الانباء الالكترونية
حبس أنفاس يسيطر على المنطقة مع اقتراب الموعد المفترض للرد الإيراني على الاستهداف الإسرائيلي لقنصلية إيران في دمشق، حيث تشير معطيات متعددة المصادر إلى أن موعد هذا الردّ قد يكون قاب قوسين أو أدنى، ونقلت وسائل إعلام عن مسؤولين أميركيين أن ساعات قليلة تفصلنا عن هجوم إيراني بصواريخ ومسيّرات ضد إسرائيل.
وأمام هذه المعطيات، يسيطر الاستنفار في الأراضي المحتلة وتُجري قوات الاحتلال درس الخيارات الأمنية والعسكرية. أما ما زاد القلق فهي التحذيرات التي صدرت عن دول عدة لرعاياها بتجنّب السفر الى عدد من المناطق في الشرق الأوسط ومن بينها لبنان والأراضي المحتلة.
التطورات الإقليمية هذه تنعكس قلقاً كبيراً في لبنان، خشية من تداعيات أي توتر أو تصعيد قد تكون الجبهة الجنوبية جزءاً منه، إلا أن مصادر أمنية تستبعد عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية أن يكون الرد المرتقب عبر لبنان، وذلك نظراً لكون إيران تريده أن يكون عبرها مباشرة، فهي تعتبر أن قصف القنصلية بمثابة عدوان على الأراضي الإيرانية.
وإن كانت المصادر لا تفصل ما بين إيران والقوى التي تدور في فلكها في المنطقة ومن بينها حزب الله، إلا أنها تعتبر أن طهران لا تريد لردها ان يكون تفجيرياً إنما منضبطاً على قاعدة “العين بالعين”.
بدوره، توقع النائب السابق وهبي قاطيشا في حديث إلى جريدة “الأنباء” الالكترونية أن يأتي الرد الإيراني على استهداف إسرائيل القنصلية الإيرانية في دمشق “عن طريق الحوثيين بدلاً من أن ياتي الرد من إيران مباشرة”، مستبعداً أن يقوم حزب الله بالردّ نيابة عن إيران.التوتر الميداني، يقابله احتقان من نوع آخر من الشارع اللبناني، وذلك على خلف التداعيات المستمرة لجريمة خطف وقتل منسق القوات اللبنانية في جبيل باسكال سليمان وما تلاها من استهداف للنازحين السوريين أو مراكز للحزب السوري القومي الاجتماعي، وسط مطالبات ومساع لضبط النفس وتنفيس الاحتقان.
وكان يوم لبنان أمس حزيناً حيث جرى تشييع سليمان في مدينة جبيل وقرى قضاءها، في وقت دعا فيه البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في القداس الجنائزي المسؤولين إلى معرفة أهداف الجريمة ومن يقف وراءها، مشيداً بدور الجيش والأجهزة الأمنية. بدوره شدد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على عدم التصعيد، معتبراً أن “المواجهة ليست بالثأر ولا ردة فعل، وليست طائفية أو مناطقية أو عرقية بل هي الانتقال من الواقع المؤلم والمرير إلى الموقع المرتجى”.
النائب السابق ماريو عون اعتبر في اتصال مع جريدة “الأنباء” الالكترونية أن “الخطاب التهدوي الذي تميّز به حزب القوات منذ وقوع جريمة سليمان إلى يوم وداعه مردّه إلى الوعي للعواقب التي قد تحصل من توتر في البلد في حال استخدامهم لغة أخرى”، وأمل عون “الاستمرار في التعقل لأن اللجوء إلى الخطابات النارية والإستفزاية يعني أن لبنان يتجه إلى الخراب أكثر وأكثر”.
المرحلة دقيقة وآخر ما يحتاج إليه البلد هو الفتن المتنقلة والمصير الأسود الذي قد تقود البلد إليه، فيما المطلوب هو إيجاد السبيل للخروج من أزمته السياسية وتجنب التدحرج الى حرب، وذلك من أجل الوصول إلى برّ الأمان.