غيَّرت الأزمة الاقتصادية والمعيشية الطاحنة التي يعيشها لبنان منذ نحو سنتين، عادات آلاف اللبنانيين، الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب مع تراجع القدرة الشرائية للعملة المحلية بشكل دراماتيكي.
وبدأت تظهر في البلاد عادات لم يختبرها سابقا الكثيرون، من ضمنها التخلي عن العديد من الكماليات، فضلا عن بعض الأكلات والأغذية الباهظة، بالإضافة إلى “التوك توك”.
فقد حل هذا الضيف المستجد مؤخرا على البلاد، وبدأت تلك المركبات الصغيرة التي لا تستهلك الكثير من الوقود في عدد من المدن والبلدات.
“سيارة الغلابة”
من طرابلس شمال البلاد إلى البترون، وبعض أحياء العاصمة بيروت، ظهر التوك توك أو “سيارة الغلابة”، كما يطلق عليه في مصر، لاسيما مع ارتفاع تكلفة البنزين حتى لمن يملك سيارته الخاصة، وغياب وسائل النقل العام المؤهلة للعمل.
كما برزت مبادرات خاصة لتسيير حافلات ركاب بتعرفة منخفضة، فضلا عن استخدام الدراجات الهوائية، بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس.
فقد أطلق القطاع الخاص مؤخراً عدة مبادرات لتسيير حافلات تنطلق عموماً من مناطق بعيدة نسبياً عن بيروت، وتسير وفق خطوط منتظمة وفي مواعيد محددة، الأمر الذي قد يبدو عادياً في أي بلد، لكن ليس في لبنان، حيث الحافلات العامة متهالكة وغير منتظمة.
ويشكو البعض من أنها قد تكون أحياناً مساحة غير آمنة خصوصاً للنساء اللواتي قد يتعرضن فيها أحيانا للتحرش أو النشل.
أسوأ الأزمات العالمية
أتت تلك المتغيرات في الحياة اليومية للمواطن اللبناني، بعد أن غرق البلاد في أسوأ الأزمات الاقتصادية العالمية منذ العام 1850، بحسب تصنيف البنك الدولي.
فيما تراجع شراء السيارات بأكثر من سبعين في المئة، وفق مركز الدولية للمعلومات للأبحاث. وبات شراء سيارة لغير الميسورين ترفاً مع فقدان الليرة أكثر من تسعين في المئة من قيمتها.