سجلت الاتصالات والمشاورات الجارية لتوصل الى «صفقة تبادل» للأسرى بين اسرائيل وحركة حماس في غزة، مع بنود المراحل المعروضة في مسودة الاتفاق او ما عرف «باقتراح بايدن».
وذكرت حركة «حماس» انها اجرت مشاورات مع الوسطاء، من اجل رفع العدوان عن الشعب الفلسطيني، وقدمت الاقتراحات المؤدية لوقف الحرب في حين كشف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تلقي جهاز الموساد رد حماس على مقترح وقف النار في غزة، وان حكومته تدرس الردّ..
وتأتي هذه التطورات في وقت يخطط فيه جيش الاحتلال لما يسمى «بالمرحلة الثالثة» على وقع ضربات قاسية يتلقاها على ايدي مقاتلي حماس والفصائل الفلسطينية، وآخرها مقتل ضابط واصابة آخرين بجروح خطيرة من الكتيبة 75.
وحذرت عائلات الاسرى الاسرائيليين الحكومة من اضاعة فرصة التبادل مرة اخرى، مع دخول العدوان على غزة يومه 271، واقدام شاب فلسطيني على قتل جندي في اراضي 48 رداً عى جرائم الاحتلال.
وواصل الجيش الإسرائيلي قصف مناطق عدة في قطاع غزة امس مع استمرار القتال في الشمال خصوصاً، فيما فرّ آلاف الفلسطينيين من الجنوب إثر أمر بالإخلاء يثير مخاوف من عملية جديدة واسعة النطاق في المنطقة تعمّق الأزمة الإنسانية الحادة.
وفي درجات حرارة خانقة، فرّ النازحون سيراً أو تكدّسوا في عربات وسط أنقاض خان يونس، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة، والتي انسحب منها الجيش الإسرائيلي في بداية نيسان، مخلّفا دماراً هائلا.
وتقدّر الأمم المتحدة أن نحو 250 ألف شخص كانوا في المنطقة التي أمر الجيش بإخلائها بعد إطلاق صواريخ منها باتجاه إسرائيل. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن الأمر الذي يشمل منطقة مساحتها 117 كيلومترا مربعة، أي ثلث قطاع غزة، هو «الأشمل منذ تشرين الأول ، عندما صدرت أوامر لسكان شمال غزة بالإخلاء» في الأيام الأولى من الحرب.
وقال عبد الله محارب، وهو فلسطيني يبلغ من العمر 25 عاماً، إنها ليست المرة الأولى التي يُضطرون فيها للرحيل. وروى كيف انتقلوا من مكان إلى آخر عندما استهدفت القوات الإسرائيلية خان يونس في كانون الأول. بعد انسحاب الجيش، عاد رغم الدمار مع عائلته إلى منزلهم. وها هم يغادرونه مرة أخرى، من دون أن يعرفوا إلى أين يذهبون.
وقال محارب «نمنا في الشارع بلا مأوى بلا طعام وبلا ماء، والقصف والغارات من حولنا».
في هذه الأثناء، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن جميع المرضى تقريبا في مستشفى غزة الأوروبي والمستشفى الميداني للصليب الأحمر غادروا بعد أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي.
وأضافت المنظمة أنّ 270 مريضاً قرروا المغادرة الاثنين مع الطواقم الطبية، والثلاثاء قامت وزارة الصحة في غزة بإجلاء المزيد من المرضى.
ولم تفصح إسرائيل عمّا إذا كانت بصدد تنفيذ عملية واسعة أخرى في جنوب غزة، لكن أوامر الإخلاء التي تصدرها تكون عادة مقدمة لحملة عنيفة.
وبدأ الجيش عملية برية في 7 أيار في مدينة رفح الحدودية مع مصر التي كانت تضمّ مئات آلاف السكان والنازحين الذين اضطروا بمعظمهم للفرار.
وبعد أن ساد الاعتقاد أن معركة رفح ستكون المرحلة الأخيرة من الحرب بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، استؤنفت في الأسابيع الأخيرة المعارك في مناطق عدة كان قال الجيش إنه سيطر عليها، لا سيما في الشمال حيث بدأ عملية برية في 27 حزيران في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة.
وتسبّب القصف والقتال بنزوح ما بين 60 ألفاً و80 ألف شخص من المنطقة، وفق الأمم المتحدة.
وأعلن الجيش أنه يواصل عملياته في الشجاعية، مشيرا الى القضاء على عدد من “الإرهابيين» وتدمير بنى تحتية لهم.
وأضاف أن عملياته مستمرة أيضًا في رفح وفي وسط قطاع غزة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوتشا) إن “ما لا يقل عن مئتي منزل أصيبت باضرار خلال العملية التي نفذتها القوات الاسرائيلية في مخيم نور شمس للاجئين»، ما أدى أيضا “الى نزوح 11 عائلة تضم 47 فردا».
واضاف المكتب أن “الطريق الرئيسية التي تربط مدينة طولكرم بمحافظتي نابلس وجنين تعرضت أيضا لأضرار كبيرة، مما تسبب بقطع إمداد المياه واضطراب موقت في خدمات الكهرباء والإنترنت في المخيم».
وفي مدينة جنين القريبة، قتلت قوات إسرائيلية “الشاب نضال زياد العامر (23 عاما)» وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب.
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن العامر “قتل أثناء محاولة الجيش الاسرائيلي اعتقاله بسبب نشاطه العسكري».