لبنان لديه مصادر طاقة متجددة غير موجودة تقريباً في أكثر من 80% من بلدان العالم
صاحب الاختراع محمد السبسبي لـ “الديار”: توليد الكهرباء من حركة السير بحيث يتم وضع TURBINE على طول الطرقات
“يقال ان الأشخاص الذين يعتقدون ان كل شيء ممكن هم القادرون على الاكتشاف والابداع”، فالكساد والمراوحة في كافة المجالات الحياتية منها الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية في لبنان، فككت الركائز الأساسية للأمن الاقتصادي الذي يقوم عليه أي بلد طبيعي.
كل هذه الأمور لم تشظّ الآمال والطموحات لدى الشباب اللبناني والايجابي دائما. وفي هذا السياق،ومنذ نحو أكثر من سنتين واللبنانيين يسجّلون أهدافا ونجاحات لا مثيل لها في الخارج ويرفعون اسم لبنان عاليا مع غصّة وتمن لو كان هذا النجاح من داخل الوطن. ليس لشيء، انما لان المقومات التي يقوم عليها أي تقدم دمرها السّاسة بسبب المحصصات والخلافات السياسية الداخلية واقربها ما يحدث اليوم على كرسي الرئاسة لجهة انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
هذه التجاذبات السلبية انهكت المواطن وساهمت في نزيف رأس المال البشري الذي لطالما كان الدافع في هجرة الكفاءات والادمغة الشابة على نطاق واسع لتكون ضريبة كل ما تقدّم، شاب عشريني يعمل لينهي تخصصه الجامعي ورب اسرة فقيرة يسعى بكل ما اوتي من قوة لتأمين مستقبل اطفاله التعليمي فكان ثمرة النضال من الأولاد والاباء الابداع والتقدّم والتألق هو السلاح والدافع للقول ان لبنان هذا ارض الحضارات ومنبت الرسل والقديسين ومهما عصفت به شظايا المسؤولين اللامسؤولين والمتربصين به شرا فلا جدوى او سبيل لهم في تحقيق مساعيهم اللاوطنية.
وذاك اللبناني الذي قيل عنه انه تكيّف مع الضربات المتتالية هو ليس كذلك، بل في شتى المشاكل والأزمات ينهض من تحت الركام نافضا اليأس ومنطلقا ومبتكرا لحلول يعجز الآخرون في ابداع جزء بسيط مثلها.
هذه هي صورة الشباب اللبناني التي تتجسّد في “محمد السبسبي” الذي أفلح في توليد الطاقة الكهربائية بواسطة الرياح ومواد صديقة للبيئة، ونجح في تأمين الكهرباء لـ قريته شمال لبنان ضاربا العتمة وجميع المعوقات بإنجازه ومنطلقا من ان “الحاجة سبيل للاختراع… كيف؟
فكرة ولّدت مشروعا
الشاب محمد السبسبي ابن الـ 25 ربيعا يدرس الادب الفرنسي في الجامعة اللبنانية – كلية الآداب في طرابلس ويدرس أيضا المعلوماتية الإدارية في معهد ببنين التقني، تحدث لـ “الديار” عن الفكرة وكيفية تنفيذها، المعوقات ومشاريع اخرى بناءة يعمل عليها.
إذا عرف السبب بطُلَ العَجَب
يقول محمد، “ازمة الكهرباء التي نعاني منها أصبحت ثقيلة جدا على كاهل اللبنانيين بما فيهم الطلاب لحاجتهم الكبيرة للطاقة والانترنت، هذه الأمور دفعتني للبحث عن بدائل لكهرباء الدولة، وما تجدر الإشارة اليه، ان توليد التغذية عبر الطاقة الشمسية لم يكن رائجا يوم بدأت فكرة مشروعي كما انها لم تكن ناشطة كما هي عليه اليوم، ومن هنا فكّرت في “موج البحر” وعرضتها على أحد الأشخاص بدافع الحصول على تمويل الا انني لم الق تجاوبا. يكمل، لم استسلم وذهبت الى شيء أسهل من ذلك وهو “الهواء” ومن هنا بدأت ابحث في الموضوع أكثر واقرأ الكتب واجري الأبحاث واصمّم الى ان وصلت الى هذا الابتكار الذي لا يشبه غيره مقارنة بما تم انتاجه من قبل شركات كبرى ولكن بالنسبة لي هو الانجح حتى الان وبالتأكيد اجري تعديلات عليه لنطلق نماذج منه أكثر مع الوقت”.
مشروع قابل لإعادة التدوير
يعتبر محمد،”ان هذا المشروع يمكن إعادة تدوير جميع المكونات المستخدمة فيه، ويشير الى اختيار مواد صديقة للبيئة على اعتبار ان هذا النموذج من الطبيعي انه ينتج طاقة نظيفة ومن غير المنطق استخدام مواد ملوثة. ويضيف، اخترت البراميل البلاستيكية والتي هي في الأصل تُرمى في القمامة، كما ان الحديد يمكن ان يعاد تدويره وكل ما في المشروع قابل لإعادة التدوير حتى المواد المصنوع منها “المولّد” لديها قابلية إعادة التدوير. ومن هنا كانت تسمية المشروع على انه من مواد صديقة للبيئة مئة في المئة من حيث الطاقة التي ينتجها وتلك المصنوع منها”.
عوائق بالجملة
يلفت محمد الى العوائق التي تقف في طريقه لإكمال مشروعه فيقول: ” التمويل أولى هذه المشاكل، وتوفير المولدات والأدوات اللازمة لتحويل طاقة الرياح الى طاقة كهربائية “المولد والمنظّم” الذي ينظّم عملية شحن البطاريات، ويستكمل، “كنت ابحث عن ممولين وعرضت الفكرة على شخص بالإشارة الى ان الأساس كان في توليد الكهرباء من موج البحر ليكون مشروعا عاما وعندما أُوصدت أبواب التمويل في وجهي اتجهت الى توليد الكهرباء “بالرياح” كونها متوفرة في كل مكان ويمكن الاستفادة منها على الصعيدين العام والخاص. بالإشارة الى انه يمكن دمجها بالطاقة الشمسية للحؤول دون انقطاع الكهرباء، ويضيف، “كان لدينا مشكلة في توفير GENERATOR وانا صنعت الـ TURBINE وبقي لخمسة أشهر بلا انتاج كهرباء لفقدان المحرك الذي يقوم بتحويل الطاقة الهوائية الى كهربائية، وعندما عثرنا على المولّد استطعت تأمين التمويل وتم تنفيذ المشروع عن طريق شخصين ساعداني في انجازه كاملا وتمت الإنتاجية وانا عمدت الى دمجه مع الطاقة الشمسية حتى إذا لم يكن يوجد هواء تكون الشمس بديلا.
التصميم لم يكن موجودا
يقول محمد، ” يوجد لدينا “الرياح” التي يتم من خلالها تحويل الطاقة الهوائية عن طريق دفع “العنافات” ونقلها الى المولد، وانا وضعت “بَكَرة” لزيادة السرعة، وفي المبدأ يتم اعتماده في هذا الـ TURBINE او “التورك” ويعرف “بعزم الدوران” من خلال زيادة مسافة “العَنَفَة” من نقطة المحور الأساسي “للتوربين” لطرف “العَنَفَة” وهذا الشيء اعطى قوة إضافية لتزويدنا بقدرة إنتاجية أكبر للمولد على سرعة رياح منخفضة إضافة الى زاوية انحراف الشفرات او “العنّافات” تتلقى الرياح ثلاث مرات أكثر من أي نموذج آخر.
ويتابع، “هذا التصميم انا حدّثته ولم يكن موجودا من قبل وبالتأكيد الـ CONTROL في الأسفل يتحكّم بالقوة “الفولتية” و”الامبير” وينظّم عملية الشحن حسب البطاريات والجهد الكهربائي.
شغفٌ كهربائيٌ
يتحدث محمد عن شغفه في مجال الكهرباء منذ كان صغيرا فيقول: ” لدي ميل للإلكترونيات والطاقة ومن المعيب بحق لبنان ان يعاني من ازمة في الكهرباء ولديه مصادر طاقة متجددة غير موجودة تقريبا في أكثر من 80% من بلدان العالم. ويشير، الى البحر والرياح والشمس ومصادر مياه متجددة لا مثيل لها في كل الإقليم لا في سوريا ولا الأردن ولا في فلسطين ولا في غيرها من الدول.
ويتابع، لو نحن استغلينا فقط طاقة الأنهار الجارية، الرياح، أمواج البحر، والشمس فلن نكون بحاجة الى الفيول أو مناقصات ولا الى تلوث ويمكن الاستغناء عمّا ينتج من كوارث صحية وبيئية، ويشير الى الكوارث المالية لان كل هذه الأمور تتطلب دفعا ومديونية وهدرا في خزينة الدولة والفاتورة على الشعب. ويضيف، ان وجود الازمات الصحية من جراء الملوثات التي تنتج من احتراق الوقود كبيرة ومنتشرة.
وعلى سبيل المثال: طاقة الرياح قادرة على انتاج 6 جيغا وات وإذا استغلت كل المناطق المتوفرة فيها الرياح على مدار السنة فلبنان يحتاج منها فقط 3 جيغا وات وهنا لدينا حوالي الـ 8 جيغا وات والتي يمكن ان نبيعها للدول المجاورة هذا فقط من طاقة الرياح ولم اتحدث عن أمواج البحر والطاقة الكهرومائية والشمسية اللتين يذخر بهما لبنان.
ويسأل محمد، ” لماذا يجب ان نبقى تحت رحمة الفيول والمافيات والكارتيلات الفاسدة والمازوت والاشتراكات في وجود طاقات متجددة والتي يجب ان نسخّر لأجلها علمنا وطاقاتنا الفكرية والمالية ولو استغرقت 5 او 10 سنوات فلا ضير في ذلك إذا كان لبنان سينعم بها مدى الحياة.
مشاريع على الطريق والمعين “الله”
يخلص محمد الى مشاريع يعمل عليها لتوليد الكهرباء من “موج البحر” ويذكر عائقين:
أولهما: التمويل.
ثانيهما: عائق قانوني وهو الحصول على رخصة.
ويتابع الحديث عن مشروعه الثاني بالقول: ” توليد الكهرباء من حركة السير بحيث يتم وضع TURBINE على طول الطرقات ويتم استغلال طاقة الرياح الناتجة عن حركة السيارات لتشغيل الـ TURBINE ونستخرج الكهرباء من تخزينها فيما بعد ويلفت الى إمكانية استخدامها في اضاءة الشوارع والانفاق.
ويتابع، بالإشارة الى ان حركة السير يمكن استغلالها من خلال وضع مطبات عند صعود السيارة على المطب، الوزن يشغّل الـ TURBINE الذي تحت الأرض ويدير المحرّك الذي معه ويلفت الى انه يمكن ان يساهم في تأمين الإضاءة للمنازل المحيطة بالطرقات والاتوسترادات وهذا يوفّر كثيرا على خزينة الدولة.