تفقد السفير البلجيكي في لبنان السيّد كوين فيرفاك ترافقه عقيلته، وبحضور رجل الأعمال السيد علي نسر وعقليته، أنشطة وبرامج مؤسسة عامل الصحية والتنموية التي تنفذ في بلدة الخيام والجوار بالشراكة مع السفارة البلجيكية، بهدف صون كرامة وحقوق أهالي الخيام – مرجعيون والنازحين على حد سواء، خصوصاً فيما يتعلق بقضايا النساء والفتيات ورفع الوعي الاجتماعي حولها، وتوفير مساحات آمنة وفرص للتمكين والنهوض لهن.
كان في استقبال الوفد د. كامل مهنا رئيس مؤسسة عامل الدولية وعضو الهيئة الإدارية فيرجيني لوفيفر ومسؤولة مركز الخيام الصحي – التنموي السيدة ميسم حيدر والمنسق الصحي الدكتور حسن اسماعيل وفريق المؤسسة من برامج الصحة والحماية والتعليم.استهلت الجولة في مركز عامل الصحي – التنموي – الاجتماعي في الخيام، حيث اطلع الوفد على مختلف الأقسام والبرامج الإنسانية التي يوفرها المركز لرواده من كل الجنسيات وخصوصاً النازحين وأهالي المنطقة، ومن ضمنها الرعاية الصحية الأولية، صحة الأم والطفل والرعاية المنزلية إضافة الى الأدوية الأساسية والصحة النفسية، ورعاية كبار السن، كما تولى فريق برامج التعليم والتنمية توفير المعلومات حول أنشطة التعليم التي تستهدف فئات مختلفة من المواطنين والنازحين وتتلائم مع حاجاتهم، إضافة إلى أنشطة التوعية والتمكين الاجتماعي للنساء والفتيات لحمايتهن من كل أشكال العنف والتهميش، إلى جانب الأدوية والخدمات المتوفرة للناس والمنطقة، ومحاضرات التوعية والتثقيف.
في ضوء ذلك، عبّر السفير فيرفاك عن إعجابه بالتزام الجمعية المدنية غير الطائفية وانجازاتها الإنسانية والتقنيات المتطورة والآلات المتوفرة في المركز والعيادة النقالة، ووقوفهم إلى جانب الناس بدون أي شكل من اشكال التمييز بالإمكانات المتوفرة، وتسخير الشراكات من أجلب مصلحة الناس وتوفير حقوقهم.أما السيد نسر فقد تحدث حول تجذر مؤسسة عامل بين الناس، ودورها في دعمهم وتعزيز صمودهم من خلال عملها الابتكاري وقربها من الناس الذين هم شركاء لها في مهمتها الكبيرة منذ التأسيس، معتبراً أن كل لبناني يجب أن يفخر بما تحققه “عامل” على الصعيدين المحلي والعالمي.من جهته شكر الدكتور مهنا دعم بلجيكا المستمر لقضايا عامل التي تتمحور حول الناس ومن أجلهم، وكذلك تحدث حول مساهمات السيد نسر ودعمه لأنشط المؤسسة، مؤكداً أن عامل وضعن نصب أعينها مهمة جوهرية “وهي خلق الثقافة الجديدة للمجتمع اللبناني” في مواجهة كل القصور والتخلف والعصبيات التي مزقت لبنان ولا زالت تنهش به.
وتحدث مهنا حول رمزية مراكز عامل في منطقة مرجعيون – حاصبيا التي تمثل حالة لبنان الفريدة في التعايش والاندماج والتنوع، والتي تتركز في حلتا، فرديس، العرقوب، الخيام، إبل السقي، ومرجعيون، ومهمتها الأولى هي تعزيز إنسانية الإنسان وصون كرامته وتعزيز ثاقفة المواطنة والعمل مع كل الناس بغض النظر عن انتماءاتهم في سبيل تنمية بيئاتهم المحلية وإشراكهم في عملية التغيير المنشودة، نحو بناء دولة العدالة الاجتماعية.
وأكد مهنا في مداخلته التزام المؤسسة بتوفير المساندة والتضامن مع المواطنين عبر ثقافة التضامن وليس الشفقة والعمل على توفير مقومات الكرامة الإنسانية، ضمن مختلف المناطق عبر30 مركزاً وست عيادات نقالة ووحدتي تعليم جوالتين ووحدة حماية خاصة بأطفال الشوارع موجودة في كافة الأراضي اللبنانية بقيادة 1500 متفرغ ومتطوع،وموزعة بين عين الرمانة والشياح وعرسال وكامد اللوز والأشرفية وبرج حمود ومعظم المناطق اللبنانية، حيث الإنسان هو الهدف والمحرك في كل أمر، مشيراً إلى خطة “عامل” تتضمن تقديم الأنموذج في إيجاد الحلول المستدامة وليس الغرق في انتقاد الظروف، حيث تتولى المؤسسة تقديم أفضل البرامج والخدمات التنموية لبسطاء الناس، في أكثر المناطق تهميشاً، لأن تأمين الوصول إلى الحقوق الأساسية يتطلب تضامن عالمي وتحمّل مسؤولية من قبل صنّاع القرار والمؤثرين، كما يتطلب تقديم الأنموذج الناجح الذي يحتذى به وهو ما انشغلت عامل ببنائه خلال مسيرتها في لبنان وحول العالم.وفي الختام تضمنت الزيارة جولة على معتقل الخيام، للوقوف على المأساة المتجذرة في تاريخ جنوب لبنان ومعاناة الاهالي في ظل احتلال الجنوب قبل إنجاز التحرير، وهي فترة مفصلية في حياة لبنان، كانت خلالها “عامل” ملتزمة بدعم الناس بغض النظر عن كل الأخطار والتحديات.