Share to: 
بشير مطر نقوم بحماية حدودنا باللحم الحي لمنع اقامة معابر التهريب ولا يمكننا ان نكمل بوجود السوريين
لبنان بالمباشر حاور رئيس بلدية القاع الأستاذ بشير مطر
القاع… وحدودها
تقع القاع في الطرف الشمالي من قضاء بعلبك في محافظة بعلبك-الهرمل. كما يبلغ طول حدودها 73.500 متر تقريبا، والقاع مساحتها 182 كلم وسكانها ما بين لبنانيين قاعيين وغير قاعيين واضافة الى سوريين فيها حوالي ال 45000 ألف مواطن وبطبيعة الحال البلدية مسؤولة عن امنهم وتلبية احتياجاتهم.
القاع… من اين أتت التسمية
كلمة “قاع” تعني الأرض المنبسطة وبطبيعة الحال هذا الوصف ينطبق على طبيعة موقعها المنحصر بين سلسلة جبال لبنان الشرقية، ونهر العاصي. وقد يكون البدو الرحل واكثريتهم من قبائل “نجد العربية” بدأوا يخيمون مع قطعان ماشيتهم في سهل القاع في فصل الشتاء وعليه أطلقوا هذا الاسم عليه.
مربى العسل…
اشتهرت القاع بتربية النحل وحتى العسل والسكن فيها كان قائما في القرن الثامن ميلادي الذي عاش فيه الامام الاوزاعي وكان سكانها من النصارى في العصر الاموي.
القاع قبلة على جبين الأرض
القاع قاعا فيك من الجمال ما يجعل القلوب تهيم فيك عشقا، القاع منطقة غنية جدا بالمواقع الاثرية فهي قلعة فخر الدين، موقع البساتين وهو كناية عن جدران رومانية قديمة وقناة “الست زنوبيا” وقناة رومانية محفورة في الصخر، موقع “خربة الزبيب” وهو كناية عن آثار خرب ومنازل. بناء قديم العهد لتخفيف مسار السيول، خربة “النقيب” خربة “نعمات التحتا والفوقا، ارض السوق: فوق البحيرة”، القناة البيضاء وهي قناة محفورة في باطن الأرض إضافة الى آثار بيوت وحفريات قديمة خربة مائية وطاحونة البنجكية، وآبار محفورة بالصخر … في العصر الحجري الجديد اكتشفوا في الحجر الصوان الموجود أدوات الرعي وسكاكين في منطقة القاع-الهرمل وهي جديدة. إضافة الى موقع “التل الأسود” وهو من المواقع الاثرية المهمة جدا.
القاع… محمية من الرب
يوجد في القاع الكنائس ومنها: مار شربل “موقع عجيبة لمار شربل”. مار جاورجيوس مع المزار-الياس والتمثال. سيدة التلة-كنيسة سان تريز
قاع تغنى بك العشاق وأطربهم ليلك….
القاع انشودة الحياة وبسمة العمر فيها الكثير من المطاعم والافران والمنتجعات والشاليهات والمسابح. فالقاع هي قطعة من السماء على الأرض في الصيف السهر له متعة لا يمكن وصفها بحيث يمكن التنقل ليلا من بيت لآخر لان السهر في القاع له أجواء عائلية متماسكة.
القاع… عطاء لا يتوقف
تشتهر القاع بالزراعة المتنوعة لا بل أكثر فيها كل أنواع الخضار والفاكهة بلا استثناء واشجار الدراق والمشمش والعنب والصبير وغيرها… وبما ان القاع تشتهر بشمسها فان الكثير من المزارعين يستخدمون الطاقة الشمسية في انتاج محاصيل زراعية وأيضا في استخراج المياه.
لبنانية انت يا قاع….
يوجد حوالي ال 1500 قاعي في السلك العسكري متوزعة ما بين الأجهزة الأمنية والجيش.
القاع ما زالت جرودها عذراء…
يشير الأستاذ بشير مطر ان جرود القاع ما زالت عذراء ويقول نحن نسعى لتطوير السياحة الدينية والطبيعية والبيئية وتتميز القاع بأنها منطقة اثرية ولا أغفل من الإشارة الى محبي الصيد بحيث يرودونا نحو 2000 صياد.
مشكلة المشاكل التهريب…
يقول السيد بشير مطر نحن مشكلتنا ككل المشاكل في البلد ولكن نحن نأتي بالدرجة الأولى في المعاناة لجهة الحدود كون القاع منطقة حدودية موازية لسوريا فنعاني من التهريب، فالمازوت والبنزين بالقطارة اذا اردنا ان نأتي بأي منها علينا ان ندخل بدوامة طويلة بحيث يوجد اطر وروتين طويل يبدأ بالشركات مرورا بالجيش والامن العام والجمارك، الا ان الشكر بالطبع يبقى لشركة “كورال” وللجيش الذين يقومون بمساعدتنا الا ان المشكلة تبقى قائمة طالما ان التهريب قائما وباقيا ولا نستطيع تقييدها او الحد منها او حتى انهائها بشكل كامل والتي بطبيعة الحال تنعكس سلبا على المزارعين فلا كهرباء كما ان المولدات تعمل بأقل من طاقتها.
نفتقد الى الدعم…
يقول السيد بشير مطر وهو رئيس بلدية القاع، ان مردود البلديات ضئيل ويتراوح ما بين ال 500 وال 600 مليون ليرة، وبطبيعة الحال على البلدية ان تهتم بما يزبد عن ال 40000 ألف مواطن، فلا يوجد دعم للبلديات لكي تعمل كما ينبغي.
اناشد الدولة…لا تناشد ما في حدا
يقول السيد مطر انا اناشد الدولة إذا ارادت وقف السرقات الصغيرة في كل المناطق اللبنانية وذلك بإقامة حواجز ثابتة الامر الذي يخفف من هذه السرقات في كل المجالات، وتجدر الإشارة ان السارق في كثير من الأحيان يمر على الحواجز للجيش وقوى الامن ويستطيع المرور كأن شيئا لم يكن.
السرقة طالت المياه…
يقول السيد مطر مياهنا عرضة في كل يوم للسرقة ونحن نأتي بالمياه من منطقة اللبوة بحيث تمر بعدة ضيع قبل وصولها الينا مما يجعلها عرضة للتعدي في كل يوم لأسباب مختلفة وغير منطقية الامر الذي يؤثر على المزارعين في القاع.
الآبار… مسبار الامل
يقول السيد مطر إذا أردنا حفر الابار علينا ان نلجأ الى وزارة الطاقة والقيام بواسطة وأحيانا تأتي هذه الواسطة بنتائج سلبية بحيث يطلب منا القيام بدراسات والتي يكلف اجرائها أموالا طائلة والتي لا يمكننا تحمل الأعباء المادية وجل ما نريده يقول مطر هو اعطائنا اذنا مؤقتا لحفر بئر نلبي منه احتياجاتنا.
صرخة لوزير الصناعة ولجمعية الصناعيين
يقول السيد مطر ان مئات العائلات السورية تستلم الشوادر ومواد التنظيف وخشب ومعدات بمبالغ عالية وانا هنا أوجه صرخة الى وزير الصناعة وجمعية الصناعيين ان يقفوا وقفة واحدة مع البلدية واولهم انا على ان لا نقبل ان تكون البضاعة الا لبنانية الصنع وانا هنا أعني المواد الأولية والتي توزع على النازحين وتكون صناعة لبنانية. ويسأل مطر لماذا نستورد الصابون على سبيل المثال من دول عربية وأوروبية ويتم دفع ثمنها بالدولار الفرش لماذا لا نصنعها في لبنان بحيث يوجد الكثير من المعامل وعلى سبيل المثال الصابون البلدي الطرابلسي وراشيا او مار شربل ويضيف مطر إذا نحن قمنا بتوزيع هذا الصابون على اللاجئين السوريين او حتى على اللبنانيين أنفسهم فانه كفيل بتشغيل بلد بأكمله وبهذه العملية يبقى الدولار في لبنان واضافة الى الخشب والبراغي وغيرها آلاف الأمور التي نستطيع نحن كاللبنانيين صناعتها.
رئيس بلدية برتبة مسؤول…
يقول السيد مطر “لا حياة لمن تنادي” على ما يبدو لا يريدون حلا لكل هذه الأمور وبصريح العبارة لا يمكن ان نكمل المسير بوجود السوريين وفي ظل الكثافة السكانية والفوضى يوميا نلقي القبض على عصابات لتهريب الاثارات مكونة من سوريين ناهيك عن عصابات التنقيب عن الآثار وغيرها من عصابات المخدرات والتفجيرات… ويقول إذا لم يتوقف التهريب لا سيما تهريب الأشخاص فنحن حقا في “مشكلة معقدة جدا”.
القاع… نقطة استراتيجية
استراتيجية القاع تكمن في معبر مهم جدا وهو كمعبر المصنع ونناشد الدولة الى رفع تصنيفه الى الفئة الأولى لكي تنتعش المنطقة أكثر وأكثر.
جل ما نتمناه تكريم…
القاع قدمت الكثير من الشهداء أيام دخول الجيش السوري والذي قتل نحو 15 شخصا من القاع و11 شخصا من منطقتي الجديدة ورأس بعلبك وفي سنة ال 2016 تعرضت القاع لهجوم انتحاري ليسقط خمسة شهداء و32 جريحا إضافة الى سقوط شهداء لنا في نهر البارد وسوق الغرب فنحن لدينا حوالي ال 150 شهيدا سقطوا دفاعا عن لبنان. ويقول مطر جل ما تمنيناه هو تكريم لهذه الضيعة لما تعرضت له من تفجيرات إرهابية، ويضيف إذا كان المقصود هو المسيحيون فالقاع عصية على هؤلاء وقد استطعنا احباط محاولة اختلاق فتنة طائفية، او حتى مخطط التهجير او دخول إرهابيين الى مناطق أخرى نحن كنا الرادع والشباب القاعي حموا القاع وكل المناطق المجاورة والدولة لم تقف على خاطرنا فنحن لسنا زعماء بل مجموعة أناس مرميين على الحدود ومتروكين لقدرنا.
باللحم الحي نمنع فتح معابر للتهريب
يقول السيد مطر نقاتل باللحم الحي لمنع فتح معابر حدودية للتهريب غير الشرعي والدولة غائبة كليا، فنحن كنا وما زلنا مع لبنان والدولة اللبنانية ونحن لدينا التنوع السياسي وانتخابي وعندنا شباب واعين واناس وكوادر مهمة في المجتمع القاعي ونحن اليوم نعمل على مشروع لتسريع الفرز بالقاع ومفهوم العيش المشترك تكون بالمصالح الاقتصادية المشتركة كما نقوم بإنشاء منطقة صناعية يستفيد منها كل المحيط على ان لا يكونوا في ارضنا وسنتعاون مع الجميع لتنمية المشاريع التي تعود بالفائدة على المنطقة ولنكمل بعضنا البعض ضمن الحرية الكاملة وليس على قاعدة” نريد ان نحميكم باعتبار اننا أقليات ونريد رضى الأكثرية ونحن تحت سقف الدولة والقانون والجيش اللبناني.
القاع انثى… وأول شهيد فيها انثى
علمني وطني بأن دماء الشهداء ترسم حدود الوطن،
عندما يذهب الشهداء الى النوم أصحو، واحرسهم من هواة الرثاء
أقول لهم: تصبحون على وطن، من سحاب ومن شجر من سراب وماء
سحر فارس ابنة القاع اول شهيدة انثى قضت بانفجار مرفأ بيروت ولها ابن عم قضى أيضا بالتفجيرات الماضية، يقول السيد مطر ان قضية سحر هي قضيتنا وقد سمينا الملعب البلدي باسمها ونحن نريد ان نصل الى الحقيقة ونحن بالتأكيد مع رفع الحصانات ومن المعيب التحدث عن حصانات في هكذا جريمة ويجب ان يكون هناك مادة وحيدة في القانون وهي رفع الحصانات عن كل الأشخاص الذين لهم صلة بقضية تفجير المرفـأ ويحاكم كل المذنبين امام هيئة المجلس العدلي وهذه القضية هي قضية كل اللبنانيين وعندما نصل الى معرفة الحقيقة ستكون نقطة انطلاق لأخذ حقوقنا في القضايا الأخرى.
القاع… بوابة لبنان
يقول السيد بشير مطر القاع اليوم قلب لبنان، كما انها تحولت من ضيعة صغيرة الى مدينة وريف متمدن وتستكمل العناصر بشكل مرحلي وذلك نتيجة ظروف كورونا و17 تشرين وارتفاع سعر صرف الدولار جعلنا نتأخر الا اننا نعمل بشكل كبير لخلق هوية اقتصادية وزراعية، ليصبح لدينا هوية للبيت القاعي. وأقول ان هذه المنطقة سياحية بامتياز واوجه رسالة الى الهرمل والمناطق المحيطة ان نشجع السائح القادم الى هذه المنطقة على ان لا يكون خائفا على نفسه وعائلته وسيارته.
بقلم ندي عبدالرزاق
