نضال العضايلة
في العام 2018، اعتبر حسن نصر الله، الأمين العام لجماعة “حزب الله” اللبنانية، أن الاتهامات الأمريكية والفرنسية الموجهة إلى جماعته بالاتجار في المخدرات من أجل تمويل عمليات الحزب، هي “افتراءات لا تستند إلى أي وقائع”.
وفي نفس العام دحض الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، اتهامات الولايات المتحدة للحزب بالتجارة في المخدرات، مؤكدا أنها تهدف للإساة للحزب.
وفي العام 2021، نفى حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني ضلوع جماعته في عمليات إنتاج الأمفيتامين.
وقال نصر الله، الحليف المخلص للنظام في سوريا، “ليست هناك أي مصداقية” لمثل هذه المزاعم.
وقد حامت الشكوك حول دور حزب الله بعد مصادرة 14 طنا من هذا العقار في إيطاليا في حزيران/يونيو عام 2020، وكانت شحنة هذا العقار جاءت من ميناء اللاذقية السوري، بحسب السلطات الإيطالية.
وفي العام الحالي 2022، أعلن الجيش الأردني، عن مقتل 27 مهربًا “تساندهم مجموعات مسلحة”، وإحباط محاولات تسلل وتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة قادمة من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية.
وبينما لم يحدد بيان الجيش الأردني من هي المجموعات المسلحة، وجهت مصادر أردنية أصابع الاتهام نحو جماعة “حزب الله” اللبنانية و”ميليشيات أخرى”.
وسلّط تقرير دولي الضوء على قضية المخدرات المنتشرة في عموم الأراضي السورية، عن تنامي هذه الظاهرة، سيما في المناطق التي يُسيطر عليها حزب الله اللبناني والميليشيات السورية الموالية له.
وقال تقرير المرصد الحقوقي الدولي إنّ “ظاهرة تصنيع وترويج الحشيش والحبوب المخدرة تتصاعد في منطقة القلمون الحدودية مع لبنان بريف دمشق”، مشيراً إلى تورّط مسؤولين وعناصر في حزب الله بمشاركة ميليشيات محلية موالية لهم في تأسيس وإدارة معامل لتصنيع هذه المواد التي يتم ترويجها داخل سوريا وخارجها.
وبات معروفاً أنّ ميليشيا حزب الله تتخذ من تجارة المخدرات مصدراً لتمويل أنشطتها الإرهابية في المنطقة، إذ صدرت عشرات التقارير الإعلامية والأمنية التي تربط بين حزب الله اللبناني وتجارة المخدرات، حيث بات أحد أعمدة هذه التجارة على مستوى العالم، ولعلّ شراكته الأخيرة مع النظام السوري جعلت منه واحداً من أكبر مُصنّعي ومُصدّري هذه المواد إلى العالم.
ولا يعد نشاط الحزب هذا وليد اللحظة أو مرتبطاً بالأزمة السورية، رغم أنّ صلته بنظام الأسد مكّنته من توسيع أنشطته الإجرامية، إذ إنّ الحزب مسؤول أيضاً عن معظم مزارع نبتة “القنب” التي تُحضّر منها المخدرات في لبنان، وتعدُّ من أهم موارد حزب الله.
وفي أحد خطاباته تطرق حسن نصر الله الى آفة المخدرات وتعاظم مخاطرها وضورة مواجهتها. وقال “في الوقت الذي تحمى فيه الحدود من اي عدوان وارهاب ويحمى الداخل، تواجه الناس اخطارا لا تقل اهمية عن الخطر الامني منها المخدرات.
يمكن ان نستيقظ على كارثة عظيمة جدا وعدد المدمنين على المخدرات رقم مرعب، وهو الفعل الذي يقوم به حسن نصرالله في ترويج المخدرات ليس للبنان وحسب ولكن للأمة العربية كلها، والأردن المنيع العصي عليه يقلقله.
في2019، اتهمت «جبهة النصرة» السورية، حزب الله اللبناني باستهداف دول الخليج بالحبوب المخدرة،وذلك بعد تصنيعها في «القلمون» السورية، وقيل وقتها أن الجبهة أتلفت أطنانًا من المخدرات عثرت عليها في جبال القلمون، وتتبع ”حزب اللات“ الذي كان ينوي تصديرها إلى البلدان العربية».
وفي العام 2021، كشف تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” عن ازدهار تجارة المخدرات في سوريا على أنقاض الحرب الأهلية التي دمرت هذا البلد خلال العقد الأخير.
وذكرت الصحيفة الأميركية أن صناعة المخدرات، خاصة أقراص الكبتاغون، يديرها أقارب رئيس النظام السوري بشار الأسد مع شركاء أقوياء، حيث بلغت قيمتها مليارات الدولارات، متجاوزة الصادرات القانونية لسوريا.
وقالت الصحيفة إن الحرب الأهلية السورية التي دمرت الاقتصاد ودفعت معظم السوريين إلى الفقر، تركت النخب العسكرية والسياسية يبحثون عن طرق جديدة لكسب العملة الصعبة والالتفاف على العقوبات الأميركية.
ومن بين اللاعبين الرئيسيين في هذه التجارة المربحة، رجال أعمال تربطهم علاقات وثيقة بالحكومة، وجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة، وأعضاء آخرين من عائلة الرئيس، الذين يضمن اسمهم الأخير الحماية من الأنشطة الغير شرعية ومسؤولين في 10 دول منهم عراقيون وايرانيون واردنيون.
فعلياً فإن الكبتاغون أصبح أهم مصدر للعملة الأجنبية في سوريا، ولبنان، والسيد على إطلاع على كل شيء جديد.
ملف المخدرات طويل، ونعمل على الغوص بداخله، وفي لبنان بالمباشر ليس هناك مستحيل.