأثيره على أسعار السلع والمواد الغذائية في المحال التجارية والسوبرماركت، لم يتغير شيء في العديد منها وظلّت الأسعار كما في السابق بحجة الشراء “عل عالي”، قلّة التزمت بتسعيرة الشركات الموزعة التي لحظت الانخفاض وعممته، وفي هذا الإطار يقول أحد أصحاب السوبرماركت لـ”نداء الوطن”: “مجحف التعميم على كافة أصحاب المحال عدم التزامهم بتخفيض الأسعار بالتزامن مع انخفاض سعر صرف الدولار، فنحن نخفّض السعر وفق لوائح الشركات المودعة التي لحظت على مدى أسبوعين ذلك، وهي تسعّر السلع بالدولار ونحن نبيع وفق سعر صرف السوق وليس وفق ما اشترينا يوم كان الدولار 23 الف ليرة لبنانية”.
يلمس علي د. الفرق في الأسعار بين محل وآخر، ووفق حديثه لـ”نداء الوطن” فإن “بعض السلع التي يزيد سعرها عن مئة الف يصل الفرق في سعرها بين محل وآخر الى ما يفوق الـ10 آلاف ليرة لبنانية”، ويضيف “الرحمة لا تزال موجودة في قلوب العديد وينظرون الى أوضاع الناس وحالهم وهم جزء منا، فيما البعض الآخر لا يفكر الا في جيبه وكيفية تكديس الأموال على حساب جوع الناس وفقرها”، مشيراً الى “أن السوق الشعبي لا يزال وجهة كثيرين من أبناء بعلبك والجوار لتأمين حاجاتهم من خضار وغذاء، والمستلزمات المدرسية كالثياب والقرطاسية والحقائب”.
وعلى مقلب المازوت الإيراني، استكمل “حزب الله” عمليات ادخال الصهاريج الى الداخل اللبناني عبر المعابر غير الشرعية بين الهرمل وسوريا، واستأنفت الصهاريج حركتها الى مختلف الأراضي اللبنانية لتوزيعه وفق الآلية التي وضعها الحزب والأولويات التي حدّدها السيد حسن نصرالله. وعلى أبواب الشتاء، وفيما حدّدت محطة الأمانة، وهي الشركة المسؤولة عن التوزيع سعر الصفيحة بـ140 الف ليرة لبنانية، ينتظر تحديد آلية البيع للمنازل والمواطنين والسعر المعتمد نهاية تشرين الأول على أن يكون وفق امكانيات المواطنين.
ووفق السعر المعتمد حالياً وبعد توزيع المازوت على أصحاب مولدات الاشتراك، بدأ المواطنون يلمسون تخفيضاً في سعر الفاتورة حيث حدد أصحاب المولدات في بعلبك سعر الـ 5 أمبير بـ 500 ألف ليرة بعدما كان حدّد الشهر الماضي بـ 600 الف ليرة لبنانية.