أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في مقابلة بثتها محطة “سي بي إس”، الأحد، أن القوات الأميركية ستدافع عن تايوان إذا تعرضت لغزو صيني، فيما أكد مسؤول في البيت الأبيض أن السياسة الأميركية بشأن تايوان لم تتغير.
وردا على سؤال عما إذا كان “الأميركيون سيدافعون عن تايوان في حال حدوث غزو صيني”، أجاب بايدن “نعم، إذا حصل هجوم غير مسبوق”.
يشار إلى أنه عام 1958، قاومت تايوان الهجوم الصيني بدعم من الولايات المتحدة، التي أرسلت عتادا عسكريا مثل صواريخ سايدويندر المتقدمة المضادة للطائرات، مما أعطى الجزيرة حينها ميزة تكنولوجية.
وتسمى تلك الأزمة عادة أزمة مضيق تايوان الثانية، كما تعد آخر مرة تدخل فيها القوات التايوانية في قتال مع الصين على نطاق واسع.
تصاعد التوتر
يذكر أن التوتر تصاعد بين الجانبين خلال الشهر الماضي في أعقاب زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي لتايبيه، ما دفع بكين إلى إجراء مناورات حربية بالقرب من تايوان للتعبير عن غضبها مما اعتبرته زيادة الدعم الأميركي للجزيرة التي تعتبرها بكين من الأراضي الصينية ذات السيادة.
فيما تؤكد حكومة تايوان على ضرورة الاستقلال كلياً، “لاسيما أن الصين لم تحكم الجزيرة مطلقا، لذا ليس لها الحق في المطالبة بها أو تقرير مستقبلها، وهو أمر لا يمكن أن يحدده سوى سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة”.
في حين لا تزال الولايات المتحدة، التي تخلت عن العلاقات الدبلوماسية الرسمية مع تايبيه لصالح بكين عام 1979، أهم مصدر للأسلحة إلى تايوان.
بايدن لشي: انتهاك العقوبات سيكون “خطأ فادحا”
وفي سياق متصل، قال بايدن إنه حذر نظيره الصيني شي جين بينغ من الضرر الذي قد يلحق بمناخ الاستثمار إذا انتهكت بكين العقوبات التي فرضها عدد من الدول ضد روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
وفي مقتطفات من مقابلة مع شبكة “سي بي إس” تبث الأحد، أكد بايدن أنه أبلغ شي بأن انتهاك العقوبات سيكون “خطأ فادحا”، لكنه أوضح أنه لا توجد حتى الآن مؤشرات إلى أن بكين دعمت الحرب الروسية بشكل نشِط من خلال مبيعات أسلحة.
وذكر بايدن أنه وجه هذا التحذير خلال مكالمة هاتفية تمت بعيد لقاء أجراه شي مع الرئيس الروسي خلال الألعاب الأولمبية الشتوية في 4 فبراير.
وقال الرئيس الأميركي “اتصلت بالرئيس شي. ليس للتهديد على الإطلاق. قلت له فقط: إنه إذا كنت تعتقد أن الأميركيين وسواهم سيواصلون الاستثمار في الصين مع انتهاكِكَ للعقوبات المفروضة على روسيا، فأعتقد أنك ترتكب خطأ فادحا”.
وتابع “حتى الآن ليس هناك مؤشر على أنهم قدموا أسلحة أو أشياء أخرى تريدها روسيا”.
من جهة ثانية، رفض بايدن فكرة أن التحالف الصيني الروسي يعني أن الولايات المتحدة تخوض نوعا جديدا من الحرب الباردة. وقال “لا أعتقد أنها حرب باردة جديدة وأكثر تعقيدا”.