بدعوة من منتدى شملان الثقافي اقيمت ندوةً بعنوان؛” الاستراتيجية الاميركية ودورها في العالم العربي والشرق الاوسط حاضر. فيها كل من الدكتور مالك ابو. حمدان ، والدكتور زهير فياص ، والباحث وسيم القعقور ، وادارتها زينة حمزة .في البداية كانت كلمة لحمزة ، والتي قالت ؛” أن الولايات المتحدة الأمريكية تولي اهتمامًا استراتيجيًا خاصًا للشرق الأوسط بسبب موقعه الجيوسياسي وتوافر الموارد الطبيعية.
قائلة أن الأهداف الأميركية في المنطقة تشمل العديد من الأهداف منها ضمان تأمين تدفق الموارد الطبيعية كالغاز والبترول الى الاسواق العالمية والاميركية وحماية إسرائيل ومكافحة الإرهاب ووقف نفوذ القوى الإقليمية المنافسة. تسعى الولايات المتحدة أيضًا إلى ضمان الاستقرار الإقليمي ودعم المبادرات الدبلوماسية التي تخدم مصالحها. الدكتور. زهير فياض اشار في مداخلته. ؛ إلى ان الاساس بالنسبة للولايات المتحدة ، هو السيطرة الاقتصادية على بلادنا ومنطقتنا نظراً للمخزون الهائل منها وخاصة في موضوع الطاقة، ولكن ما يهمنا أيضاً من هذه الاستراتيجية هو الجانب المتعلق بالكيان الصهيوني وموقعه في هذه الاستراتيجية، وهنا تبرز أسئلة مشروعة تطرحها اليوم النخب في الغرب وفي الولايات المتحدة الأميركية حول سؤال أساسي:” هل اسرائيل هي فعلاً قاعدة متقدمة للولايات المتحدة والغرب ورأس حربة تستخدمه هذه الدول لتحقيق مصالحها؟ أم أن العكس هو الصحيح أي أ ن الاختراق الصهيوني من خلال الالدولة العميقة التي يمثلها هذا الكيان الذي يوظف هذه الدول خدمةً لمشاريعه وأحلامه. والأهم من هذا كله أن نصيغ نحن استراتيجية المواجهة التي تمكننا من مواجهة الأخطار الخارجية.اما الباحث وسيم القعقور فقال:”تُظهر السياسة الخارجية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط تداخلاً بنيويًا بين الاقتصاد والجغرافيا السياسية، إذ يشكّل النفط والتجارة والسلاح ركائزها الأساسية. فمنذ الأربعينيات، ارتبطت واشنطن بأمن الطاقة في الخليج كعنصر حيوي لاستقرار النظام الاقتصادي العالمي. كما تحوّلت العلاقات التجارية والاستثمارية مع دول المنطقة إلى شبكة مصالح متبادلة، عزّزتها الصناديق السيادية الخليجية وحجم التبادل التجاري الذي تجاوز مئة مليار دولار سنويًا. وتُعد صادرات السلاح الأميركية أداةً مزدوجة للدبلوماسية والهيمنة، حيث يستحوذ الشرق الأوسط على أكثر من نصف مبيعات الأسلحة الأميركية. وتبرز حالات العراق وإيران والخليج كمختبراتٍ لسياساتٍ تستخدم الاقتصاد لتكريس النفوذ السياسي. فحرب العراق كانت ذات دوافع اقتصادية مضمرة، والعقوبات على إيران جسّدت توظيف النظام المالي الدولي كسلاح سياسي. أما الوجود العسكري الأميركي في الخليج فله بعدٌ اقتصادي يتعلق بحماية تدفقات الطاقة العالمية. وعلى الرغم من تراجع اعتماد واشنطن المباشر على نفط المنطقة بفعل ثورة النفط الصخري.”
من جهته اوضح الدكتور. مالك ابو حمدان: “، أنّ الإطار المفاهيمي المؤسّس للاستراتيجية الأميركيّة والغربية يرتكز بشكل كبير نسبيا على تفاعل بين مقاربتي او نظريتي “قلب العالم” و” السيطرة على المياه” او المحيطات.وأشار كذلك إلى أنّ الأولويات الأميركية لم تزل إلى اليوم تتمثل، على المستوى البراغماتي المباشر في: حماية موارد الطاقة والسيطرة عليها، وحماية الكيان الإسرائيلي، ومنع الخصوم مثل روسيا والصين من الاستيلاء على المنطقة جغرافياً وسياسياً وعسكرياً وثقافياً. كما تطرق كذلك إلى البعد الديني في الاستراتيجية الأميركية، والذي لا يتوجب الاستهانة به، وهو متعلق الى حد كبير بنظريات نهاية العالم وأرض الميعاد واعتبر أن إيران، بحسب بعض المؤثرين والمفكرين، تُرى إلى حد ما وأكثر فأكثر على انها: “قلب قلب العالم”، بحكم موقعها الجغرافي والتاريخي والثقافي والجيو-سياسيّ والجيو-استراتيجي. وقد تأتي هذه الملاحظة ربما أيضا ضمن سياق تصاعد معين لنظرية “قلب العالم” في السياسة الأميركية.

