الكاتب: مواطن لبناني
تفاقمت الأزمة الإنسانية والاقتصادية في لبنان مع استمرار الحرب بين حزب الله وإسرائيل، التي أسفرت عن نزوح أكثر من مليون ونصف مواطن من المناطق الحدودية الجنوبية، ضاحية بيروت، والبقاع.
في ظل هذه الكارثة، يتساءل الكثير من اللبنانيين عن مصيرهم، خاصة أولئك الذين تضررت مصالحهم بعيدًا عن خطوط المواجهة.
أحد المواطنين في طرابلس قال لموقع “لبنان بالمباشر”: “لقد توقفت أعمالنا بالكامل. نحن لا نؤيد هذه الحرب، ومع ذلك نتحمل تداعياتها. من يُسأل عن أوضاعنا؟”. من جهة أخرى، عبّر أحد سكان منطقة جبل لبنان قائلاً: “منذ بداية الحرب، فقدت وظيفتي ولم أعد أستطيع توفير مستلزمات عائلتي. في كل مرة ندفع ثمن الصراعات التي لا نريدها”.
يعمّ هذا الشعور بالظلم أرجاء لبنان. في الوقت الذي يتركز فيه الاهتمام على النازحين ودعمهم من الدولة والمنظمات الدولية، يعاني المواطنون في المناطق التي لم تصلها الحرب بشكل مباشر من أزمات اقتصادية خانقة. هؤلاء، رغم بُعدهم عن المواجهات العسكرية، يجدون أنفسهم مهمشين.
وفي سياق آخر، تتزايد التساؤلات حول دور حزب الله في هذه الأزمة. على مدى السنوات، بنى الحزب شبكة من الأنفاق تحت الأرض مجهزة بالذخائر والأسلحة لحماية مقاتليه، بينما لم يتم اتخاذ إجراءات كافية لحماية المدنيين. أحد سكان الضاحية قال لـ “لبنان بالمباشر” : “لقد تركونا في العراء، أين هي الحماية التي وعدونا بها؟ لماذا بُنيت الأنفاق لحماية المقاتلين وليس لنا؟”.
هذه الانتقادات ليست حكرًا على معارضي الحزب، حتى داخل البيئة الحاضنة له، يشعر الكثيرون بالاستياء من غياب التحضيرات اللازمة لحماية المدنيين من عواقب هذه الحرب، التي قيل إنها لدعم غزة، لكنها جلبت الدمار إلى لبنان أكثر مما قدّمت إسنادًا.
وفي ظل هذا الواقع، تواجه الدولة اللبنانية تحديًا كبيرًا. بينما تسعى لتقديم المساعدات للنازحين، تبقى شريحة واسعة من المواطنين المتضررين بحاجة إلى أن يُسمع صوتها وأن تُقدّم لها المساعدة، خاصةً في ظل تصاعد الأزمات الاقتصادية التي تهدد استقرار المجتمع اللبناني بكافة أطيافه.