يبدو انّ التاريخ سيعيد نفسه كما اعتدنا في لبنان، وهذه المرة على الخط الرئاسي، بحيث ستعود مقولة “عون او لا أحد”، حين توالى الفراغ الرئاسي بعد مغادرة الرئيس ميشال سليمان قصر بعبدا في ايار 2014، فتعدّدت الجلسات الرئاسية والنتيجة واحدة، فشل في انتخاب الرئيس، ليستقر الفراغ سنتين وخمسة اشهر حتى 31 تشرين الاول من العام 2016 مع إنتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، بعد مشوار طويل من السجالات والخلافات الداخلية، وحصول التسوية مع ” القوات اللبنانية ” ودخول الرئيس عون القصر الجمهوري.
اليوم إستبدلت المقولة بـ ” باسيل او لا أحد”، الى ان تظهر في العلن وبالاطار الرسمي لاحقاً، وسط معلومات بأنّ العقوبات الاميركية المفروضة على رئيس “التيار” لن تطول بعد إتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان و”اسرائيل”، مما يعني انّ الاخطار المحدقة به والتي طوقته لفترة طويلة في طريقها الى الزوال، وهنالك مفاوضات تجري من تحت الطاولة الخارجية، قد تؤدي الى مفاجآت وفق المعلومات الواردة، والتي يتم تداولها في الكواليس الرئاسية الضيقة، اذ في لبنان لا شيء مستبعد، ويحصل فيه ما لا تعلمون وفي آخر ساعة كما يحصل في معظم الاحيان.
الى ذلك، إستبشر البعض خيراً باللقاء الذي جرى الاسبوع الماضي، بين الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله والنائب باسيل، حيث تم البحث في الملف الرئاسي، على ان يسير التوافق بين حليفيّ الحزب، أي رئيس “تيار المردة” والمرشح الى الرئاسة سليمان فرنجية وباسيل، شارحاً له اهمية وصول الاول الى الرئاسة، خصوصاً انه كان من الممكن وصوله الى بعبدا في العام 2016 ، لكن جواب باسيل اتى مغايراً وديبلوماسياً، وفق ما اشار في الحلقة التلفزيونية قبل ايام، مفضّلاً الإتفاق مع رئيس” المردة ” على مرشح ثالث لا التصويت له، أي ” لا انا ولا هو في بعبدا”، فيما ” شطحات ” باسيل تدور في مكان آخر وفق المصادر، التي اعتبرت انّ أنظاره شاخصة في إتجاه القصر الجمهوري، ومندفع للعودة اليه حتى ولو طال الزمن، فلا مشكلة لديه في تمديد الشغور لسنوات.
في غضون ذلك، تشير المعلومات الى انّ إتفاقاً جرى بين حزب الله و”حركة امل”، قبل لقاء نصرالله – باسيل، تم خلاله التوافق على خيار فرنجية رئيساً، من دون ان يتم إعلانه كمرشح رسمي من قبل الثنائي الشيعي في الوقت الراهن، في إنتظار التطورات والبوانتاج النهائي، وتحت عنوان انّ فرنجية يؤيد خيارات الثنائي وليس ضد سياستهم وشعاراتهم، فيما هو حاول في المقابلة التلفزيونية الاخيرة التي جرت معه في شهر ايلول الماضي، بأن يبدو وسطياً وتوافقياً في الاطار السياسي، محاولاً التقرّب من كل الاحزاب وبصورة خاصة الخصوم، وكأنه يطلق رسالة الى البعض مفادها انه ليس مرشحاً تصادمياً او إستفزازياً، وإلا لن يصل الى الكرسي الرئاسي، خصوصاً انّ اكثرية الاصوات علت وطالبت برئيس بعيد عن التحدّي، لانّ الظروف الخطرة والدقيقة لا تسمح بوصول رئيس يحمل هذه الصفة، وإلا سيؤدي بالبلد الى الكوارث والخراب.
وفي السياق، لا يستبعد مصدر معارض عودة معادلة “عون أو لا أحد”، خصوصاً انّ الاخير يعمل على وصول باسيل مهما كان الثمن، وحين سُئل عن العقوبات الاميركية المفروضة على رئيس” التيار”، حاول الرئيس عون من خلال جوابه الفصل بين العقوبات والرئاسة.
ورأى المصدر بأنّ باسيل سيقاتل من الآن فصاعداً، على جميع الجبهات الرئاسية ومرشحيها، لقطع الطريق امام الجميع من دون إستثناء، وهذا يعني انّ مسار الفراغ الرئاسي سيكون طويلاً جداً، ودروبه مفتوحة على تداعيات سلبية، الى ان يصل رئيس “التيار” الى قصر بعبدا وتُزال عنه العقوبات الاميركية .
وتعليقاً على المعلومات، إكتفى مصدر مسؤول في” التيار الوطني الحر” بالقول: “مش احسن منو يللي عم يترشحوا، هو زعيم ورئيس كتلة بارزة، وكل الاحتمالات واردة”.