التقارب بين الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”تيار المردة”، الذي نشأ في الأسابيع الأخيرة، شكل مادة دسمة للتحليلات وطرح تساؤلات حول المدى الذي سيصل إليه، وإذا كان سيتبعه مقايضة بين رئاستي الجمهورية والأركان، لا سيما بعد موافقة النائب السابق سليمان فرنجية على التعيينات العسكرية في حكومة تصريف الاعمال، والربط الذي حكي عنه بين هذه الموافقة وترشيح فرنجية للرئاسة، وساهم الحديث عن عشاء عائلي سيجمع فرنجية – جنبلاط اليوم في رفع منسوب التساؤل.
وعن اللقاء، أكدت مصادر الطرفين ان العشاء اليوم هو مناسبة عائلية، وفي اطار تبادل الزيارات بين بنشعي وكليمنصو، لكن يجري تحميله أكثر من حجمه الحقيقي واعطائه تفسيرات مختلفة، وبالطبع فان اي لقاء بين فرنجية وجنبلاط له أهميته لموقع الشخصيتين في المعادلة السياسية والرئاسية، كما يعني تكتلهما معا في تغيير المعطيات، وأهمية اجتماعهما انه ليس بعيدا عن مسار الاحداث بعد التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون ، الذي مشى فيه “الإشتراكي” ووافق عليه نواب “المردة”. وبرأي المصادر ان العلاقة العائلية بين فرنجية وآل جنبلاط ستنعكس إيجابا على الملف الرئاسي، خصوصا ان النائب السابق وليد جنبلاط محسوب على المحور الداعم للقضية الفلسطينية والمقاومة.
وتعتبر المصادر ان العشاء هو امتداد لسياسة الانفتاح التي ينتهجها جنبلاط مع القوى السياسية، وبدأها بلقاءات مع “الكتائب” و”القوات” و”التيار الوطني الحر”، كما ان العشاء يأتي في اطار المناسبات الاجتماعية كأي اجتماع عائلي، ووفق المصادر فان العلاقة الشخصية والعائلية بين فرنجية وجنبلاط تعززت كثيرا بعد ٧ تشرين الأول على أثر المواقف واصطفاف جنبلاط وتضامنه مع حرب غزة، إلا انه ليس مخصصا لبحث الملف الرئاسي، او لرد الجميل لموقف “المردة” من مسألة رئاسة الأركان، التي أبدى فرنجية مرونة في التعاطي معها، بخلاف القوى السياسية التي أهملت التعاطي مع مسألة تعيين رئيس أركان للجيش.
واشارت المصادر الى إن كل من “الإشتراكي” و”المردة” يختلفان بالموقف السياسي، إلا ان التمايز عن بعض لا يعني توتير العلاقة، فالتواصل قائم بين بنشعي وكليمنصو، وهما يلتقيان حول عدد كبير من الطروحات والأفكار، لكن لكل فريق خياراته وقناعاته السياسية. واكدت المصادر ان الحديث عن مقايضة بين رئاستي الأركان والجمهورية، وقبول “الإشتراكي” ترشيح سليمان فرنجية بمقتضيات الضرورة، او الرهان بقبول “الإشتراكي” نزولا عند تمني عين التينة ليس في محله، ففي العديد من المحطات لم يسر “الإشتراكي” بخيارات عين التينة كما حصل بتموضعه مثلا الى جانب المعارضة في الإنتخابات الرئاسية.