الانباء الالكترونية
مع تزايد الحديث عن الهدنة المرتقبة في غزة، بحسب المعلومات التي كُشف عنها في اليومين الماضيين، على أن تدخل حيّز التنفيذ قبل حلول شهر رمضان المبارك، لا شيء يشي حتى الساعة بأنها ستشمل الوضع في جنوب لبنان بحسب تصريحات قادة العدو، المصمّمين على ما يبدو على نقل الحرب من غزة الى لبنان، وتوسيع دائرة الاشتباكات. وهذا ما يؤكده الميدان كل يوم، اذ بدا واضحاً أن المواجهات بين حزب الله والعدو الاسرائيلي لم يعد لها أية ضوابط وقد تجاوزت ما يسمى قواعد الاشتباك.
مصادر أمنية لفتت عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية الى أن حزب الله يصرّ على الالتزام بالهدنة اذا وافقت عليها حماس، وان قياداته وكوادره الموجودين في الصفوف الأمامية قد تبلّغوا هذا الموقف. وسيكون هناك التزام كامل وشامل بوقف إطلاق النار وما تقبل به حماس، هذا في حال التزم بها العدو أما في حال استمرار الاعتداءات على لبنان فان الحزب سيستمر بالمواجهة ويرد الصاع صاعين. وفي حال قصفت إسرائيل في العمق فإن الرد من قبله سيكون بالعمق الإسرائيلي أيضاً.
وفي هذا الإطار، يحمّل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل حزب الله المسؤولية، ويتهمّه في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية بأنّه هو من “يُبادر بالعمليات، وهذا ما تنتظره إسرائيل لقصف لبنان، وبالنهاية نيات إسرائيل تجاه لبنان ليست حسنة”. كما لا يخفي أرجحية “توسع الحرب لا سيّما بعد قصف بعلبك وصيدا”.
ويطلّ الجميّل على الملف الرئاسي ليشدد على “عدم الترابط بين هذا الإستحقاق وحرب غزة، بل يربطه بقرار حزب الله الذي يعطّل لمصلحة إيران”. ويعترف أنّه “لم يفهم جيداً بعد مبادرة تكتل الإعتدال الوطني”، مستغرباً “الترحيب قبل فهم ماهيّتها لا سيما أنّه لحظ أنّ التكتل نفسه لا يفهم المبادرة جيداً”، وفق تعبيره.
من جهته، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن منطق الأمور يؤكد أن الهدنة في غزة يجب أن تنطبق على الجنوب، لكن هذا يتوقف على ما قد يكون عليه العدو، لكن حتماً سيكون لهذه الهدنة أثراً مباشراً، كما في غزة كذلك في جنوب لبنان. ولا يخفى عن بالنا اننا نواجه عدواً تتحكم به مجموعة متهورة، لذلك لا نعرف كيف ستسير الامور ولا بأي اتجاه.
ورأى هاشم أن الهدنة مع لبنان مرهونة بما قد يقدم عليه هذا العدو. فالمنطق العام يقول إذا بدأت الهدنة في غزة يجب أن تترك آثارها الايجابية على لبنان، لكن في ظل التفلّت الذي يمارسه هذا العدو يتوقف على ما قد يحمله الميدان، لافتاُ الى أن قيادة أركان العدو هددت بانها لن تتوقف عن استهداف لبنان وستستمر بالمواجهة وقد يكون باطار ما، مستطرداً: “نحن أمام عقلية مغامرة قد تزيد من حالة التهور والمغامرة”.
في هذه الأثناء، لا تزال مبادرة تكتل الاعتدال الوطني قائمة، حيث كشفت مصادره عبر جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن الهدف من المبادرات التي يقوم بها وخاصة مبادرته الأخيرة هو البحث عن قواسم مشتركة بعد 12 جلسة انتخاب فاشلة، فالحوار والتلاقي هو المنقذ للبنان لإخراج البلد من النفق الذي أُدخل فيه، وهذا يدعو لخلق هامش جدي لتقريب وجهات النظر.
المصادر تحدثت عن لقاء تشاوري تمهيدي يضم ممثلين عن كل الكتل النيابية يجمع ما بين 20 الى 25 نائب كخطوة أولى تمهيداً لعقد جلسة موسعة يحضرها ثلثي أعضاء المجلس وأكثر، ولا مانع أن يصل العدد الى مئة. وهذه الجلسة يجب أن تؤدي الى عقد جلسة مفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية أيًا يكن الرئيس.
المصادر لم تشر ما اذا كان موعد الجلسة قبل حلول شهر رمضان أو خلاله، كما ان جهود الكتلة لا تتعارض مع مساعي اللجنة الخماسية بل تتقاطع معها في كثير من الأمور.
وفي السياق، لفت النائب هاشم إلى وجود إيجابية لدى كل الكتل النيابية، لكن العبرة تكمن في النتيجة فالأمور بخواتيمها كما يقول المثل.
وقال هاشم: “حتى الآن لا جديد فالكل يتعاطى بايجابية مع هذه المبادرة لكن تعوّدنا أن ننتظر اللحظات الأخيرة وما تسفر عنه الاتصالات وعلى أساسها يمكن أن نحدد النتائج بسلبيتها وإيجابيتها”.
لبنان إذاً أمام فرصة على طريق لانتخاب رئيس الجمهورية ولو كان حالياً على مستوى تأمين أرضية مؤاتية فقط، بانتظار مواقف الجميع وعمّا اذا سيُكتب لهذه المبادرة أن تبصر النور.