يبدو ان رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، سيلحق برئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، حتى بعد إنتهاء ولاية العهد وعودة رئيس الجمهورية ميشال عون الى الرابية، اذ ستبقى الحسابات السياسية قائمة بين الطرفين، وكما يقول المثل الشائع” وراك وراك والزمن طويل”.
تعليقاً على ما يجري من مناوشات حكومية، خصوصاً بين ميقاتي وباسيل وتبادل للشروط المضادة، مع ما يتبع ذلك من تداعيات سلبية على البلد، لم تبق وساطة إلا ودخلت على الخط لفكفكة العقد الحكومية، من دون ان تتوصل الى اي حل، وأخر تلك الوساطات قام بها اللواء عباس ابراهيم، المعروف بنجاح مهماته ووساطاته حتى الصعبة منها، كذلك دخول حزب الله مرات عديدة، وأخرها عبر المسؤولين وفيق صفا وحسين خليل، الى ان سرت شائعات بأنّ اليومين المقبلين سيكونان حاسمين ايجابياً، ليأتي الرد على هذه الاقاويل بإنعقاد اجتماع ترأسه رئيس “التيار” للوزراء المحسوبين عليه في حكومة تصريف الاعمال، حضره الوزراء عبدالله بوحبيب ، وليد فياض، امين سلام ، عصام شرف الدين وموريس سلام ، بغياب وليد نصار وهنري خوري، وكان كلام باسيل واضحاً: “ممنوع عليكم المشاركة في اجتماعات حكومة تصريف الاعمال، وهذا يعني انه قطع كل الطرق التي توصل ميقاتي فعلياً الى السراي منذ الان، اي قام بالتصدّي المسبق له، والنتيجة لا رئيس جمهورية، ولا رئيس حكومة، من خلال فقدان الميثاقية اي ضربة عونية قاضية على ميقاتي، لن يستطيع ردّها بالتأكيد، وهو الذي كان يتحضّر لتوّلي صلاحيات الرئاسة، لكن باسيل كان له بالمرصاد و”نقطة على السطر” بحسب مفهوم الاخير.
إنطلاقاً من هذه المشاهد السياسية المرتقبة الشهر المقبل، علّق وزير سابق قائلاً: “ما يجري في البلد على كل الاصعدة، يؤكد بأنّ النكايات السياسية قائمة بقوة بين المسؤولين ، خصوصاً بين نجيب وجبران، الامر الذي ادى الى خراب البلد، والانكى انّ احداً منهما لا يبالي لانّ المهم لديهما عدم الإنكسار سياسياً، من دون ان يراعي احدهما مصلحة البلد في هذه الظروف الصعبة التي لم يشهد لبنان مثيلاً لها”.
وابدى الوزير السابق خشيته من تحوّل هذه النكايات الى توترات في الشارع الشهر المقبل، في ظل غياب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، لانّ مخطط باسيل سيؤدي الى فقدان الحكومة لشرعيتها ونصابها، لذا بدأت الأقاويل حول انتقام العهد و”التيار” من ساكن السراي، بهدف تقليص صلاحياته، وعدم السماح له بتحقيق ما يبغي اليه، أي إستلام صلاحيات الرئاسة الاولى، خصوصاً ان “التيار” تلقى دعماً في هذا الاطار من بكركي، ومن الاوساط الشعبية المسيحية، حتى تلك التي تختلف سياسياً مع التيار البرتقالي، الذي يرى بأنّ ميقاتي لجأ الى لعبة تمرير الوقت كي ينال ما يريده، لذا يقوم بوضع العصيّ في الدواليب كلما فُكت عقدة حكومية، فيما رئيس حكومة تصريف الاعمال يوجّه الاتهامات عينها الى رئيس “التيار”، ويقول في العلن ” بأنّ باسيل يخرّب كل شيء من بعد لقائي رئيس الجمهورية في بعبدا، لانّ الشروط تعود في اليوم التالي، وهذا يعني انهم لا يريدون حكومة، وإتجاههم هو الفراغ الطويل الذي سيودي بالبلد الى المزيد من الخراب.
الى ذلك ثمة اسئلة تطرح حول ما سيكون ردّ ميقاتي تجاه ما يحضّر له، فيما الاثمان الباهظة سيدفع ثمنها اللبنانيون وحدهم، وبالتتالي ماذا ستخبئ الاشهر المقبلة من كوارث، في ظل الغيوم السياسية التي ستشكل ضباباً كثيفاً في سماء لبنان، خصوصاً اذا طال الفراغ الرئاسي، مع ما يرافق ذلك من تدهور على مجمل الاصعدة، وسط ما يردّده بعض السياسيين المتابعين للملف “بأنّ المرشح الرئاسي الوسطي المطلوب ما زال مجهول الهوية، ومن الصعب جداً تواجده في الوقت الراهن، وبأنّ معركة الرئاسة في لبنان، ستنطلق فعلياً بعد الثامن من تشرين الثاني المقبل، تاريخ إجراء الانتخابات الاميركية النصفية، حيث من المقرّر أن تستأنف المفاوضات الأميركية – الإيرانية، وعندها قد يُعطى الضوء الاخضر للبنان، لإنتخاب رئيس بحسب نتائج تلك المفاوضات”.